المحتوى الرئيسى

البحث عن سرير عناية.. صداع مزمن في رأس المستشفيات

11/30 16:28

في الثالثة فجراً، استيقظ محمد طارق على صراخ والدته، سقط والده فجأة على الأرض، وتدحرج مرتين ثم اصطدم بالحائط، تجمع أعمامه بعد أن سمعوا الصراخ، لا يعلمون ماذا يحدث؟

دقائق وتحول الموقف مرة أخرى، تشنج والده، وابيضت عيناه وفقد الوعي، هرول الجميع إلى مستشفى شبين القناطر "الشاملة" القابعة في محافظة القليوبية.

طلب طبيب الاستقبال أشعة مقطعية على المخ والصدر، أجرتها الأسرة وسط حالة من الرعب، وجاءت النتائج، ثم بحث طبيب الطوارئ على طبيب الرعاية الذي كان نائماً، تثائب ونظر إلى الأشعة، وقال: "نزيف في المخ، خدوه واطلعوا على أي مستشفى كبيرة ممكن بنها الجامعي الوقت مش في صالحه".

بادره محمد بالسؤال: هيتنقل بإسعاف؟ ليرد الطبيب بأن الإسعاف لا يتبع المستشفى وأن على أهل المريض بأنفسهم طلب الإسعاف، فهرول الشاب، إلى مقر الإسعاف الذي يقع بجوار باب المستشفى، 4 سيارات اصطفت جنباً إلى جنب، وعندما طلب من المسئول وقتها سيارة إسعاف لتقل والده الذي يصارع الموت إلى مستشفى بنها الجامعي، طلب منه التواصل مع 123، الذين أخبروه بأنه يجب التنسيق بين "الشاملة" و"بنها الجامعي"  الذي سيذهب إليه، وأن يخبرهم باسم الطبيب الذي سيستقبل الحالة".

وهنا تساءل الشاب: "كيف له أن ينسق في هذه الظروف؟ وكيف يعلم رقم المستشفى الذي سيذهب إليه؟ وكيف له أن يتمالك أعصابه ليقوم بكل هذا؟ فدخل إلى طبيب الرعاية، الذي كان قد خلد للنوم مرة أخرى، سأله عن التنسيق فأخبره أن الأمر يستغرق وقتاً، وأن الوقت ليس في صالح المريض".

وقف الشاب لا يدري ماذا يفعل؟ والده في حالة يرثى لها، الوضع خطير، والأطباء والإسعاف يحتاجون إلى التنسيق، فما كان منه إلا أن أخذ المريض بعد أن رفض الأطباء في المستشفى إعطائه الأشعة التي أجراها، وأوقف سيارة أجرة، وأخذ والده على قدميه وتحرك به إلى مستشفى بنها الجامعي، وهناك أعاد إجراء الأشعة مرة أخرى.

وفى مستشفى بنها، صدم الشاب مرة أخرى، فبعد أن أعطاه الأطباء الأدوية الطارئة التي كان يجب أن يأخذها في مستشفى "الشاملة"، ولكنه غير مؤهل لذلك، طلبوا منه الخروج للبحث عن عناية مركزة، لأن والده في أمس الحاجة إليها، والمستشفى كامل العدد وهناك آخرون ينتظرون السرير من اليوم الذي يسبق وصوله. 

سأل الأطباء عن المستشفيات التي يجب أن يبحث فيها، وأخذ كل واحد من الأسرة صورة من قرار التحويل، وذهبوا إلى المستشفيات القريبة، فلم يجدوا بأي منها رعاية "لا مستشفى التأمين الصحي، ولا الأميري، ولا الحميات"، فكان الرد واحد دائماً "اترك الورقة ورقم الهاتف وسنتواصل معك حال وجود سرير خالي"، وحتى اليوم وبعد مرور ما يقرب من أسبوع لم يتلق الاتصال.

عادوا جميعاً إلى المستشفى دون جدوى، يجرون أذيال الخوف والقلق، فاقترح أحدهم أن يبلغ طوارئ وزارة الصحة على الرقم المختصر، اتصل بهم وطلبوا منه أن تخبرهم طبيبة بتفاصيل الحالة، فدخل إليها، وأخبرها أنه سيتصل بطوارئ وزارة الصحة للبحث عن عناية، فطلبت منه الانتظار وعدم الاتصال بالطوارئ حتى تقوم بعمل أشعة مقطعية على الصدر، "كانت قد نسيتها غالباً"، وبعد إجرائها اتصل بالطوارئ وأخبرهم بأنه يحتاج إلى عناية مركزة وتم عمل البلاغ.

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل