خطف طفل من أمام قبر والدته بالشرقية

 في تفاصيل بدت كما لو كانت مشهدا من فيلم سينمائي، فوجئ أهالي قرية منشأة صهبرة التابعة لمركز شرطة ديرب نجم بمحافظة الشرقية بانتشار عدد من الرجال تتبعهم سيارة ملاكي ينتشرون كما لو كانوا تشكيلًا عصابيًا متمرسًا، قبل أن ينتهي المشهد في طرفة عينٍ بخطف طفل في الرابعة من عمره، إذ جذبه أحد الرجال واستقل به السيارة وسط متابعة أقصاها الصمت العاجز قليل الحيلة من جانب أعين الأهالي وأسرة الطفل لوالدته، وبين هذا وذاك تحرك سريع انتهى باختفاء الطفل وخاطفيه، ليتبين فيما بعدْ أن في الأمر ثمة لغز وخلاف قديم يجمع بين الخاطفين وبين أهل الطفل لوالدته المتوفاة، وإلى التفاصيل.

مع دقات الرابعة عصر الجمعة الماضية، وبينما بدأت الشمس في طريقها نحو المغيب، ذهب جد الطفل مهاب، يمسك بيد حفيده، في طريقه إلى قبر والدة الصغير في العادة التي جرت منذ وفاة والدته ودخولها قبرها مع أول أيام الصغير على ظهر البسيطة، لكن ما جرى نهاية الأسبوع الماضي كان مخالفًا لكل الزيارات الأسبوعية السابقة، والتي كانت عادةً ما تنتهي بزيارة أخرى لمركز شباب القرية المواجه للمقابر لأجل أن ترى جدة الطفل لوالده حفيدها وتطمئن عليه بقرار من المحكمة، كانت النهاية خطف الطفل مع سبق الإصرار والترصد، ليتبين فيما بعدْ أن جدة الطفل لوالده بدلًا من الاطمئنان على حفيدها والحضور لرؤيته اتفقت مع عدد من الأشخاص ونجلها (والد الطفل) لأجل خطف الصغير والابتعاد بخطواتٍ واسعة عن أي التزام قانوني، بل والضرب بالقانون عرض الحائط في هذا الشأن.

يقول عبدالفتاح مغاوري، خال الطفل المختطف مهيب حازم مهيب، إن الصغير عمره أربع سنوات ومعروف بينهم باسم آسر، يعيش رفقة جدته لوالدته بعدما توفيت والدته أثناء ولادته، موضحًا أن الصغير يرى جدته لوالده كل جمعة بموجب قرار من المحكمة، إذ احتدمت الخلافات بين الطرفين لتصل إلى ساحات المحاكم وينتهي المطاف بقرار رؤية أسبوعي في مركز شباب منشأة صهبرة، وهو المكان الذي يبعُد بضعة أمتار عن قبر والدة الطفل.

وأوضح مغاوري أنهم فوجئوا عصر الجمعة بعربة ملاكي كان يستقلها عدد من الرجال والشباب، حضرت إلى جوار مقابر القرية الموجود بها قبر والدة الطفل، وفي لحظات ترجل أحد الأشخاص وخطف الطفل واستقل السيارة دون عودة، في الوقت الذي كان من المفترض أن يرى الطفل جدته لوالده تنفيذًا لقرار المحكمة، مشيرًا إلى أن الأسرة لم تمتنع عن إحضار الطفل لأجل رؤية جدته لوالده له طيلة الفترة الماضية ومنذ صدور قرار المحكمة، لكنهم أبدًا لم يتوقعوا ولو للحظةٍ واحدة أن تكون تلك النهاية للأمر وأن ينتهي المطاف بخطف الصغير على أيد أُناس من المفترض أن بينهم وبين الطفل دماءً واحدة.

وأشار خال الطفل، إلى أنهم حرروا بلاغًا رسميًا حملّ رقم 20104 جنح ديرب نجم لسنة 2021، اتهموا خلاله والد الطفل وجدة الصغير (والدة الأب) بالتورط في واقعة الخطف، منوهًا بوجود خلافات سابقة بينهم حدثت أثناء ولادة الطفل؛ إذ أصر والده على إحضار أحد أقاربه لأجل عملية الولادة، قبل أن ينتهي الأمر بخطأ طبي أودى بحياة الام، ومن وقتها والخلافات موجودة بين الطرفين وقد فصلت المحكمة بينهم في العديد من الامور، آخرها قرار رؤية الطفل لجدته لوالده، لكن الجدة وأهل الأب طمعوا في أكثر من ذلك وخطفوا الصغير مع سبق الإصرار والترصد.