المحتوى الرئيسى

مدينة عيذاب.. أقدم طرق الحج القديمة

10/27 14:24

تقع جبال عيذاب في أقصي جنوب الصحراء الشرقية علي البحر الأحمر، وعلي بعد 24 كيلو مترًا شمالي مدينة حلايب، وهي تعرف أيضاً باسم عيذاب، ويقال إن عيذاب هو اسم نوع من الأعشاب باللغة البدوية  ينمو بكثرة في منطقة عيذاب.

بدأت عيذاب كنقطة لتلبية احتياجات عمال المناجم في الصحراء الشرقية، ثم صارت ميناءً رئيساً ومحطة للسفن القادمة من الهند وشرق أفريقيا وجنوب الجزيرة العربية، في عام 845 ميلادية سيطر بنو يونس، وهم فرع من قبيلة بني ربيعة، على عيذاب، ولكنهم أجبروا على التراجع للحجاز، وذلك بعد معركتهم مع أبناء عمومتهم بني بشر، والذين ركزوا سيطرتهم على منطقة المناجم عن طريق التزاوج مع قبائل البجا، وهم السكان الأصليين للمنطقة، وفي نهاية القرن العاشر الميلادي، أصبحت عيذاب ميناء المناجم والسفن القادمة من خارج القارة الإفريقية، كما كانت لها صلات داخل القارة السمراء.

وتعرضت عيذاب للكثير من الهجمات، وخاصة من مستوطنوا الصحراء الشرقية قبائل البدو "البجا"، فكانوا يغيرون علي المدينة ويسلبون بضائعها ويسرقون أهلها، ففي عام 1118 هاجم "قاسم بن أبي هاشم" حاكم مكة المدينة، واستولي علي البضائع المخزونة به، وقد هدد "الأفضل" حاكم مصر الأيوبي بالانتقام بهجمة تبدأ قواتها من عيذاب وتنتهي في جدة، وفي عام 1181 ميلادية هاجم البرنس "أرناط" الصليبي حاكم الكرك بالشام المدينة، ودمر 16 سفينة كانت في الميناء، وقد طارده قائد الإسطول المصري "حسام الدين لؤلؤ" وهزم القوات الصليبية وهم في طريقهم لتخريب المدينة المنورة

وفي عام 1272 كانت عيذاب علي موعد أخر من الهجمات، ولكنها جاءت هذه المرة من الجنوب، حيث قام الملك النوبي "داود" بحملة ضخمة علي المدينة وقتل واليها وقاضيها قبل أن يعود إلأي دنقلا مصطحبًا معه عدد كبيرًا من الأسري، وكان من نتيجتها قيام الظاهر "بيبرس" بحملة كبري علي بلاد النوبة هزت أركان العرش النوبي، وفي عام 1426 قام السلطان "برسباي" بتدمير عيذاب.

واستمرت عيذاب بعد خرابها مجهولة الموقع، حتى جاء إلي مصر "ثيودور بنت"، عام 1896 ميلادية، ليقوم برحلة من مرسى حلايب متجهاً نحو الشمال، حيث وجد على مسافة عشرين كيلومتراً آثاراً تشرف على البحر، وبعد دراسته لتلك الآثار رجح أنها تعود إلى مدينة عيذاب، وفي عام 1925 استكمل "جون موراي"، أبحاث ثيودور، فقام بالتنقيب عن بقايا مدافن ومساكن الموقع، واستطاع أن يعثر على بقايا المسجد الذي وصفه ابن بطوطة، وإستنادًا على تلك الشواهد ونتائج أبحاثة، قرر موري أن هذه الآثار هي بقايا مدينة عيذاب.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل