بينها الديدان وقشر الجمبري.. 4 مشروعات فازت بها مصر في كأس العالم «إيناكتس»

4 مشروعات علمية حصدتها مصر من خلالها كأس العالم لجائزة "إيناكتس" العالمية، لأربع سنوات على التوالي، وهي مشروعات مهمة تخدم قطاعات ومجالات كثيرة فى المجتمع، المصري.

آخر هذه المشروعات التي حققت فيها مصر المركز الاول على مستوى العالم بعد أن أعلنت أمس إيناكتس فوز مصر بكاس العالم للمرة الثالثة على التوالي بمشروع يتضمن جمع ورد النيل من المياه، وتحويل إلى 3 منتجات نافعة بدلاً من حرقها، كما كان يحدث سابقاً.

في التقرير التالي يستعرض، موقع المدار المشروعات التي، فازت فيها مصر بكاس العالم ايناكتس العالمية.

الديدان.. سماد عضوي

في عام 2018، وجد طلبة إيناكتس جامعة 6 أكتوبر الحل في تمكين أهل قرية "شبرا بلول" والتي تُصنف الأولى في تصدير الياسمين حول العالم، استخدام الديدان كسماد عضوي بديل، حيث إن تلك الديدان تعيش على التهام الكيماويات في التربة، وبعد إجراء التحاليل وجد أن نسبة الكيماويات في التربة انخفضت بنسبة 70 % مما ساهم في إعاده القرية تصدير الياسمين للخارج.

ولم يكتف الطلبة بذلك فقاموا بشراء وحده تقطير بمساهمة من اداه جامعة 6 أكتوبر لتحويل عجينة الياسمين إلى زيت ياسمين يتم تصديره ويحقق دخل أعلى للقرية.

وتمكن الفريق من الوصول للدور القبل نهائي وفاز على أمريكا وأيرلندا ثم للنهائي مع الهند والمغرب وكندا، وفي النهاية حقق الفريق المصري المركز الثاني بعد كندا.

فوط صحية عضوية

في 2019 فاز مشروع روزي، الفائز فى المسابقة العالمية هو مشروع اجتماعى يحقق الاكتفاء الذاتي من المرأة إلى المرأة ويقوم على تمكين السيدات ومنحهم فرصة عمل من خلال تصنيع فوط صحية عضوية خالية من البلاستيك من ألياف شجر الموز وبسعر ارخص من الفوط المتواجده في السوق المصري ومتاحة في المناطق الفقيرة.

وتم بيع أكثر من 90 ألف فوطة في 9 محافظات والمشروع توسع في السودان واوغندا، وقد حصلت منتج روزى على تصاريح وزارة الصحة بعد ما تم اجتياز كل الإختبارات المطلوبة.

تأثير المشروع ليس فقط علي الصحة والنظافة الشخصية، ولكن تأثير بشكل مباشر في عدد أيام العمل للسيدات في القري وعدد البنات الآتى يتغيبن من المدرسة و يتسربن من التعليم.

هذا بالاضافة إلى عمل بروتكول مع وزارة التربية و التعليم علي اصدار منهج للتربية الصحية للبنات في المرحلة الاعدادية ويستهدف هذا إلى زيادة وعى أكثر من 2 مليون بنت في هذه المرحلة العمري.

وكانت جامعة القاهرة قد فازت بمشروع "روزى" على 47 جامعة مصرية خاصة وحكومية مما اهلها للمنافسة فى المسابقة العالمية بكاليفورنيا، والتى فازوا فيها بالمركز الأول.

وفي 2020، شارك فريق جامعة الأزهر ممثلاً مصر في كأس العالم بمشروع اجتماعي متميز، وهو مشروع "Chitoshrimp"، وهو مشروع اجتماعي، حيث إن بحيرة قارون من أكبر البحيرات الطبيعية في مصر والتي ساهمت على مدار السنوات السابقة بـ55 %؜ من إنتاج الجمبري في البلاد ووفرت فرص عمل لأكثر من 4000 شخص، لكن تأثرت البحيرة بالعديد من المشاكل مثل القاء المخلفات، مروراً بالصرف الصحي وانتهاء بطفيل الأيزوبود، مما أثر سلباً على انتاجية البحيرة حيث انخفضت إلى أقل من 10%؜ تاركة الآلاف من الصيادين عاطلين عن العمل.

وبدأت المعاناة في التضخم إلى أن وصلت للنساء اللاتي اتجهن لتقشير الجمبري والعمل ساعات طويلة مقابل 7 جنيهات في اليوم الواحد! ونتيجة لذلك تم دفع الأطفال أيضا إلى سوق العمل وحرمانهم من أبسط حقوقهم في التعليم.

بعد البحث وتقييم الوضع في القري المحيطة بالبحيرة وجد الفريق أن هناك 800 امرأة يمكنها تقشير قرابة 8 طن من الجمبري يومياً مما يخلف حوالي 4 طن من القشر ويتم التخلص من هذا النفايات في البحيرة أو إطعامها كأعلاف للبط مما جعل لحومها منهكة بالجمبري.

من هنا قرر الفريق تحويل هذه النفايات عديمة القيمة إلى منتج مهم وهو توابل جمبري طبيعية 100%، حيث وجد أن مصر تستورد حوالي 7 أطنان كل عام، خضعت هذه التوابل لكل الاختبارات المطلوبة، وحصلت على اعتماد وزارة التجارة والصناعة.

وبهذا، قام الفريق بتعليم السيدات كيفية صناعة التوابل وتوفير كل المعدات اللازمة لضمان فرص عمل كريمة لهن، ولكي يصل الفريق إلي الاستدامة الكاملة للمشروع تم التعاقد مع شركة "Kellogg’s" ونظراً للأهمية الكبيرة للتجارة الإلكترونية تم التعاقد مع شركة "Amazon" لزيادة معدل المبيعات حول العالم.

أثناء تحليل الفريق للوضع في القري وجدوا أن المزارعين ايضاً يعانون من البطالة بسبب المياه الملوثة المستخدمة في ري الاراضي الزراعية والتي خفضت إنتاجية المحاصيل إلي اقل من 50 %؜، فكانت الفرصة لحل هذا الوضع المأساوي بإنتاج سماد زراعي، والذي من شأنه إعادة تعزيز خصوبة التربة، ولهذا قام الفريق بتحليل قشر الجمبري ووجدنا أنه يحتوي علي مادة الشيتوزان وهو سماد طبيعي 100%.

بالإضافة إلى احتوائه على 3 أضعاف النيتروجين، 7 أضعاف البوتاسيوم، 12 ضعف من الفسفور، وهم أهم ثلاث عناصر للتربة الزراعية، فبدأ الفريق باستخراج الشيتوزان معملياً، ولكن كانت طريقته معقده للغاية ومن هنا ابتكر فريق البحث والتطوير طريقة بسيطة لتسهل علي الأفراد العاديين استخراجه بطريقه آمنة، حيث استبدل المواد الكيميائية الضارة مثل الصودا الكاوية وحمض الهيدروكلوريك بمواد أخرى طبيعية، وهي الخل والخميرة.

وتم استخدامه وأثبت كفاءته في زيادة إنتاجية المحاصيل بنسبة 150 %، ولهذا قرر الفريق تعزيز مشروعهم من المستوي المحلي إلى مستوى آخر عالمي فقام الفريق بالتعاقد مع شركة "Hand-in-hand" في بلجيكا والتي ستشتري 2 طن من الشيتوزان سنوياً.

ولكي لا تفقد الوحدة الأساسية في هذا المشروع وهي قشر الجمبري اتجهوا إلى تنفيذ مزارع للجمبري لتحقيق الاكتفاء الذاتي داخل المشروع وبذلك قمنا بتعليم الصيادين آلية استزراع الجمبري لضمان استدامة المشروع ولخلق رواد أعمال جدد.

وحتى الآن تم عمل 20 مزرعة جمبري تنتج 8 أطنان من الجمبري سنوياً، وهذا يعادل إنتاج البحيرة قبل حصول الأزمة.

ثم قرر الفريق نقل مشروعهم إلى مستوى جديد ونقل هذه المعرفة إلى موزمبيق عن طريق جلسات تعليمية عبر الانترنت وقمنا بتمكين حوالي 90 شخصاً.

أما فيما يخص الأطفال فقد نجحوا في حماية 1300 طفل من عمالة الاطفال وإعادة إثبات قيدهم في المدارس هناك.

ولكن أثناء العمل في المشروع حدثت ازمة كورونا التي أوقفت العالم كله وزادت المشكلة سوءاً حين أصيب عدد من أفراد الفريق مما وضع الفريق في مسئولية أكبر بعد الشعور بمعاناة الطاقم الطبي الذي يخوض معركة ضد فيروس قاتل لا علاج له.

كما نجح الفريق في تطوير قناع طبي له فلتر من الشيتوزان، حيث إن الشيتوزان له القدرة علي امتصاص الجزيئات المتناهية الصغر التي تصل الي 2 ميكرون حيث أن الفيروس نفسه يبلغ35 ميكرون بالإضافة الي أنه ارخص ثلاث مرات الا أنه يعمل بكفاءة مماثلة لقناع N95 الذي يدوم فقط لمدة ثلاث أيام مقارنة بالقناع الذي قام الفريق بابتكاره الذي يمكن استخدامه شهر كامل بدلا من يوم.

لقد عالج الفريق السبب الجذري للمشكلة عندما توصل إلى الحل النهائي للإيزوبودا، والذي سيقضي عليهم جميعًا، وفي شهرين فقط تمكن من خفض معدل الأيزوبودا من 280 % إلى 50 % فقط.

وبحلول عام 2021، من المتوقع ألا تكون البحيرة خالية من الأيزوبودا فحسب، بل ستحقق أيضًا إنتاجًا يزيد بمرتين عن إنتاجية البحيرة قبل الأزمة. ليس ذلك فقط فقد استخدم الفريق الشيتوزان المستخرج لإنشاء فلتر للماء يمكنه امتصاص كل ملوثات المياه وبالتالي الحفاظ علي الصحة العامة للناس.

تحويل ورد النيل إلى 3 منتجات نافعة