المحتوى الرئيسى

محاكمة «سكر مر»

11/28 13:33

كتبت : هبة الخولي

تسعى الدراما خلال الفترة الحالية، مناقشة عديد من قضايا المجتمع، من أجل توعية الجمهور ولفت نظره لها، ولكن في بعض الأحيان تكون النتيجة عكسية، فتنال الأعمال الدرامية الهجوم بدلًا من الإشادة، وعلى رأس الأعمال التي شن عليها المشاهدون حملة قاسية من الهجوم مسلسل “سكر مر” للفنان مراد مكرم بالمشاركة مع الفنانة فريال يوسف، والذي يدور حول معاناة الأطفال من مرض السكر، ولكن هناك شريحة كبيرة من الجمهور رأت أن المسلسل يؤثر سلبيًا على نفسية الأطفال الذين يعانون من هذا المرض.

وجه الفنان مراد مكرم رسالة إلى منتقدي حدوتة “سكر مر” ضمن مسلسل وراء كل باب قائلًا: “إن المسلسل لم يهدف إلى إيجاد الحلول بالنسبة إلى الأطفال أصحاب مرض السكري”، موضحًا أن بعض المشاهدين أبدوا حزنهم بسبب ما قالوا إن المسلسل لم يصل إلى جوانب معينه، و”مكانش قصدنا إن ولادنا مش أقوياء، بالعكس إحنا كنا بنسلط الضوء على مشكلة معينة لدى بعض أبنائنا، واعتبروه فتحة باب لموضوع لم يتطرق له أحد من قبل علشان نقدر نلاقي حلول تكلفتها عالية على معظم الأسر اللي عندهم أطفال مرضى بالسكر”.

 ويضيف أنه كان لديه صديق مريض بالسكري، ولكن لم يجد مشاكل مثل الموجودة لدى الأطفال حاليًا وذلك بسبب اختلاف الزمن والتغيرات في المجتمع، مشيرًا إلى أن أزمة مرض السكري للأطفال يعاني منها بعض الأهالي، وذلك لأن هناك طرق علاج وحياة مختلفة يتعرض لها المريض وأن الغالبية العظمى ليس لديها الثقافة المطلوبة لاستخدام طرق علاج السكري الحديثة إضافة إلى سعرها العالي”.

وتوضح الدكتور مني السماحي رئيس عيادة سكر الأطفال بكلية طب عين شمس: “لابد وأن نعلم جيدًا أن نسبة الإصابة بمرض السكر بين الأطفال تصل إلى واحد في الألف من الأطفال في مصر أي أنه في كل مدرسة في مصر طفل مصاب بمرض السكر وهو الذي ينتج عن ثلاثة عوامل لابد ويتعرض لها الطفل أولها الاستعداد الجيني في تكوينه الجسدي لهذا المرض إضافة إلى اضطراب في جهازه المناعي وأيضًا أن يتعرض لبعض العوامل البيئية التي قد تجعله أكثر عرضة للإصابة بفيروسات إضافة لبعض الإخفاقات النفسية التي يتعرض لها الطفل لأي أسباب مادية أو معنوية ولا بد أن تكون كل هذه الأسباب مجتمعة لإصابة الطفل بمرض السكر ويُعد السكر من الأمراض التي ليست وراثية بالنسبة للأطفال وأعراضه هي أن الطفل دائمًا لديه حالة من العطش الشديد لا تنتهي بجانب كثرة التبول وحالة الإرهاق الدائمة والمصاحبة لضعف وهزال يفقد معها جزءًا كبيرًا من وزنه ودون أسباب واضحة”.

ويقول الناقد الفني طارق الشناوي: “المشكلة ليست في مؤلف العمل، ولكن التحدث في مثل هذه القضايا لابد وأن يكون بطريقة حساسة جدًا، على أن يوجد شعاعًا من الأمل في السيناريو، حتى يتم منح الأطفال الأمل بالشفاء قريبًا، كما أن الدراما خلال الفترة الحالية، تناقش العديد من الموضوعات المهمة والتي تؤثر على المجتمع سواء بالسلب أو بالإيجاب”.

ويوضح الناقد عصام زكريا: “إن الجمهور غير متخصص للحكم على جميع الموضوعات التي تناقشها الدراما، فهناك عديد من الموضوعات التي يُناقشها المؤلف بطريقة صحيحة، سعيًا في توصيل رسالة معينة للجمهور، فإذا رأت شريحة من المجتمع أن المسلسل كان تأثيره سلبيًا، فتكون (مشكلته هو بشكل فردي وليست مشكلة جمهور)، لأن هناك العديد من المشاهدين يبدوا إعجابهم بالعمل، ولكن من ينتقد أي عمل درامي يظهر بشكل كبير، فبالتالي لا يوجد مقياس لتحديد إذا كان الرأي العام غاضبًا من العمل الدرامي الذي يُقدم أم لا، (مش كل اتنين تلاته ينتقدوا العمل يبقا العمل سئ)”.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل