المحتوى الرئيسى

ستات شقيانة يقطفن «البلح والجوافة» في الحقول: «بنجري على عيالنا»

10/25 13:10

يستيقظن في الصباح الباكر وقبل شروق الشمس، يرتدين ملابس العمل، ويجهزن أدواتهن « جوانتي وخطاف حديدي وجردل بلاستيكي»، يغازلهن نسيم الصباح البارد، ويقطعن مسافات طويلة للوصول لمزارع « البلح والجوافة»، بمناطق«الشهابية، الغطايسة، وأبو شعلان »، التابعة لمركز البرلس في محافظة كفر الشيخ، حتى يوفرن قوت يومهن والإنفاق على أسرهن.

لم يكن طريق الشقيقتان«عفاف ورضا. ع»، الشهيرتان بـ«أم ندى وأم عمر»، سهلاً أو ممهداً بالورود، فالسيدتان ظروفهما أجبرتهما على العمل في قطف ثمار محصولي الجوافة والبلح، يتكرر مشهد خروجهن من منزلهن كل يوم دون راحة أو إجازة، للمساهمة في الإنفاق على أسرتيهما ومساعدتهما في توفير حياة كريمة.

عفاف سيدة أربعينية تقطف الجوافة لمساعدة زوجها: «عندي 3 بنات»

السيدة الأربعينية «عفاف. ع»، اختارت لنفسها لقب « أم ندى»، كانت تعيش حياة هادئة، إلى أن تعرض زوجها العامل الزراعي إلى وعكة صحية، حينها قررت الخروج للعمل لتساند زوجها: «مكنتش باشغل لكن لما جوزي تعب وأنا معايا 3 بنات، قولت لازم أخرج للشغل، علشان أساعد جوزي وأعلم ولادي، علشان كدة لقيت طريق جني محصول الجوافة والبلح هو الأسهل، علشان أبويا عنده مزارع، ومفيش شغل للسيدات في المناطق دي غير قطف ثمار الجوافة والبلح، والحمدلله بنقدر نوفر قوت يومنا ونوفر حياة كويسة لأسرنا رغم التعب والإرهاق».

يبدأ يوم السيدة الأربعينية في الرابعة فجراً، حيث تستيقظ وتجهز نفسها وزوجها الذي يساعدها أيضاً في جني المحصول متوجهة إلى المزارع: «بنصحى بدري علشان المحصول لازم يتجمع بدري علشان يروح الوكالة، وبستخدم إيدي والخطاف الحديدي علشان أجمع الجوافة، وبعد كده بشيل الجردل لمسافة 500 متر لحد ما أوصل لمنطقة الفرز، وهناك أنفار أخرى بتتولى فرز الجوافة على 3 مراحل فرز أول وثاني وثالث، وكل منها بسعر والأعلى يكون للفرز الأول».

اليومية 50 جنيها مقابل 13 ساعة عمل في قطف الجوافة

50 جنيهاً تتقاضها السيدة مقابل عمل يمتد لـ 13 ساعة يوميا، لكنها تستطيع توفير الاحتياجات الأساسية لبناتها: «الحياة مش سهلة، وباخد 50 أو 60 جنيه، علشان أوفر احتياجات بناتي، من دروس خصوصية ومصروفات مدرسية، وجوزي بيساعدني على خفيف، ونفسي أعمل معاش تكافل وكرامة علشان يساعدني على مسؤوليات الحياة».

ترى «رضا.ع»الشهيرة بـ« أم عمر»، أن مهنة قطف ثمار الجوافة صعبة، لكن ظروفها اضطرتها للخروج من أجل الإنفاق على ابنها بعد وفاة والده: «بضطر أصحى الفجر، وأروح الأرض علشان اشتغل وأصرف على ابني في أولى ثانوي، أبوه توفى وتركه وهو صغير، وبقطف الجوافة بالخطاف الحديدي، وطبعاً كل واحد ليه دور في قطف الجوافة، وباشتغل في أرض والدي باليومية، وباشتغل مش بس موسم الجوافة، لكن كمان محصول الطماطم والمانجو والبلح، وطول السنة لازم نشتغل بس ممكن ناخد يوم إجازة فاصل زرع».

لم تتمن السيدة الثلاثينية سوى أن تحصل على معاش تكافل وكرامة من أجل نجلها: «نفسي بس أخد معاش أو أي مساعدة علشان أقدر أوفر احتياجات ابني، قدمت أكتر من مرة لكن دون رد، وبتمنى أن تجتهد الفتيات والسيدات، لأن الشغل مش عيب، يعني أنا كمان بشتغل وبجتهد وفي يوم من الأيام نفسي امتلك مزرعة جوافة، الكيلو فيها بـ8 و7 جنيهات».

خضرة تجني ثمار البلح:« نفسي في حياة كريمة لولادي»

لم تنتظر الشقيقتان موسم البلح والجوافة، وحدهما لكنها مهنة عشرات السيدات ومنهن «خضرة رشاد» الشهيرة بـ«أم إسلام»، التي تقطع نحو 18 كيلو متراً يومياً من منزلها لمزارع البلح وتتقاضى 120 جنيها يومياً تستطيع من خلالها توفير حياة معيشية جيدة لأولادها الـ3: «بصحى مع الفجر، وبخد شنطتي وبركب 3 مواصلات لأرض البلح، علشان اشتغل بـ120 جنيه في اليوم، وأقدر أصرف على عيالي اللي في الدراسة».

تقتصر مهمة «خضرة»، على جمع البلح الذي يقطفه رجل من النخيل لكن تراها مهنة شاقة، حيث تظل منحنية طوال ساعات العمل التي تمتد لـ16 ساعة: «الراجل بيطلع النخلة ويهز البلح فيقع الطايب منه، وبيقطع الأحمر والأصفر، وينزل بيه فإنا بفرزه، هي مهنة صعبة علشان بوطي ظهري طول الوقت، من أجل جمع وفرز البلح، وبعدين بحطه في قفصان من البوص والجريد، علشان يروح الوكالة لبيعه».

الزوجة الأربعينية، تساعد زوجها في رعاية أسرتها: «جوزي فلاح واضطر للعمل علشان أساعده، وألبي احتياجات ولادي، وبشتغل في المانجو والطماطم والخيار كمان، إحنا ستات شقيانة بس الحمدلله الشغل مش عيب ومنقدرش نبطله».

الجوافة والبلح ينتشران بمناطق البرلس ويتم تصدير المحصول

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل