القصة الكاملة لوفاة الشقيقين «محمد وعبده» في حريق بشتيل: جثثهما تفحمت

كانت الأجواء في شارع مكة التابع لمنطقة بشتيل، تسير بشكل طبيعي، وقت غروب شمس الثلاثاء الماضي، حتى انقلب الشارع إلى ساحة هرج ومرج، بعد أن سمع الأهالي أصوات استغاثات لم يتضح في البداية مكان مصدرها: «الحقونا الشقة بتولع حد يلحقنا ياجماعة»، فخرج الشاب «إسلام» أحد الجيران بالعقار الذي تندلع النيران فيه، بكل قوته مندفعًا لباب الشقة، محاولا إنقاذ أسرة بأكملها من بين ألسنة اللهب، ليتمكن من إنقاذ الزوج والزوجة، ولكن الموت كان أقرب للطفلين محمد وعبده، حيث امتدت النيران لحجرتيهما لتحترق محتوياتها كاملة، وفارق الصغيران الحياة، وتحولا لجثتين متفحمتين بعدما التهمت النيران الشقة بالكامل.

وانتقلت «الوطن» إلى مكان الواقعة لكشفت تفاصيل الليلة المرعبة التي عاشها السكان لحظة إخماد النيران، فالحزن يعم المكان، وشبح الموت يلوح في الأفق، وقالت «أم إسلام» أحد شهود العيان على الحريق: «المنظر كان مرعب كلنا مشينا من العمارة، بسبب النار، ده غير إن السطح إنهار جزء منه بسبب اللهب، وقت الحريق كانت الساعة 5 المغرب، ماكناش نعرف لما ابني شم ريحة الدخان، صعد للشقة وأنقذ الزوج وشقيقه وزوجته والأطفال ماعرفوش ينقذوهم».

وأضافت شاهدة العيان: « الطفلين أعمارهم 5 و3 سنوات والنار فحمت جثثهما، وسيارات الإطفاء حضرت بعد اشتعال النيران بنص ساعة تقريبا، وسيطرت على الحريق، بالكامل، ودخلوا رجال الإسعاف لانتشال جثث الأطفال متفحمين بعد إخماده، أول مرة تحصل كده في المنطقة، ووالد الأطفال الضحايا، كان هيموت لولا ابني إسلام كسر باب الشقة وأنقذه، وهو ساكن في العقار منذ عامين ويعمل في عصارة قصب»، مكملة: «احنا مهددين ندخل شقتنا، أعصابنا سايبة من ساعة اندلاع الحريق، المشهد كان مرعبا كأننا في بركان نار».

بداية الحادث عندما تلقت غرفة عمليات الحماية المدنية بالجيزة إشارة من إدارة شرطة النجدة بتصاعد أدخنة كثيفة من عقار بمنطقة بشتيل التابعة لمركز أوسيم، ودفع اللواء جابر بهاء مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة بسيارات الإطفاء بقيادة نائبه اللواء علاء خلوصي وبمشاركة مدير قطاع إطفاء الشمال.

وتبين بالفحص والتحري، تحت إشراف اللواء مدحت فارس، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أن الحريق نشب في غرفة الأطفال التي احترقت محتوياتها بالكامل، ما أسفر عن مصرع الطفل «دياب محمد 5 سنوات» وشقيقه «عبده 3 سنوات».