المحتوى الرئيسى

حملة من أجل الرصيف | المصري اليوم

12/02 09:00

سؤال سألته لنفسى كثيرًا: كيف أسير لأكثر من خمسة كيلومترات يوميًا فى شوارع مدن بالخارج، بينما لا أستطيع أن أكمل مئات الأمتار هنا فى شوارع مصر؟

انتخابات الأندية بين الإنفاق والاستفادة

الأمر كما استنتجت، عزيزى القارئ، من العنوان، هو عدم وجود «رصيف»، أو صغر مساحته، إن وُجد، بشكل لا يتيح سيرًا مريحًا.

والرصيف فكرة وتاريخ كبير. فلم يكن هناك شىء اسمه كذلك قبل أن تتأسس المدينة، لتصبح بعدها الأرصفة من أهم مرافق المدن وواحدة من أركان تصميماتها الأساسية. وأصل الرصيف أنه كان طريقة لرسم الحدود فى المدن القديمة بين الطرق والمبانى، لكن مع تطور المدن وتزايد الحاجة إلى ممرات جديدة بدأ يتبلور الدور الوظيفى للرصيف، كممشى أولًا، ولتعزيز أمن المشاة وتنظيم حركة السير ثانيًا، والوصل بين شارع وآخر بعيدًا عن السيارات والمركبات ثالثًا.

وبداية ظهور الرصيف تعود للحضارة الرومانية العريقة، التى وضعت أسس كثير من المظاهر العمرانية الحديثة، ولعل الرصيف واحد منها، وقد أُنشئت الأرصفة أولًا فى روما القديمة فى إجراء كانت الغاية منه أن تقوم بدور حاجز أو مساحة فاصلة تفصل الطريق عن الساحات والمبانى، لكن ما لبث الرصيف أن أصبح الجزء المفضل لدى المشاة الذين وجدوه آمنًا بعيدًا عن مسار العربات المجرورة، وسيلة النقل الأكثر شيوعًا وقتذاك.

المرحلة الأكثر تطورًا كانت فى استخدام الرصيف كمكان يتجمع فيه الناس من أجل مشاهدة الاستعراضات التى تُنظَّم بشكل دورى عليه. ومن روما إلى باريس، إذ اعتنى المهندس «هوسمان» الذى أعاد تصميم المدينة، وجعل الأرصفة جزءًا مهمًا من المدينة المهمة أوروبيًا.

وقد دخلت فكرة إنشاء الأرصفة إلى مصر مع المهندسين الوافدين إليها فى القرن الثامن عشر، والذين أتوا ضمن حركة الاستعمار الاقتصادى والفكرى التى سبقت الاستعمار العسكرى فى ١٨٨٢، حيث أحضر الخديو إسماعيل المهندس الفرنسى «هوسمان» ذاته من أجل تخطيط مدينة الإسماعيلية وتصميم مرافقها، حتى إنها لُقبت بباريس الصغرى بسبب معمارها وشوارعها وأرصفتها الشبيهة بباريس.

وغزت فكرة الأرصفة بعد ذلك المنطقة العربية، واستُخدمت بنفس الاستخدامات المتعارف عليها تقريبًا، ومع التقدم الذى عرفه العمران فإن الأرصفة فى المدن العربية عرفت تغيرًا كبيرًا على مستوى الشكل والتصميم والمواد المستعملة فى إنشائها.

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل