مسئول مناخ: شتاء مصر تغير وأصبح قارس ويشهد تساقط ثلوج وأمطار على دفعات

مسئول مناخ: شتاء مصر تغير وأصبح قارس ويشهد تساقط ثلوج وأمطار على دفعات

منذ سنتين

مسئول مناخ: شتاء مصر تغير وأصبح قارس ويشهد تساقط ثلوج وأمطار على دفعات

قال الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ والنظم الخبيرة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن شتاء مصر تغير بشدة إلى الانخفاض وبناءاً على توقعات النماذج المناخية فإن الشتاء هذا العام سيكون قارس البرودة على غير المعتاد.\nظاهرتين مناخيتين تؤثران على العالم\nأوضح فهيم، في تقرير له، أن ما حدث من اضطرابات مناخية خلال المرحلة الحالية من تساقط للأمطار إلى موجات الصقيع وتساقط البرد، يعود في الغالب إلى ظاهرتين مناخيتين وهما «النينو واللانينا» وهما المسببتان لشكل تغير المناخ الحالي,\nوأكد فيهم، أن الظاهرتين تنشآن وتتطوران في المنطقة الاستوائية في المحيط الهادي كل فترة، ويؤدي كل منها إلى التأثير على أنماط توزيع الغيوم ومتوسط درجة الحرارة بشكل مختلف، وإن كانت مدة هذا التأثير تعتبر أقل زمنياً مقارنة بمدة تأثير الدورات الشمسية.\nأضاف أن تأثير «النينو» يتمثل في زيادة درجة حرارة المياه السطحية في تلك المنطقة بشكل لافت خاصة في فصلي الصيف والخريف، مما ينتج عنه تولد تيارات مائية بحرية دافئة وتحركها شرقا لمسافات طويلة، وهو ما يؤدي بدوره إلى تغيرات مناخية وبيئية قاسية أبرزها ارتفاع درجة الحرارة وزيادة موجات الجفاف واضطراب المناخ بشكل عام بالقرب من سواحل أستراليا الشرقية وإندونيسيا.\nوتابع فيهم، أن هناك تأثيرات مماثلة لكنها أقل حدة على سواحل الهند وشرق وشمال أفريقيا «مصر» وبقاع أخرى بنصف الكرة الجنوبي، وتتعاقب مع ظاهرة «النينو» في نفس المنطقة بالمحيط الهادي، ظاهرة بحرية أخرى هي ظاهرة «اللانينا»، والتي تؤدي إلى تأثيرات معاكسة تتمثل في انخفاض درجة حرارة المياه السطحية وبرودة الطقس نسبياً في أكثر من منطقة عبر العالم.\nفهيم: العالم أوشك الخروج من ظاهرة النينو نحو الانخفاض الشديد في درجة الحرارة\nأكد أن العالم على وشك الخروج من تأثيرات ظاهرة «النينو» التي بدأت منذ عام 2015، وهناك بوادر قوية على تعاقب موجة جديدة من «اللانينا» بعدها، مما يمثل بدوره علامة على انخفاض درجة الحرارة على سطح الأرض بشكل إضافي خلال المواسم المناخية القريبة.\nوأشار فيهم، إلى أن ظاهرة «النينو» هي ظاهرة جوية تتعلق بارتفاع درجة حرارة سطح وسط وشرق مياه المحيط الهادي عند خط الاستواء تقريباً بقيم أعلى من المعدلات وتتكرر كل بضع سنوات ومن المتوقع بنسبة 65%؜ أن يشتد تأثيرها في المواسم القادمة.\nتابع فيهم، أن تأثير هذه الظاهرة يكون بطريقة غير مباشرة على أجواء المحيط الأطلسي، حيث يسمح تبريد الهواء الهابط بتشكل مرتفعات جوية قوية مقابل شمال غرب أفريقيا وشبه الجزيرة الإيبيرية «أسبانيا والبرتغال» وبالتالي تزداد هيمنة ما يعرف بالمرتفع الآزوري في هذه المنطقة، وبالنسبة لطقس أوروبا هذا ليس سوى عامل واحد من عدة عوامل تؤثر على طقسها، حيث أن المنظومة الخريفية والشتوية الأوروبية معقدة للغاية وصعبة التحليل، وخاصةً أن الهواء القطبي يلعب دوراً بارزاً في الساحة الأوروبية.\nالمنخفض الإيسلندي يصل مصر بالأمطار والثلوج على دفعات\nأشار إلى أنه في حال تم تحييد العوامل المؤثرة الأخرى منها مسارات الرياح القطبية والإبقاء على ظاهرة النينو فقط، سنحصل على فرص أكبر لبناء مرتفعات جوية تمتد من غرب أوروبا وأفريقيا وصولاً إلى أواسطهما نتيجة تعمق المنخفض الإيسلاندي شمال غرب أوروبا، وبالتالي تندفع الكتل الباردة والمنخفضات عبر شرق أوروبا نحو الشرق المتوسط «مصر» لنحظى بالأمطار والثلوج على دفعات، ولكن هذا ليس الاحتمال الأوحد في حال تحييد العوامل الأخرى، حيث أن فرص بناء منطقة الضغط الجوي المرتفع قد تمتد لتشمل حوض البحر المتوسط كاملاً لنتأثر بأجواء مشمسة قد تكون دافئة أو باردة ولكن أقرب إلى الجفاف بشكل عام.\nشدد أن الاحتمالين السابقين هما نتيجة ربط ظاهرة النينو بطريقة غير مباشرة مع طقس أوروبا المؤثر علينا شتاءً في ظل تحييد العوامل الجوية الأخرى المؤثرة والتي قد تقلب الأمور رأساً على عقب، مؤكدًا أن علم المناخ واسع جداً ولا احد يستطيع التنبؤ بسلوك جوي مرجح على المدى البعيد لذلك كل نظرية جوية يقابلها احتمالات مضاده.

الخبر من المصدر