المحتوى الرئيسى

في الموصل.. "حرب" بيئية لمواجهة التغيّر المناخي

11/27 12:57

يثبت أهالي الموصل العراقية كل يوم رغبتهم في إعادة الحياة لمدينتهم بمحو آثار الحرب التي أحرق فيها تنظيم "داعش" الإرهابي الأخضر واليابس، وردع عدو جديد يتجسد في التصحر وتغيّر المناخ.

وقاست المدينة على مدار 3 سنوات من 2014- 2017 الحرب والتشريد، ولكنها اليوم ترفع شعار "نستبدل الموت بالحياة" عبر تشجير المدينة كمؤشر على تجاوز الآلام وبداية لتحريك المياه الراكدة لإعادة الإعمار.

وبالتزامن مع الذكرى الرابعة لتحرير العراق من "داعش"، دشنت مؤسسة " عين الموصل" مشروع تشجير المدينة الواقعة بمحافظة نينوى شمالي العراق.

وانطلقت فعاليات الحملة، الخميس، بتشجير وزراعة مساحات في الجامعة التقنية الشمالية بمشاركة مواطنين ورجال الأمن.

"مبادرتنا رسالة للجميع بأن الموصل مدينة السلام والتعايش" بهذه العبارة يبدأ عبد العزيز آل صالح، مسؤول الإعلام بمبادرة "الموصل الخضراء" حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، ويضيف: "الحملة تأكيد على أن أهالي المدينة مازالوا يحبون الحياة وينثرون الورود فيها رغم كل ما حلّ بها من خراب".

وعن قصة المبادرة أوضح آل صالح أنها تعود إلى نشر مؤسسة عين الموصل منشورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن تشجير المدينة، ومع الوقت تحولت الكلمات إلى فكرة وترجمت على أرض الواقع في شكل مبادرة الموصل الخضراء.

ويستهدف المشروع مكافحة التصحر والاحتباس الحراري، لاسيما وأن الموصل فقدت مساحات خضراء كثيرة خلال سنوات الحرب على "داعش".

ويشير مسؤول المبادرة إلى أن المشروع تنفذه مؤسسة عين الموصل بتمويل من مركز الأزمات والدعم الفرنسي، ويسعى الفريق في المرحلة الأولى لزراعة 5 آلاف شجرة من 12 نوعا، بينها الصنوبر والليمون والأكاسيا والسبحبح على مدار شهرين.

استغل "داعش" خلال احتلاله الموصل الغابات في الجانب الأيسر من المدينة والأشجار الضخمة القديمة للاختباء فيها وحماية أسلحته ومعسكرات تدريبه، فأصابها الدمار والقصف الجوي الذي نفّذ على معسكراته.

وبحسب آل صالح: "أصبحت أشجار الموصل في مرمى نيران الحرب منذ 2014، وتعرضت المساحات الخضراء في العراق عامة والموصل خاصة للإهمال. ومع قلة تساقط الأمطار خلال عقدين أصبحت المدينة عرضة للتصحر بعدما كان تسمى بـ"أم الربيعين" لاعتدال مناخها في كل الفصول".

وبما شهده العراق من زيادة العواصف الرملية وقلة الأمطار وارتفاع الحرارة وملوحة المياه، أصبحت الدولة الخامسة الأكثر عرضة للتأثر بالتغير المناخي بتصحر نحو 39 في المئة من الأراضي وفقدان 54 في المئة من المساحة الخضراء، وفق تقارير محلية ودولية.

ويأمل العاملون على حملة "الموصل الخضراء" أن يكون لها دورها في مكافحة التغير المناخي من خلال زراعة مليون شجرة مستقبلا، وفق آل الصالح الذي أكد: "لن نتوقف حتى نجعل الموصل غابة جميلة تسمى رئة العراق".

ومن المخطط أن تصل حملة التشجير إلى بلدية الموصل، وجامعة الموصل، ومتحف الموصل والجامع النوري، وكنيستي الساعة والطاهرة، وقضاء سنجار، وغيرها العديد من المواقع.

ولفت آل صالح إلى مشكلة قلة الدعم الحكومي المقدم للمبادرة رغم تحمس الأهالي لها، إلا أن المبادرة "تجد في روح التطوع والتعاون بين أفرادها جانبا آخر إيجابيا للمشروع".

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل