المحتوى الرئيسى

لعبة الحبار

10/22 20:33

«كل المشاركين فى هذه اللعبة متساوون. نحن نمنح الفرصة الأخيرة للفوز فى مسابقة عادلة لأشخاص يعانون عدم المساواة والتمييز فى العالم الواقعى خارج هذه اللعبة».

هذه العبارة جاءت على لسان شخصيات المسلسل الكورى «Sguid game» أو لعبة الحبار.

وقد يسأل البعض، وما الذى يهمنا فى مسلسل كورى جنوبى، وهل انتهت كل مشاكلنا حتى نتحدث عن مسلسل كورى؟!

أسئلة قد تبدو عادية ومنطقية، لكن مسلسل «لعبة الحبار»، صار يشغل الكثير من سكان العالم أجمع، بعد أن وصل عدد مشاهديه حتى الأسبوع الماضى إلى ١١١ مليون شخص بعد ٢٨ يوما فقط من إطلاق شبكة نتفليكس له متصدرا ترتيب المشاهدات فى ٨٢ دولة.

هذا النجاح الساحق، جعل رئيسة شبكة نتفليكس لمنطقة آسيا والمحيط الهادى مينونج تقول لموقع البى بى سى «إن نجاح المسلسل تجاوز حدود أكثر أحلامنا جموحا».

هذا المسلسل هو الأضخم إنتاجا فى تاريخ نتفليكس، وتجاوز الرقم القياسى الذى حققه المسلسل الأمريكى «بريد جرتون» بـ ٨٢ مليون مشاهدة، فى نفس الفترة الزمنية.

المسلسل الكورى طبقا للبى بى سى بدأ عرضه فى سبتمبر الماضى، وصار حديث العالم كله.

لم أكن قد سمعت عن المسلسل، حتى لفت صديق عزيز نظرى إليه، ونحن نتحدث عن الجدل الذى صاحب عرض فيلم «ريش» للمخرج عمر الزهيرى والمنتج محمد حفظى فى مهرجان الجونة السينمائى، بين من قال إنه يشوه سمعة مصر، وبين من يرى أنه فيلم طبيعى يعرض وجهة نظر، وأنه حقق جائزة غير مسبوقة لمصر فى مهرجان كان.

«لعبة الحبار» يمزج بين الرمزية الاجتماعية والعنف الشديد من خلال رؤية يائسة للمجتمع الكورى، عبر عن أكثر الشخصيات المهمشة فى كوريا الجنوبية، ومنها مهاجر هندى وآخر باكستانى وهارب من كوريا الشمالية وكورى جنوبى يعانى من أزمات حياتية.

فكرة المسلسل تتمحور حول لعبة يشارك فيها ٤٥٦ شخصية مغمورة وغارقة فى الديون والإحباطات والتهميش، لديها فرصة للفوز بنحو ٣٩ مليون دولار، بشرط الفوز فى سلسلة من 6 ألعاب قاتلة. الألعاب يفترض أنها بسيطة، ومعظم المتسابقين مارسوها فى طفولتهم، لكن الشرط الأخطر فى المسابقة هو أن الخاسر مقتول.

أنظار المشاهدين تلتفت أكثر إلى شخصيات المتسابقين أكثر من الالتفات إلى قواعد اللعبة. بعض النقاد فسروا سر إقبال المشاهدين على مشاهدة المسلسل، إلى أنه يركز على الجوانب الأكثر إظلاما للرأسمالية، وآخرون قالوا إنه بسبب معاناة الجيل الجديد من الاغتراب فى الحياة الواقعية، وعدم قدرة كثيرين على الحصول على شهادات جامعية تؤمن لهم عملا معقولا، أو أن المسلسل يقدم بديلا عادلا لمنافسات العالم الواقعى غير المتساوية.

الملفت أن المسلسل استقطب شرائح واسعة من مشاهدين من دول مختلفة، وهو أمر يحسب لصُناعه، لأنه يعنى أنه يطرح قضايا حياتية تهم قطاعات كبيرة من البشر، وليس فقط كوريا الجنوبية، التى صارت تؤثر كثيرا فى المشهد الثقافى والفنى العالمى بعد النجاح الهائل الذى حققته فرقة البوب الكورية «بى تى إس» وكذلك فوز فيلم «طفيلى» بالسعفة الذهبية لمهرجان كان. الغريب أن سيناريو هذا المسلسل مكتوب منذ عشر سنوات، وأحجم كثيرون عن إنتاجه لأنه شديد الدموية وغامض وغير مألوف من وجهة نظرهم.

وتقول شارون يو أستاذة الدراسات الكورية فى جامعة نوترادم الأمريكية أن «الميل المتزايد إلى تغليب الكسب المادى على رفاهية الفرد ظاهرة موجودة فى كل المجتمعات الرأسمالية حول العالم ومنها كوريا».

نرشح لك

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل