المحتوى الرئيسى

مأساة المهاجرين تؤجج التوترات بين المملكة المتحدة وفرنسا

11/28 17:38

كتبت : مرام عماد المصري

تصاعد التوتر بين فرنسا وبريطانيا مؤخراً بسبب أزمة الهجرة عبر بحر المانش بعد تبادل للاتهامات بين الجانبين، بعد حادث غرق 27 مهاجراً خلال محاولتهم عبور بحر المانش للوصول إلى بريطانيا والذى يعد أسوأ مأساة مهاجرين فى القنال الإنجليزى منذ سنوات وتجاوزت الأزمة بين باريس ولندن عتبة جديدة الجمعة مع إلغاء فرنسا مشاركة وزيرة الداخلية البريطانية بريتى باتيل فى اجتماع فى مدينة كاليه الفرنسية، مخصص لأزمة المهاجرين الذى يسمم العلاقات بين البلدين.

ودعت لندن السلطات الفرنسية للتراجع عن قرارها الذى جاء بعد رسالة وجهها رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون يطلب فيها من الفرنسيين استعادة المهاجرين الذين وصلوا بطريقة غير قانونية إلى المملكة المتحدة عندما كانوا يحاولون عبور المانش.

وتأتى رسالة جونسون فى وقت أبدت فيه بريطانيا وفرنسا رغبتهما فى تعزيز الجهود المشتركة لتفكيك شبكات تهريب المهاجرين غداة الحادث.

الذى يعتبر الأكثر فداحة منذ أن أصبحت القناة فى 2018 مصدر استقطاب لمهاجرين من أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا يحاولون على متن قوارب صغيرة غير مهيأة الانتقال من فرنسا إلى إنجلترا عبر القنال الإنجليزي.

وكان الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون قد حذر بوريس جونسون، من «استغلال أزمة المهاجرين سياسياً»، فى وقت سابق.

ويرى جوليان بارنز، مؤرخ العلاقات البريطانية الفرنسية ، أن كلا الجانبين وجدا أنه «من السهل الانزلاق إلى دور اللوم أو الضحية وتوجيه أصابع الاتهام عبر القناة. وأشار إلى وجود إمكانية لأن ينفجر النزاع المحتدم بين البلدين حول تراخيص الصيد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلا «العلاقات على حافة الإنهيار».

وتأتى مأساة الأربعاء الماضى وسط زيادة فى عدد المهاجرين الذين يحاولون عبور القناة فى قوارب مطاطية ومراكب صغيرة أخرى بعد أن حدت جائحة كوفيد -19 من السفر الجوى والسفن، فيما أدى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى إلى تقليص التعاون مع الدول المجاورة.

وقال ناندو سيجونا، أستاذ الهجرة الدولية والتهجير القسرى فى جامعة برمنجهام، إنه بعد مغادرة التكتل، خرجت بريطانيا أيضًا من نظام يوفر التعاون داخل أوروبا بشأن اللجوء وقضايا الهجرة الأخرى.

لكن الصحف البريطانية استهدفت فرنسا ونشرت صورا للشرطة الفرنسية وهى تراقب مهاجرين وهم يطلقون قوارب مطاطية قبل ساعات من وفاة 27 شخصا بينهم امرأة حامل وثلاثة أطفال فى القناة. وتشكل عمليات عبور مهاجرين باتجاه إنجلترا نقطة توتر دائم بين باريس ولندن، إذ إن السلطات البريطانية تعتبر أن الجهود الفرنسية غير كافية لمنع إبحار المهاجرين من سواحلها. وفى يونيو الماضي، وافقت الحكومة البريطانية على دفع 54 مليون جنيه إسترلينى (72 مليون دولار) لمساعدة فرنسا فى مكافحة تهريب البشر. واقترحت السلطات البريطانية أيضًا تسيير دوريات مشتركة، لكن فرنسا رفضت مرارًا العرض بسبب مخاوف من أن يقوض ذلك السيادة الفرنسية.

ورفض بعض صناع السياسة فى فرنسا الاقتراح البريطانى بتسيير دوريات مشتركة.

وتأتى ازمة المهاجرين لتزيد التوتر بين البلدين بسبب الخلافات المتصاعدة بينهما حول أنشطة الصيد فى بحر المانش فى فترة ما بعد انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي. حيث يعتزم الصيادون الفرنسيون اتخاذ اجراءات جديدة ضد الصيادين البريطانيين احتجاجا على رفض بريطانيا منحهم المزيد من رخص الصيد فى بحر المانش بعد «البريكست». ضمن سلسلة إجراءات اخرى يعتزم الفرنسيون اتخاذها لإغلاق كاليه وموانئ فرنسية أخرى مطلة على بحر المانش وتعليق حركة السير عبر نفق المانش، بهدف تعطيل تدفق البضائع إلى المملكة المتحدة.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل