المحتوى الرئيسى

زاهى حواس: أتوقع افتتاح المتحف المصري الكبير نوفمبر العام المقبل -حوار

10/23 20:21

‏مصر لم تستخرج سوى 30% من آثارها.. ولا يوجد «باب سرى» فى الهرم الأكبر

عثرنا فى سقارة على مسلة و57 تابوتًا داخلها مومياوات تعود للدولة الحديثة.. ‏وانتهينا من حل أزمة المياه الجوفية بنسبة 60% حتى الآن

ليس كل ما هو قديم أثر.. وافتتاح طريق الكباش سيحول الأقصر إلى أكبر متحف عالمى مفتوح للزائرين

توقع عالم المصريات الكبير ووزير الآثار السابق الدكتور زاهى حواس، افتتاح المتحف الكبير فى 4 نوفمبر من العام المقبل، ليتوافق مع ذكرى مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، ومرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، موضحا أن عرض الآثار المصرية فى المتاحف والمعارض الخارجية تجلب الدعاية لمصر.

وأضاف حواس، فى حواره لـ«الشروق»، أنه تم الانتهاء من حل أزمة المياه الجوفية بنسبة 60%، مؤكدا أن مصر لم تكتشف سوى 30% فقط من الآثار المصرية القديمة، وأنه يجرى فى الوقت الحالى بأعمال الحفر فى وادى الملوك وأقوم بالبحث عن مقابر الملوك الذين لم نعرفهم مثل «أمنحتب الأول، تحتمس الثانى، رمسيس الثامن»، فهؤلاء مقابرهم لم تكتشف حتى الآن، ومنهم جميع ملكات الأسرة الـ18 وأولادهم.

< فى البداية، حدثنا عن الاكتشافات الأثرية الأخيرة فى المحافظات المصرية؟

ــ نجحنا فى الكشف عن وجود هرم جديد يخص الملكة «نيت»، بجانب هرم «تتى» بسقارة، والملكة «نيت» لم يذكر اسمها فى التاريخ، والعثور على الهرم كشف أن الملك «تتى» كان متزوجا بـ3 ملكات، وعثرنا داخل معبد الهرم على مسلة، وبجانب المعبد على 57 تابوتا داخلها مومياوات تعود للدولة الحديثة.

وتمكنا أيضا، من اكتشاف المدينة الذهبية بالأقصر، والتى يعود تاريخها إلى عهد الملك أمنحتب الثالث، وهو العصر الذهبى لمصر، واستمر استخدامها من قبل توت عنخ آمون، أى منذ 3000 عام، وهى أضخم مدينة تم اكتشافها إلى الآن عبارة عن شوارع ومنطقة صناعية ومنطقة سكنية وإدارية فى عصر الإمبراطورية المصرية على الضفة الغربية للأقصر.

وفيما يخص منطقة آثار سقارة تم الكشف عن المعبد الجنائزى الخاص بالملكة «نعرت» زوجة الملك «تتى»، والذى تم الكشف عن جزء منه فى الأعوام السابقة للبعثة، وعثر أيضا على تخطيط المعبد، وثلاثة مخازن مبنية من الطوب اللبن فى الناحية الجنوبية الشرقية منه، لتخزين القرابين والأدوات التى كانت تستخدم فى إحياء عقيدة الملكة.

< ما الموعد المتوقع لافتتاح المتحف المصرى الكبير؟

ــ أتوقع افتتاح المتحف المصرى الكبير فى 4 نوفمبر 2022، ليتوافق مع ذكرى مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ أون، ومرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد.

< ما أبرز المشكلات التى تواجهكم فى المواقع والمبانى التراثية؟

ــ مشكلة المياه الجوفية فى المناطق الأثرية، تعتبر الأبرز وتعانى منها العديد من المواقع وخاصة مياه المجارى التى تحتوى على نسبة أملاح عالية تؤثر فى الآثار وتؤدى لتآكلها، ولكن وزارة الآثار قامت بعدد من المشاريع الضخمة لحل الأزمة، وتمكنت حتى الآن من حلها بنسبة 60%، وهذا شىء عظيم جدا.

وللعلم أغلب الأموال التى أنفقت على معالجة المياه الجوفية فى المناطق الأثرية عبارة عن منحة ضمن المعونة الأمريكية التى تقدم لمصر، وساهمت تلك المشروعات فى إنقاذ تمثال «أبو الهول، ومعابد الكرنك، والأقصر، معبد كوم امبو، إسنا، أسوان»، ولابد من إكمال جميع المشاريع وذلك لأن للمياه الجوفية خطورة كبيرة جدا على المواقع.

< هل جميع المبانى المصرية القديمة يطلق عليها أثر؟

ــ لا.. ليس كل ما هو قديم أثر.. فالأثر يطلق على كل ما هو مسجل فى تعداد الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية وله رقم ويتبع منطقة تفتيش معينة ويتم المرور عليه بشكل دورى مستمر، ويحتاج إلى ترميم وصيانة.

< هل المسئول بالوزارة بيده الأمر بترميم أو شطب أو تطوير أثر؟

‏ــ لا يوجد شطب ولا يحق لأحد من المسئولين بوزارة الآثار أن يقوموا بشطب آثر، فالقانون لم يجعل أمر البت فى أى موضوع خاص بالأثر بيد شخص أو مسئول واحد، وواقعة شطب حديقة الأسماك التى سجلتها فى السابق، سألت عنها الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيرى، وأوضح لى أنه لم يتم شطب شىء من الحديقة ولن يتم.

< ترتبط العديد من الألغاز بالهرم الكبير، منها مثلا «لغز الباب السرى»، فما حقيقته؟

ــ لا يوجد ما يسمى بالباب السرى فى الهرم الأكبر، ولكن هناك حجرة ثانية داخل الهرم الأكبر اعتقد أنها كنوز الملك خوفو، والفترة المقبلة سنحاول معرفة ما يقف خلف الأبواب المغلقة.

< ما رأيك فى عرض الآثار فى المتاحف العالمية؟

ــ عرض الآثار المصرية فى المتاحف والمعارض الخارجية شىء عظيم جدا، لأنها تجلب الدعاية السياسية من خلال افتتاح رئيس الجمهورية المضيف للمعرض، إلى جانب الدعاية الإعلامية، من خلال ذكر اسم مصر خلال فترة المعرض المحددة، ودعاية سياحية من خلال إقبال الزائرين الأجانب إلى مصر.

وفى الواقع، نحن نتبع أسلوب أن يتم إرسال الآثار إلى الخارج ليأتى السائحين إلى مصر، وإن لم نقوم نحن المصريين بعمل معارض فالمتاحف العالمية ستقوم بعمل تلك المعارض، فما نفعله يساهم فى الترويج للسياحة والآثار المصرية على المستوى الدولى.

< هل أعمال المتابعة والإشراف على الآثار المصرية الموجودة بالخارج تكون من مرممين مصريين؟

ــ المعارض تؤمن الآثار بشكل كامل فمنذ بداية أعمال التغليف والتأمين يكون هناك متابعة دورية من مرممين ومشرفين وزارة الآثار فى مصر، فسفر المعارض الخارجية هو خير إلى مصر، ويجلب ملايين الدولارات، فعندما قمنا بإرسال 50 قطعة من مقتنيات توت عنخ آمون جلبت لنا 120 مليون دولار، تم استغلالهم فى بناء قاعة الترميم لمخازن المتحف المصرى الكبير.

< كيف سيساهم مشروع «طريق الكباش» فى عودة السياحة إلى مصر؟

ــ افتتاح طريق الكباش سيحول الأقصر إلى أكبر متحف عالمى مفتوح للزائرين، والطريق يعتبر أحد الأحلام التى راودت الأثريين وعلماء الآثار فى مصر والعالم منذ فترة كبيرة، وسيتم افتتاحه الشهر المقبل

< متى تتوقع عودة السياحة لمصر بشكل كامل؟

ــ السياحة عادت بالفعل، وأذكر موقف عندما كنت متواجدا فى أحد الفنادق لإلقاء محاضرة سعدت عندما علمت بعدم وجود غرف شاغرة بالفندق من كثرة السائحين، وأن مصر حاليا تطبق جميع الإجراءات الاحترازية لبداية التعايش مع أزمة كورونا.

< ما رأيك فى تسجيل 3 مواقع أثرية ضمن قائمة منظمة «الإيسيسكو»؟

ــ إدراج المتحف المصرى بالتحرير، ومدينة شالى بواحة سيوة، وقصر البارون بحى مصر الجديدة، ضمن قائمة «الإيسيسكو»، جاء بهدف إبراز المواقع الأثرية ذات الأولوية وتسجيلها ضمن قوائم التراث الدولية للتعريف بها وتحسين عوامل الجذب السياحى فيها.

< كم اكتشفنا من آثارنا القديمة حتى الآن؟

على الرغم من كل الكشوفات الأثرية الكبيرة، فإننا لم نعثر إلا على 30% فقط من القطع الأثرية فى مصر، ولا نعرف ما تحتويه باطن الأرض من كنوز، فمن الوارد أن يتم استخراج غدا مقبرة كاملة، ونقوم فى الوقت الحالى بأعمال الحفر فى وادى الملوك وأقوم بالبحث عن مقابر الملوك الذين لم نعرفهم مثل «أمنحتب الأول، تحتمس الثانى، رمسيس الثامن»، فهؤلاء مقابرهم لم تكتشف حتى الآن، ومنهم جميع ملكات الأسرة الـ 18 وأولادهم.

< هل هناك مقترح لتدريس الآثار فى المدارس؟

‏ــ اقترحت كثيرا تدريس اللغة الهيروغليفية للطلبة على الأقل رسم الحروف الهيروغليفية، لتحريك الشعور القومى بالحضارة المصرية، ونسعى بقوة لذلك فمصر تتفرد عن غيرها بالآثار وتدريسها فى المدارس سيرفع وعى المواطنين والشباب الصغار.

< هل بناء الصين لأبو الهول يبعد الأنظار عن آثارنا؟

ــ من حق جميع الدول أن تقلد لأنها دعاية ضخمة للحضارة المصرية القديمة فى جميع أنحاء العالم، ولكن إذا تم استنساخ أبو الهول الأصلى طبق الأصل فلا يحق له دون أن يأخذ الموافقة منى.. والدعاية التى ستحصل عليها مصر من أبو الهول المقلد أمر جيد لها، من خلال جذب آلاف السائحين لها، ومن يعترض على هذا الأمر فهو غير محب لآثار بلده.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل