المحتوى الرئيسى

مبادرات المحافظ عامر! | المصري اليوم

12/02 08:00

أطلق البنك المركزى مبادرة قيمتها ٥٥ مليارًا ونصف المليار جنيه، لتحويل أربعة ملايين فدان من الرى بالغمر الذى عاشت مصر تعرفه إلى الرى الحديث الذى تعرفه الدنيا من حولنا!.

المبادرة تقوم على أساس تمويل المزارعين للتحول إلى الرى الحديث بقروض على عشرة أقساط دون فائدة، ثم على أساس ألا يبدأ سداد القسط الأول إلا بعد التنفيذ!.. وهذه لابد أنها مبادرة طموحة للغاية، لأن مساحة الأرض التى تشملها تصل إلى ثلث المساحة المزروعة لدينا تقريبًا!.

وهذه ليست المبادرة الأولى التى يطلقها البنك المركزى.. فلقد أطلق مبادرة للمصانع المتعثرة منذ فترة، وهى- حسب ما سمعته وأسمعه من رجال صناعة- فى أشد الحاجة إلى مراجعة من جانب المحافظ طارق عامر، لأنها فيما يبدو تتعثر أو تكاد!.. إن ما سمعته وأسمعه من رجال صناعة وليس من غيرهم يقول إن تلك المبادرة الجميلة عند إطلاقها شىء، بينما تطبيقها على مستوى البنوك فى الواقع شىء آخر تمامًا!.

أما مبادرة الرى فإنها ستظل محسوبة فى ميزان المحافظ عامر، لأنها مبادرة ضخمة أولًا، ولأنها تتعامل بشكل مباشر مع قضية المياه التى هى قضية حياة ثانيًا، ولأنها بالرقم الذى تمثله والمساحة التى تستهدفها تظل تعرف هدفها الذى تريد الذهاب إليه!.

إننا أمام مبادرة لديها هدف يتجاوب مع سياسات الدولة فى مستوياتها العليا، وهى سياسات تخطط لتعظيم الاستفادة من كل قطرة ماء متاحة لنا، وترغب فى أن تحافظ على ثروتنا المائية، وتعرف أن هذه الثروة أقل مما يجب أن يكون فى حوزتنا من الماء، وبالتالى فالحفاظ عليها فرض عين على كل مواطن فى مكانه، بقدر ما هو فرض كفاية على الحكومة فى مقاعدها!.

وما يميز مبادرة الرى الحديث أنها تغرى المزارعين بحوافز تجعلهم يعملون بها، ومن بين هذه الحوافز أن الفلاح المستفيد منها سوف يرد القرض دون جنيه واحد زيادة، مع ما نعرفه عن تجارب قروض سابقة دخل فيها مزارعون السجون بسبب الفوائد المتراكمة، وهرب فيها مزارعون آخرون من البيوت تخفيًا من تنفيذ أحكام صدرت بحقهم بسبب تراكم الفوائد أيضًا!.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل