المحتوى الرئيسى

أوبك تهيمن على سوق النفط العالمي وسط عجز أمريكي ورضوخ روسي «تفاصيل» | الاقتصاد | جريدة الطريق

11/28 11:04

أدى ارتفاع سعر النفط إلى ارتفاع سعر البنزين، مما يشكل ضغط كبير على المستهلكين من المواطنين في أمريكا.

اقرأ أيضا: عاجل | سعر الذهب في مصر اليوم الأحد 28 نوفمبر 2021

يعد السبب الحقيقي للأزمة الحالية من نقص المعروض وزيادة الطلب، هي حالات الإغلاق أثناء جائحة كورونا في مارس وأبريل 2020، والتي تسببت في انخفاض سعر النفط ليصل إلى سعر بالسالب، لدرجه أنه كان لا يوجد حتى أماكن تخزين هذا الفائض في المعروض.

«أوابك» تعاقب روسيا وتتسبب في انخفاض النفط في 2020

تعد أهم الأسباب الرئيسية، في انخفاض أسعار البترول في عام 2020، هي رغبة «أوابك» التي تتزعمها السعودية، في معاقبة روسيا، بسبب رفض رئيس روسيا فلاديمير بوتن خفض إنتاجه من النفط، في مارس 2020، في الوقت الذي كان يجب أن تتجه الدول المنتجة للنفط فيه، إلى خفض الإنتاج، بسبب عمليات الإغلاق، أثناء تفشي كورونا، ولكن رفضت روسيا خفض إنتاجها، مما جعل تحالف «أوابك»، يقرر ألا يتحمل وحده هذه الخسائر.

واستمر تحالف ليس فقط في الإنتاج، وإنما زاد إنتاجه وأغرق السوق العالمي، مما أدى إلى خفض الأسعار.

وانهار السوق بالفعل في خلال شهر، حتى أصبح سعر النفط بالسالب، هذا الانخفاض كان ضد مصالح منتجي النفط، خاصة روسيا، التي تجاوز عجز موازنتها في 2020 الـ55 مليار دولار، لذلك عادت روسيا لتتفق مع «أوابك» على خفض الانتاج، إلى 10 مليون برميل يوميا.

سر قوة «أوابك» وتحالفها مع روسيا وخلافها الدائم مع أمريكا

منذ حوالي 62 عام، وتحديدا في أبريل عام 1959، نظمت مصر أول مؤتمر عربي للبترول، بحضور ممثلين عن كل الدول المصدرة للبترول، وممثلين عن شركات البترول الأجنبيه.

كانت الدول العربية في هذا الوقت غاضبة من تحكم الشركات الأجنبية في سعر البترول، لأنها كانت تجبرهم على بيع النفط بالأسعار التي تحددها الشركات الأجنبية، وبناءا على عقود تشمل امتيازات مجحفة.

عقد مجموعة من المسؤولين الحكوميين العرب والأجانب اجتماعا سريا في الفترة من 16 إلى 23 أبريل 1959، في نادي اليخوت في المعادي بالقاهرة.

كان ضمن هذه الشخصيات، كلا من: صالح نسيم، ممثل الجمهورية العربية المتحدة – مصر وسوريا، وعبد الله الطريقي ممثل السعودية، وأحمد السيد عمر، ممثل الكويت، وManucher Mirza ، ممثل ايران، واخوان بابلو بيريز Juan Pablo Perez، ممثل فنزويلا.

توصلوا بعد هذا الاجتماع إلى اتفاق سمي «اتفاق المعادي»، «Maadi Pact»، ويشمل عدة نقاط منها: السعي في زيادة حصة الحكومات من عائدات النفط، وتأسيس شركات بترول وطنية تدير ثروات بلادهم، وكانت أهم نقطة، هي الفكرة التي طرحها كلا من: وعبد الله الطريقي ممثل السعودية، و واخوان بابلو بيريز Juan Pablo Perez، ممثل فنزويلا، بتأسيس منظمة أطلقوا عليها اسم «أوابك».

وبعد هذا الاجتماع بشهور، وتحديدا في 9 أغسطس 1960، أعلنت شركة Standard، أنها ستخفض أسعار نفط الشرق الأوسط، بحوالي 8%، ليصل سعره حينذاك إلى 1.8دولار، وهو نفس سعره في عام 1949، وهو أقل من الأسعار في أمريكا، وخفضت باقي الشركات السعر بعد قرار شركة Standard.

جاء ذلك في كتاب صدر عام 1988،عن Ian Skeet، المسؤول التنفيذي السابق في شركة Shell، تناول الكتاب تاريخ «أوابك»، وقال أن تأثيرها على صناعة النفط العربية، كان شديد الشبه بلحظة اغتيال الأرشيدوق النمساوي، Franz Ferdinand.

وكانت شركات البترول الأجنبية، تبيع للشركات الأمريكية، بسعر رخيص، بمعنى أنها تبيع لنفسها.

في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، كان هناك 7 شركات غربية، معروفة باسم « الأخوات السبع»، وكانوا يسيطروا على سوق النفط في الشرق الأوسط، بعقود وامتيازات مجحفة، مقابل نسبة أرباح تصل إلى 75% والباقي لحكومات الدول المالكة للنفط.

تشمل هذه المجموعة، كلا من: شركة ستاندرد أويل في نيوجيرسي / نيويورك / كاليفورنيا، وشركة Shell، وTexaco، وGulf oil ، وBritish Petroleom.

تواصل مسئولي السعودية وفنزويلا، بعد قرار شركة ستاندرد، بخفض الأسعار، وعقدوا اجتماع يضم الدول المنتجة للبترول في بغداد في سبتمبر 1960، بحضور الكويت والعراق وإيران والسعودية وفنزويلا، كانت هذه الدول حينذاك تنتج ما يعادل 37% من الإنتاج العالمي، وكانت فنزويلا، أكبر منتج في العالم، والكويت كانت أكبر منتج في الخليج، بعدها السعودية، بعدها إيران ثم العراق.

صدر في هذا الاجتماع، عدة قرارات أهمها: تأسيس منظمة «أوابك»، وتعيين فؤاد روحاني رئيس الوفد الإيراني، أول أمين عام المنظمة، وبعد تأسيس المنظمة توقفت الشركات الأجنبية عن أى قرارات لتخفيض الأسعار، سخر رئيس أمريكا حينذاك، أيزنهاور، من هذه المنظمة، قائلا: يمكن تفكيكها بمجرد أن نزيد عدد من السنتات للبرميل، ولكن اختلفت معه بريطانيا في الرأي، حيث أنهم كانوا يرون أن هذا التحالف، سيخلق قوة تسيطر على سوق النفط، وسوف يصعب على الدول الغربية مواجهتها.

كانت أول إشار على سيطرت «أوابك»، وقوتها، في حرب أكتوبر عام 1973، عندما حظرت البترول عن الدول الداعمة لإسرائيل، القرار الذي تسبب في رفع أسعار النفط، وضرب الإقتصاد الأمريكي، فيما انتعشت دول «أوابك»، حيث ارتفعت إيرادات «أوابك»،.من 230 مليار دولار عام 1972.إلى 140 مليار دولار سنة 1977، وعانى الاقتصاد الأمريكي من الركود، في الفترة ما بين 1973 و 1975.

فقد انخفض الناتج المحلي الأمريكي بالنسبه 6%، وتضاعف معدل البطالة، وكانت «أوابك»، في هذا الوقت مسيطره على سوق النفط.

لكن مرت لحظات ضعف في التحالف، عندما اختلفت دولتين من دول التحالف، وهم إيران والعراق، في سبتمبر 1980، ونشبت حرب بينهم استمرت 8 سنوات، مما اثر على إنتاج «أوابك»، لأن الحرب تسببت في تراجع الإنتاج العالمي من النفط بنسبة 6%، وبعد انتهاء الحرب عام 1989، بأ إنتاج التحالف في التعافي، ووصل إلى مايقرب من 23.6 مليون برميل يوميا، وكان سعر البرميل حينذاك ما يقرب من 20 دولار.

التوسع الأمريكي في استخراج النفط الصخري

استمرت هيمنة «أوابك»، على سوق النفط العالمي، بدون منافس حقيقي، حيث أنها صاحبة الحصة السوقية الأكبر في السوق، هذه الهيمنة جعلت السعودية الزعيم الفعلي للمنظمة، تحافظ على هيمنتها حتى لو اضطرت إلى الدخول في حرب أسعار.

بدأت أسعار النفط ترتفع، في عام 2005، حتى تخطت حاجز الـ100 دولار للبرميل، لأول مرة في يناير 2008، هذا قبل أن يتخطى البرميل حاجز الـ147 دولار، في يوليو 2008.

شجع هذا الارتفاع، منتجي النفط الأمريكين، ليستثمروا بكثافة في تكنولوجيا استخراج النفط الصخري، والتي تعتبر أعمق وأصعب بكثير من عمليه استخراج النفط التقليدي، وأعلى في التكلفة.

وبالفعل، نجح الأمريكيون في تحقيق في اختراقات كبيرة في هذا المجال، بفضل التوسع في إنتاج النفط الصخري، حتى ارتفع الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري، إلى 5.5 مليون برميل يوميا، في 2010، إلى ما يقرب من 8.8 مليون برميل يوميا، مما تسبب في وجود فائض كبير في المعروض في السوق.

عندما تجد «أوابك»، عادة زيادة في المعروض، تخفض إنتاجها، ولكنها فاجئت العالم في 2014، بالاستمرار في الإنتاج عند مستوى 30 مليون برميل يوميا، مما أثر بشكل سلبي على أسعار النفط، وبالتالي على منتجي النفط الصخري، بسبب زيادة تكاليف انتاجه، مما يوجب ثبات أسعار النفط ليتمكنوا من تحقيق ربح، أو على الأقل لا تحث خسائر.

في الفترة ما بين أغسطس 2015، ومايو 2017، تقدمت أكثر من 120 شركة نفط أمريكية، بطلبات حماية من الإفلاس، بعدما فشلت في تغطية تكاليفها.

وكان برميل النفط الصخري، يتكلف ما يقرب من 50 دولار، في حين أن السعودية تتكلف في البرميل 3 دولارات فقط، وبعد مرور سنتين من هذه الكوارث السوقية، على النفط الامريكي، نجحت «أوابك»، في ديسمبر 2016، في التوصل لاتفاق تاريخي، بخفض الإنتاج بواقع 1.8 مليون برميل يوميا، بموافقة 24 دولة منتجة للنفط في العالم، منهم 11 دولة من خارج «أوابك»، وتتزعمهم روسيا، هذا الاتفاق جعل العالم ينتظر القرارات التي يتم اتخاذها في اجتماعات «أوابك»، لانها احتوت على غالبيه الإنتاج النفطي في العالم، واستمرت الدول في الاستمرار على نفس النهج، حتى اختلفوا مع بعضهم.في 2020، أثناء جائحة كورونا، والذي كان ضربة قاسمة لمنتجي النفط الأمريكيين، الذين استفادوا طوال السنوات الماضية من تخفيض الإنتاج في «أوابك»، مما دفع روسيا إلى رفض قرار تخفيض الإنتاج رغم أزمة كورونا.

وقررت السعودية في تلك الفترة، ألا تخفض الإنتاج بل زادت الإنتاج، لتجبر الجميع على الإنصياع لاتفاقها, وقدمت خصومات سعرية للمستوردين، دول شمال غرب أوروبا، هم أكبر مستورد للنفط الروسي، بحسب Financial Times، لذا قررت السعودية مزاحمة روسيا في سوقها الرئيسي، وباعت النفط لهذه الدول، بتخفيض يتجاوز 8 دولار للبرميل.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل