«المصرى اليوم» في جولة داخل سوق 6 أكتوبر للجملة | المصري اليوم

حركة دائمة لا تنقطع منذ طلوع النهار وحتى غياب الشمس.. عشرات من سيارات النقل المحملة بالأقفاص الفارغة تتجه في طريقها للداخل.. عمال لا يتوقفون عن ملء الأجولة والأقفاص بالخضروات والفاكهة وآخرون جالسون على الأرض لفرزها.. خضروات وفاكهة تفترش أرضيات وأزقة المكان.. ضجيج لا ينقطع.. عقارب الساعة تتجه إلى الثانية ظهرا يلتف العشرات حول أحد المحال وتعلو الأصوات لتعلن عن بدء المزاد.. هنا سوق الجملة بـ6 أكتوبر.. السوق الوحيدة التي يمكنك شراء الخضروات منها بأنواعها بأسعار زهيدة مقارنة بالأسواق الأخرى.. هنا يختلط البائع بالمستهلك بالتاجر في مكان واحد.

«التموين»: نستهدف إقامة 14 سوق جملة

وزير التموين: إقامة 14 سوق جملة في مختلف المحافظات لتحقيق الأمن الغذائي

«الجيزة» توضح حقيقة وقف نشاط سوق الجملة للخضراوات والفاكهة بـ6 أكتوبر

رئيس الوزراء يتفقد أعمال مشروع سوق الجملة الجديد ببرج العرب

وسط أقرانه من الباعة وقف علاء ناصر، بائع خضروات بالعمرانية، لحضور مزاد بيع الطماطم يقول علاء ناصر: إنه يحرص على شراء الخضروات لمحله من سوق الجملة بـ6 أكتوبر مرتين من كل أسبوع، لرخص أسعارها مقارنة بسوق العبور، إلى جانب قربها من محله الذي يقع في منطقة العمرانية، ويضيف: «هنا في السوق ترى المنتجات الجيدة والرديئة في وقت واحد، وعلى بائع التجزئة توخى الحذر عند شرائه للمنتج منعاً من خلط الجيد بالردىء».

دقائق مرت على بدء المزاد، اختلطت خلالها أصوات البائعين لتعلن الطماطم انتصارها على قريناتها من باقى الخضروات، حيث وصل ثمن القفص الواحد من الطماطم عالية الجودة إلى 80 جنيهاً ليتراوح سعر الكيلو ما بين 2.5 إلى 4 جنيه، وأكد التجار انخفاض سعرها عن الأسبوع الماضى.

يؤكد علاء أنه يحرص على شراء الطماطم من السوق مهما ارتفع سعرها، «ممكن نستغنى عن اللحمة أو الفراخ لكن الطماطم هي السلعة الوحيدة اللى مش ممكن نستغنى عنها أبداً لأنها أساسية في جميع الوجبات» هكذا أوضح علاء أسباب إصراره على شراء الطماطم قائلاً: «أحرص على دخولى مزاد الطماطم لحظة نزولى أرض السوق لضمان شراء طماطم عالية الجودة رغم ارتفاع أسعارها بالجملة، إلا أنه مهما ارتفع، ثمنها لا يستطيع أحد الاستغناء عنها، وبعد ضمانى الحصول على حصتى من الطماطم أتجه لشراء باقى احتياجاتى من الخضروات الأخرى».

وعن أسباب ارتفاع أسعار الطماطم منذ شهر أغسطس الماضى، أوضح علاء أن الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة وراء تلف المحصول في الأراضى، ما أدى إلى خفض الإنتاج وارتفاع أسعار المبيدات.

بسرعة البرق يلتف أربعة عمال حول عربة نصف نقل تنتظر أقفاص الطماطم بعد أن دفع علاء ثمنها لتاجر الجملة بالسوق، ورفع الأقفاص إلى السيارة يكلفه 2 جييه للقفص الواحد يدفعه «للشيال» إلى جانب 3 جنيه يدفعها للتاجر عن كل قفص تحت بند «الأرضية»، وهو ما يراه علاء مصاريف يتحملها وحده لا يعلم عنها المستهلك شيئاً.

«مكسبى لا يتعدى الـ 125 قرشاً في كيلو الطماطم الواحد» هكذا قدّر علاء قيمة مكسبه قائلاً: «الزبون فاكر إن مكسبنا في الطماطم كبير، وإننا بنكسب ملايين وميعرفش إن الكيلو بيقف علينا في سوق الجملة بـ4 جنيهات غير تكلفة المشال والأرضية والكارتة اللى بنتحمل قيمتها لوحدنا».

وعن اختلاف أسعار الطماطم من منطقة لأخرى أوضح علاء أن أسعار بيع الطماطم تختلف حسب المنطقة بالرغم من تطابق السلعة، فالطماطم التي تباع في «إمبابة» بـ 5 جنيهات، يتم عرضها بـ7 جنيهات في حى «الزمالك».

بعد اطمئنانه على نقل حمولة الطماطم انتقل علاء إلى مزاد «البطاطس»، فهى تحتل المرتبة الثانية في أولويات الشراء لتجار التجزئة، جودتها لا يعلمها سوى التاجر فقط، فالردىء منها من السهولة خلطه بالجيد، ولا يستطيع التفرقة بينهما سوى التاجر فقط، ويتراوح سعرها ما بين 5 إلى7 جنيه حسب جودتها، وتقفز في سوق التجزئة إلى 9 جنيه للكليلو الواحد .

ما بين 250 إلى 400 جنيهاً ييتراوح ثمن «جوال البطاطس» الذي يحتوى على 50 كيلو جراماً داخل سوق الجملة، وهو ما يراه علاء سعراً مرتفعاً ويحذر من الخلط بين الجيد والردىء قائلاً: «البطاطس سلعة أساسية تحرص على شرائها ربات البيوت، وتنتعش سوقها في موسم الدراسة، تختلف أنواعها منها الثلاجة والبودرة والتبريد، أفضلها التبريد وتصلح للتحمير والطهى، أما الثلاجة فتصلح للطهى فقط، في حين أن البودرة من أكثر أنواع البطاطس انتشارا وتحتوى على مادة سامة».

تمر الساعات سريعاً، وعلاء ينتقل بين التجار وسيارات النقل لتحميل بضاعته ويتوقف عند مزاد البصل، فالبصل يعادل الطماطم في الأهمية لأنه لا تكاد وجبة تخلو من كليهما، وتشهد أسواق البصل استقرارا في أسعاره، حيث وصل ثمن جوال في أسواق الجملة 150 جنيه ويضم 50 كيلو، ليباع في أسواق التجزئة 3 جنيه ونصف .