المحتوى الرئيسى

محمد قناوي يكتب: السينما السعودية تصل لمرحلة الــ«بلوغ»

11/29 16:09

بفيلم وخمس مخرجات شابات اقتحمت السينما السعودية مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للمرة الثانية فالعام الماضي شاركت بفيلم «حد الطار» الذي حصد جائزتين في مسابقة أفاق السينما العربية فحصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل ممثل لبطل الفيلم "فيصل الدوخي".

وهذا العام تفتتح السينما السعودية مسابقة آفاق السينما العربية بفيلم «بلوغ» في عرضه العالمي الأول، ولم يتنافس علي الجوائز ولكن اختياره لافتتاح هذه المسابقة هو جائزة في حد ذاته، ويتناول الفيلم خمس قصص منفصلة، أخرجت كل واحدة منها مخرجة ليكون أول فيلم سعودي له خمس مخرجات وهن: "فاطمة البنوي، وسارة مسفر، وجواهر العامري، وهند الفهاد، نور الأمير" ليعبر الفيلم عن جيل جديد من صانعات الأفلام السعوديات خصصن فيلمهن  لطرح أزمات المرأة المعاصرة، ليعكسن واقعاً جديداً من حياة المرأة السعودية، فنراها تقود السيارة في شوارع السعودية، وتتطلع لتحقيق أحلامها.

وقد استقل كل فيلم بعنوان منفصل، وحكاية مختلفة، لكن يجمعهن خيط واحد، وهو طرح قضايا المرأة باختلاف طبقاتها ومراحلها العمرية، سواء كانت طفلة أو مراهقة أو امرأة عجوز، فمثلا نجد الممثلة والمخرجة فاطمة البنوي  تطرح في فيلمها "حتى ترى النور" تطرح أزمة امرأة مطلقة وطفلها، بينما تستقل سيارتها لتوصيل طفلها لمدرسته تجد نفسها وطفلها في موقف صعب لكنها تنجح في التغلب عليه، وفي فيلم "الصباح" تطرح سارة مسفر مشكلة إمرأة تعمل في تزيين النساء، اما هند الفهاد فتطرح في فيلمها "المرخ الأخير" تطرح أزمة إمرأة عجوز أصيبت بمرض ألزهايمر، وتظن أن ابنتها لا تزال على قيد الحياة، فيما تطرح جواهر العامري في فيلمها "مجالسة الكون" من خلال بطلتها الصغيرة أزمة البلوغ، حينما تظهر عليها مظاهر ذلك وتنتابها المخاوف.

وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد، ففي بداية السبعينيات قدم ثلاثة من المخرجين المصريين الشباب فيلم واحد في ثلاث قصص مختلفة ،كأولي تجاربهم في الإخراج بعنوان «صور ممنوعة» وهو مأخوذ عن قصة للكاتب الكبير نجيب محفوظ صدرت باسم «صورة»، حيث قدم المخرج محمد عبد العزيز تجربته الاخراجية الأولى من خلال القصة الاولي بعنوان«ممنوع»، وقدم المخرج اشرف فهمي قصة بعنوان "كان" التي تعد اثني تجاربه الاخراجية بعد فيلم" القتلة"، اما القصة الثالثة فقدمها المخرج د. مدكور ثابت بعنوان "حكايات الأصل والصورة"، وانتج الفيلم وقتها المؤسسة العامة للسينما بمصر واليوم وبعد ما يقرب من خمسين عاما يأتي معمل مهرجان البحر الأحمر وهو مؤسسة حكومية أيضا وتتيح الفرصة لخمس مخرجات سعوديات ليحقق أحلامهن، ويقدمن مواهبهن في فيلم واحد يحتوي على خمس قصص يجمعها خط درامي وتم اختيار مخرجات يمثلن مناطق مختلفة يكشفن من خلاله عن رؤيتهن للمجتمع السعودي الذي يشهد حالة من التغيير ويقدمن بصورة أو بأخري المعاناة التي تعيشها المرأة السعودية، وبذكاء شديد وطريقة إنسانية توصل المعنى"، قدمن حكايات تعتمد علي كل ما هو إنساني يتوجه إلى المشاعر والإحساس بكل صدق، وعلي مدار 70 دقيقة لمسنا كيف  عرفت المخرجات الخمس التعبير عن انفسهن بصورة جميلة.

 ويبقي أن نعرف عن الموهوبات الخمس من المخرجات هن" سارة مسفر"، حاصلة على بكالوريوس الفنون السينمائية من جامعة عفت بالسعودية، وآخر أفلامها هو "من يحرقن الليل" الحاصل على التنويه الخاص من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2020 و"فاطمة البنوي"، ممثلة وكاتبة ومخرجة سعودية. بعد ريادتها في تقديمها السعودية لجوائز الأوسكار مع فيلمها الأول كممثلة، "بركة يقابل بركة" 2016، اما "جواهر العامري "فهي مخرجة ومنتجة، أخرجت "سعدية سابت سلطان"، وهو فيلم قصير حاز على جائزة لجنة التحكيم من مهرجان السعودية، إضافة إلى فيلمها الطويل "عزيز هالة"، وهند الفهاد، فازت بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان دبي السينمائي عن فئة الأفلام الخليجية القصيرة عن فيلم "بسطة"، وترأست لجنة تحكيم أفلام الطلبة في مهرجان أفلام السعودية عام 2017 ، أما "نور الأمير"، مخرجة وكاتبة، قدمت عدداً من الأفلام القصيرة، مثل "جاري الجدار" وهو فيلم روائي قصير، و"الاص" وهو فيلم وثائقي قصير فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير للطلاب عام 2017 في مهرجان الأفلام السعودية.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل