المحتوى الرئيسى

طالب كل دولة بأن تتكفل بحماية آثارها ..«حواس»: آثار «الإسكندرية آمنة»

11/28 14:40

أكد د. زاهى حواس عالم الآثار المصرى ووزير الآثار الأسبق، أن التغيرات المناخية ملف شائك فحتى نحمى الآثار مطلوب تكاليف باهظة.

وأشار إلى أنه لا يوجد لدينا خوف إلا على مقابر وادي الملوك ومقابر سقارة خاصة أنهما من أهم المقابر لدينا خاصة أنها وجهة لزيارة الملايين من السياح طول العام، مردفًا: فالتغيرات المناخية خطر على هذه المقابر ولابد من إيجاد حل لهذه المشكلة لحماية هذه المقابر وخاصة أن اليونسكو يقف عاجز أمام هذه المشكلة لا يفعل شيئا.. وأطالب بأن تتكفل كل دولة بحماية اثارها.. أما اثار الاسكندرية فيؤكد حواس أنها كلها حجرية ورملية ولا يوجد عليها أى خوف إطلاقا.. الخوف كله على اثار سقارة ووادى الملوك.  

وكانت ويساءل إعلامية قد نشرت عدة تقارير حول «التغيرات المناخية» وحول وضعها لآثارنا على حافة الغرق ؟ وحددت تقارير أهم الاثار المهددة على الخريطة المصرية وذكر التقرير أن التغيرات المناخية تعد من أكثر الموضوعات تهديداً للتراث الثقافى والآثار.

وتشكل تهديدات بالغة للمواقع الطبيعية والثقافية المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) ففي إصدار جديد للمنظمة تحت عنوان «دراسات حالات بشأن التغيرات المناخية والتراث العالمي» يعرض التقرير 26 دراسة حالة تتضمن برج لندن، وحديقة كيلامانجارو العامة الوطنية بلوساكا عاصمة زامبيا، والحاجز المرجاني الكبير بأستراليا، للتعريف بالمخاطر التي يواجهها 900 موقع مدرج على قائمة التراث العالمي. 

 يقول بان كي مون أمين عام منظمة الأمم المتحدة: "أن التغير الدائم لمناخ كوكب الأرض جعل قضايا تغير المناخ مصدر قلق نتيجة ضخامة التغيرات غير المسبوقة التي تحدث في العالم، وتشير التقارير إلى أن البشرية هي المسؤولة عن تغير المناخ، وقد حظي موضوع تأثيرات تغير المناخ في التراث العالمي باهتمام بالغ خلال أحد اجتماعات لجنة التراث العالمي .

  كويشيرو ماتسورا مدير عام اليونسكو السابق، يؤكد في مقدمة أحد تقارير المنظمة، إلى أن "المجتمع الدولي بات يعترف على نطاق واسع بأن التغيرات المناخية أصبحت تشكل أحد أبرز التحديات في القرن الحادي والعشرين"، داعياً إلى اعتماد "نهج متكامل بشأن القضايا المرتبطة بصون البيئة والتنمية المستدامة" .  

اقرأ أيضا :- زاهي حواس: افتتاح طريق الكباش وضع مصر على قمة العالم.. فيديو

ويشير التقرير إلى أن التغيرات المناخية قد تلحق ضرراً بالمواقع الأثرية للتراث العالمي، استناداً إلى بعض التقارير التي تؤكد التهديدات المحدقة بمنطقة "شان شان" الأثرية في بيرو، وممتلكات أخرى للتراث العالمي في كندا والاتحاد الروسي، ومما لا شك فيه فإن التعديلات الطارئة على دورة هطول الأمطار وموجات الجفاف، والرطوبة، ومستويات المياه الجوفية، وبالتالي على كيمياء التربة، سوف تخلف آثاراً على محاولات حماية وصون المواقع الأثرية، كما أن ارتفاع درجات الحرارة وظاهرة ذوبان الأرض الدائمة التجمد التي تصحبه في المنطقة القطبية الشمالية، مقابل ارتفاع مستوى سطح البحار، كلها عوامل ذات تبعات خطيرة على هذا التراث، وهناك دراسات تحليلية للطريقة التي تؤثر فيها الأمطار المرتبطة بظاهرة "النينيو" المناخية على هندسة التربة الهشة في موقع "شان شان"، الذي يرقى إلى زمن عاصمة مملكة "شيمو" القديمة، إحدى أهم المدن المصنوعة من التربة في الحضارة الأمريكية قبل وصول كريستوفر كولومبس إليها .

وقد ينتج عن ارتفاع مستوى رطوبة الأرض جراء الفيضانات تنامي البلورة الملحية على سطح المباني، ما يلحق ضرراً كبيراً بالأبنية المزخرفة بشكل خاص، ومن شأن تزايد الرطوبة أن تؤدي أيضاً إلى ارتفاع أو خسوف في مستوى التربة .  

وقد أدى تدهور بعض الآثار القديمة إلى تبني اليونسكو للاتفاقية الدولية للحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي في عام 1972 وهو مشروع طموح يهدف إلى حماية وصون ممتلكات العالم الثقافية والطبيعية ونقلها سليمة إلى الأجيال القادمة، وقد صدقت عليه كل الدول الأطراف، 183 دولة، من أجل حماية 830 أثراً عالمياً موجودة في 138 دولة . وتحتوي القائمة على 644 أثراً ثقافياً، و162 أثراً طبيعياً، و24 أثراً يجمع بين الثقافة والطبيعة، ومع إضافة عدد آخر من الآثار وصل العدد الإجمالي إلى 900 أثر .

وقد أخذت اليونسكو على عاتقها مهمة تعبئة الشعوب والحكومات، من أجل ضرورة المحافظة على هذه الأماكن النادرة، ففي بداية ستينات القرن الماضي أصبح معبد أبو سمبل في صعيد مصر مهدداً نتيجة بناء السد العالي بأسوان، فهو على الرغم من كونه ضرورياً، إلا أن بناء السد وما قد ينجم عنه من فيضانات، كان من شأنه أن يحدِث دماراً لا تحمد عقباه في تلك الآثار، التي بناها الفراعنة . واستجابت اليونسكو لنداءات التحذير التي أطلقتها الحكومة المصرية حينئذ، وبدأت في تنفيذ خطة لإنقاذ المناطق المُعرضة للخطر وشرعت على إثرها في تفكيك المعالِم الأثرية القيمة، والنادرة لمعبد أبو سمبل ونقلها إلى مواقع آمنة، وقد قدم نحو 50 بلداً مساهمة مالية غطت نِصف تكاليف المشروع .

وقد أدلى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، بتصريح مُرعب خلال كلمته التي ألقاها بمؤتمر المناخ «كوب 26» باسكتلندا، قائلا: «٤ درجات ونقول وداعا لمدن بأكملها، ميامي، الاسكندرية، شانجها جميعها ستغرق تحت المياه».. ولم يكتفِ جونسون بجعل البشرية تشعر بالخوف والفزع لهذا الحد، بل أشار إلي أن العالم على بعد دقيقة واحدة من يوم القيامة وفقًا لساعة التغير المناخي، وهى التصريحات التى جعلت الجميع يتداول الحديث عن اختفاء مدينة الإسكندرية في المقاهي، والشوارع، والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، حتى ان محمد غانم، المتحدث باسم وزارة الري، عقب على تصريحات جونسون في مداخلة هاتفيه أجراها في برنامج «على مسئوليتي»،المذاع على قناة صدى البلد، وقال: «احنا مش مستنيين المشكلة تحصل وبعدين نبدأ بالتحرك، إحنا بدأنا من سنين»، محاولًا طمأنة أهالي عروس البحر المتوسط على مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، ولم ينف ما قاله «جونسون»، وتطرق للحديث عن الأمر قائلًا:«بالفعل في تيارات مناخية يكون لها تأثير واضح على ارتفاع منسوب مياه سطح البحر وحتى الآن في دراسات مختلفة ومتنوعة بتحدد بشكل تقريبي الزيادة هذه ستكون قد ايه ولكن نحن نتكلم عن حدود متر وهذا يختلف من دراسة إلى أخرى».  

ومن أبرزالآثار المهددة بالإختفاء حال إرتفاع درجات الحرارة إلي 4 درجات أخري «المسرح الروماني» ويقع في كوم الدكة، وهو أحد آثار العصر الروماني وقد تم بناؤه في بداية القرن الـ4 الميلادي، والمتحف اليوناني الروماني والذى يعرض تشكيلة واسعة من الآثار التي عثر عليها في الإسكندرية وما حولها، ومعظمها آثار من العصر البلطمي والعصر الروماني اللاحق له.

كما تهدد التغيرات المناخية قصر المنتزه ويضم العديد من الآثار التاريخية التي يعود أصلها إلى أكثر من 100 عام، مثل برج الساعة وكشك الشاي وسينما الأميرات وغيرها، كما يحيط بالقصر العديد من المطاعم الشهيرة والمتنوعة التي تقدم الطعام من المطابخ الشرقية والعربية. كما يهدد حدائق وقصر انطونيادس في حي سموحة، والذى يعود بناءه إلى الفترة البطلمية في مصر، ويحيط بالقصر العديد من الحدائق التي تحوي على العديد من التماثيل الرخامية بالحجم الكامل لشخصيات أسطورية وتاريخية مثل تمثال فينوس "آلهة الجمال" وتماثيل لفاسكو دي جاما وكريستوفر كولومبس وماجلا، كما ان قلعة قايتباي التى تقع في نهاية جزيرة فاروس بأقصى غرب مدينة الإسكندرية ويحيط بها البحر من 3 جهات معرضة أيضا للغرق فضلا عن مكتبة الإسكندرية بمنطقة الشاطبي وتتميز بمساحتها الكبيرة وروعة تصميمها، وتضم العديد من المراكز والمكتبات، منها أرشيف الإنترنت ومكتبة المواد السمعية والبصرية وغيرها، كما تضم العديد من المتاحف والقبة السماوية. كذلك تتعرض حديقة حيوانات الإسكندرية الموجودة في حي النزهة بالقرب من حدائق أنطونيادس وحي سموحة، وتعتبر ثاني أكبر حديقة حيوانات في مصر، ومتحف الأحياء المائية أيضا ويقع في شارع قايتباي، ويضم العديد من الحيوانات والنباتات البحرية المتنوعة، كالصدف والأسماك والسلاحف والنباتات والإسفنج التي تعيش في البحيرات والبحار المصرية عموماً والنادرة منها خصوصاً. كما تهدد التغيرات المناخية متحف المجوهرات الملكية بمنطقة زيزينيا، ويضم المتحف حوالي 11 ألف قطعة من أثمن مجوهرات الأسر المالكة في ويضم المتحف مجموعة من التحف والمجوهرات الخاصة بالملكة ناريمان والأميرات فوزية وفائزة فؤاد وكذلك تحف الملك فؤاد وغيرها، وتهدد أيضا متحف الإسكندرية القومي ويضم المئات من القطع الأثرية التي تصف العصور التي مرت بها مصر كالعصر الفرعوني والبلطمي والعصور الرومانية والإسلامية وغيرها حتى العصر الحديث عام 1952.  

د. حسين دقيل الخبير فى الآثار المصرية يرى أن موجة الطقس السيئ التي تعرضت لها البلاد في الأيام الأخيرة كانت لها أضرار خطيرة على المواطنين والمنازل والمنشآت المختلفة.

زاهي حواس: افتتاح طريق الكباش وضع مصر على قمة العالم.. فيديو

وكان للآثار المصرية بشتى حقبها تأثر أيضا من تلك السيول، ففي أسوان وبالرغم من إعلان اللجنة الأثرية المكلفة بمتابعة المواقع الأثرية الإسلامية والقبطية بأسوان، عدم تأثرها بأية أضرار نتيجة السيول الأخيرة، إلا أن الواقع يدل على أن هناك تأثيرات واضحة سواء على تلك المواقع الأثرية القبطية والإسلامية حتى وإن كان التأثر ضعيفا؛ يتمثل في غرق تلك الآثار بمياه السيول سواء من أعلى أسطح المباني أو بجوار قاعدتها.

كما أن متحف الآثار بالنوبة قد تأثر تأثيرا واضحا منذ اليوم الأول للسيول، حيث بدأت قطرات المياه تتساقط من سقف المتحف. والحقيقة وبالرغم من أن وزارة الآثار لم تظهر أي تقارير حول أضرار السيول على المناطق الأثرية؛ إلا أن آثار تلك السيول تظهر واضحة جدا على المناطق والمواقع الأثرية المنخفضة وخاصة في الإسكندرية حول مقابر الشاطبي وغيرها من المواقع الأثرية الأخرى التي تقع على مستوى منخفض من سطح الأرض.

 والحقيقة أن السيول لم تصل إلى حد خطير في العديد من المحافظات، فمحافظة الأقصر لم تتعرض بعد للسيول، أما محافظات؛ شمال وجنوب سيناء والوادي الجديد والبحر الأحمر ومرسى مطروح، فالسيول أحدثت بالآثار أضرارا طفيفة وإن كانت الوزارة لم تعلن بعد عن حجم تلك الأضرار.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل