المحتوى الرئيسى

إمبابة وقصر النيل وبنها.. كباري مصرية شاهدة على التاريخ

10/27 19:47

كل شبر على أرض مصر شاهد على تاريخ وحضارة وقصة ابهرت العالم ووراء كل مبنى وشارع وحي حكايات يذكرها التاريخ، ويتناقلها الأحفاد ليست فقط لعظمة البناء والإنجاز ولكن أيضا لقصة بناءه وما شهده من أحداث مرت عليه؛ لتؤكد في كل مرة على عظمة مصر وبقائها رغم كل الصعاب ومن بين الأبنية التي شهدت هذه القصص كباري مصر التاريخية والتي كانت ومازالت يذكر التاريخ قصصها ويضاف لها قصص جديدة بتاريخ جديد ملئ بالإنجازات ومازال التاريخ يفتح صفحاته.

يعد واحد من أقدم الكباري في مصر إن لم يكن الأقدم والذي جاء ضمن خطة الخديوي إسماعيل في أن تكون شوارع القاهرة تضاهي في جمالها شوارع المدن الأوروبية فأصدر أوامره لوزارة الاشغال عام 1865 ببناء كوبري يربط بين القاهرة متمثلا في ميدان الأسماعيلية -التحرير حاليا- وبين الجزيرة لتبدأ شركة فرنسية بالعمل في إنشاء كوبري "الخديوي إسماعيل" عام 1869 ويكتمل بناؤه عام 1872 بتكلفة بلغت 110 آلاف جنيه.

وبعد افتتاحه بـ 17 يومًا، أصدر الخديوي إسماعيل مرسومًا يقضي ببناء حواجز على مداخل الكوبري لدفع رسوم للمرور تتحدد هذه الرسوم حسب المار والحمولة التي معه وتستخدم هذه الرسوم في صيانة الكوبري ليصل الحكم إلى الخديوي توفيق الذي أمر بصيانة كوبري الخديوي إسماعيل كما وضع لمسته التي ميزت الكوبري حتى الآن بوضع الأسود الأربعة والمصنوعة من البرونز على مداخل الكوبري والتي تم تصميمها بالأساس بناء على أوامر الخديوي إسماعيل لتزين مداخل حديقة الحيوان ولكن رأي الخديوي توفيق أن عظمة هذه الأسود لا تليق إلا على كوبري الخديوي إسماعيل وأمر نقلهم ليظلوا جزء أساسي من تصميم الكوبري.

وبعد وصول حكم مصر للملك فؤاد الأول أمر بإعادة إنشاء كوبري والده حتى يتناسب مع حركة النقل المتزايدة والحمولات الحديثة ليتم وضع حجر أساس الكوبري الجديد في عام 1932 وإحياء لذكرى والده أطلق عليه أيضا اسم كوبرى الخديوي إسماعيل وقام الملك بافتتاحه عام 1933 ليتغير اسم الكوبري بعد ثورة 1952 إلى كوبري قصر النيل نسبة إلى قصر زينب هانم بنت محمد على باشا المطل على النيل والمتواجد في المنطقة.

يعد أعجوبة زمانه فهو ليس من أقدم كبارى مصر فقط وصاحب التصميم العمراني المميز الذي جعله ايقونة للكثير من مشاهد التصوير السينمائية المصرية ولكنه أيضا أول كوبري متحرك بالكهرباء تشهده البلاد حتى يسمح بمرور المراكب الشراعية أسفله كما يمكن للقطارات والمشاة والسيارات العبور من خلاله هو كوبري " قطارات الصعيد" أو كما هو معروف كوبري "امبابة" الذي شيده المهندس الفرنسي "دافيد ترامبلى" وافتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1892 في احتفال مهيب.

وكان الهدف من بنائه الربط بين القاهرة والجيزة عن طريق ربط حي بولاق أبو العلا وروض الفرج في القاهرة بحي إمبابة في الجيزة وكذلك السماح للقطارات القادمة من الصعيد إلى القاهرة والعكس بالمرور عليه لتوصيل الركاب إلى محطة قطارات الجيزة وبذلك قد اختصر الكثير من الوقت فقل إنشاءه كان المسافرون من الصعيد ينهون رحلتهم في محطة قطار إمبابة ليستقلوا بعدها مراكب تعبر النيل حتى يتمكنوا في النهاية للوصول إلى القاهرة.

وفي عام 1913 قررت هيئة السكك الحديدية تعديله وتوسيعه مع بناء كوبري جديد يمكنه حمل عربات أثقل ولكن توقفت أعمال التجديد عام 1914 بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى ليتم افتتاحه مجددا عام 1925 ليشمل اثنين من خطوط السكك الحديدية للاتجاهين واثنين من الممرات للسيارات في كل اتجاه وأيضا ممران للمشاة.

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل