المحتوى الرئيسى

كوكبة من أبطال أكتوبر: الجيش والشعب صنعوا نصر 1973

10/20 22:56

أكد نخبة من أبطال حرب أكتوبر، أن النصر العسكري عام 1973 سيظل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديث وإعجازا بكل المقاييس، صنعه الجيش وكافة مؤسسات الدولة وشعب مصر العظيم وستظل كبريات الأكاديميات العسكرية في العالم تدرسه للأجيال القادمة من العسكريين.

وشدد المشاركون في صالون "بوابة روزاليوسف" -الذي عقد تحت عنوان: "مصر بين حربين: التحرير والتعمير.. كيف حشدت مصر قوتها الشاملة"، التي أدارها الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد رئيس تحرير بوابة روزاليوسف والكتاب الذهبي- على أن بطولات الأجداد اليوم في حرب التطهير من الإرهاب وتعمير سيناء وكل ربوع الوطن، لا تقل أهمية عن حرب تحرير سيناء 1973، وما شهدته من بطولات وما أعقبها من معارك قانونية لاسترداد كامل التراب الوطني.

وقال اللواء ناجي شهود، مساعد رئيس المخابرات الحربية الأسبق، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، أن انتصار حرب أكتوبر إعجاز بكل المقاييس، صنعه شعب مصر، كلٌ في مكانه، ونجحت القوات المسلحة المصرية، باستعدادها القتالي، وأخذها بأسباب العلم والدراسة الدقيقة لكل التفاصيل في اقتحام خط بارليف المنيع وتحرير سيناء.

وأضاف أن المخابرات الحربية، والاستطلاع، كانا بمثابة العين في الإنسان بالنسبة للجيش، فكان لها دور كبير في رصد تسليح وتحصينات العدو، وتوفير المعلومات الدقيقة عن الأهداف، وقوتها التسليحية والقوة التسليحية المطلوبة لتدميرها، وأفضل التوقيتات والطرق لبلوغ الأهداف.

وقال اللواء شهود، إن أهالي سيناء كان لهم دور كبير في خدمة الاستطلاع ورصد قوات العدو وتحركاتها، فهم كانوا بمثابة رادارات بشرية ترصد العدو وتحركاته، وهو وصف استخدمه موشيه ديان وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، قال عن أهالي سيناء: "هزمتنا الرادارات البشرية".

وشدد شهود، على أن الجيش المصري، حقق ذلك الإنجاز بحسابات بالغة الدقة والتعقيد، فكانت كل تفصيلة بالمعركة محسوبة بدقة بالغة، ومخططًا لها، وسبقها تدريب على كل شيء، وكان بحوزة كل جندي دليل يساعده حتى في حالة الابتعاد عن القوات، فيما كانت لكل فرقة علامات هندسية خاصة على الخوذة تمكن من يراها من معرفة كون زميله من فرقته أم لا.

وشدد اللواء محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، أحد أبطال سلاح الحرب الكيميائية في حرب أكتوبر المجيدة، وما سبقها من حرب الاستنزاف، أن الحفاظ على الروح المعنوية، ومواجهة الحرب النفسية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي عقب نكسة 1967، كانت بداية الاستعداد للانتصار.

وأضاف الشهاوي، أن الشعب المصري، رفض تنحي الرئيس عبدالناصر، مصممًا على استمراره في القيادة وإزالة مخلفات العدوان، وهذه كانت رسالة للعدو تؤكد صلابة الشعب المصري، وهو الشعب المصري ذاته الذي ثار في 30 يونيو 2013، للحفاظ على الهوية الوطنية، ومواجهة مخطط تدمير الجيوش وهدم الأوطان.

وأكد اللواء الشهاوي، أن القوات المسلحة المصرية، تمتاز بديمقراطية بحث القرار، حيث يستمع القادة إلى الجنود، والرتب الأقل، في عصف ذهني يولد أعظم الأفكار، وهذا ما أنتج فكرة فتح ممرات في خط بارليف بواسطة مضخات المياه، وهي الفكرة التي طرحها المهندس مقاتل باقي ذكي يوسف- رحمه الله- في حين حاول إعلام العدو كسر إرادتنا وبث اليأس، بزعم أن اقتحام خط بارليف المنيع يتطلب قنبلة نووية لا تملكها مصر.

وشدد اللواء الشهاوي، على أن مصر كانت تمتلك قنابل نووية في ذلك الوقت، وهي الجندي المصري، الذي كان بمثابة قنابل نووية هدمت بارليف وأسطورة الجيش الإسرائيلي، الذي زعموا أنه لا يهزم.

وقال اللواء الشهاوي، إن ما تشهده سيناء من تعمير اليوم، وما يسطره الجيش المصري من بطولات للقضاء على الإرهاب في شمال سيناء، سيسطره التاريخ، فالمياه التي تمت معالجتها في محطة بحر البقر إنجاز، يخلطها بدماء الشهداء في سيناء، لتثمر تنمية وخيرًا لمصر عبر استصلاح نصف مليون فدان.

وأضاف أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يحقق إنجازات تنموية في سيناء وكل ربوع مصر، ويمكّن الشباب والمرأة، ويخلق فرص عمل للشباب وهذه مكافحة جديدة للتطرف، فمن يجد تنمية وفرص عمل وحياة كريمة يكون محصنًا ضد استقطاب المتطرفين له.

وقال اللواء الشهاوي، إن لحمة الشعب المصري، كانت من أهم أسباب النصر، فكان أول شهداء حرب أكتوبر مقاتلًا مصريًا مسيحيًا، وهو اللواء فؤاد عزيز غالي قائد الفرقة 18 كان مسيحيًا وأثار ببطولاته الذعر في قلب قوات العدو، بل كان يتلو آيات من القرآن الكريم لرفع معنويات قواته، فهذه مصر التي فشل دائمًا الأعداء في شق صفها، وأكتوبر 1973 وثورة 30 يونيو 2013 نماذج مضيئة، للأجيال القادمة.

وشدد اللواء أركان حرب محمد زكي الألفي، أحد أبطال الكتيبة 18 التي دافعت عن الدفرسوار، على أن مهمتهم في المعركة كانت الدفاع عن منطقة الممرات التي تفصل بين الجيشين الثاني والثالث الميداني، ولأهمية المنطقة الاستراتيجية كانت القيادات تزورها وفي مقدمتهم الرئيس السادات، لرفع الروح المعنوية، والتأكد من جاهزية القوات.

وأوضح اللواء الألفي، أن الجندي المصري ضرب أعظم البطولات في الفداء، والتمسك بالأرض، مما مثل صدمة للعدو، وحطم أساطيره، لافتًا إلى أن الالتحام مع العدو في حرب الاستنزاف، رفع معنويات القوات المصرية، بما تحقق من إنجازات وهدم الأكاذيب التي كانت تروج عن الأعداء.

وشدد اللواء الألفي على أن شباب مصر قادر على صنع المعجزات، فتحرير سيناء معجزة استطاع القادة بمعاونة الشباب تحقيقها، داعيًا لتحمل كل مؤسسات الدولة، إعلام ومؤسسات تعليمية ودينية، وأسرة ومؤسسات ثقافية، إلى بذل الجهد في بناء الوعي والتنمية الثقافية بتاريخ مصر، وقدرات المصريين في مواجهة الحروب الحديثة، التي تستهدف الروح المعنوية بنشر الأكاذيب والشائعات والتشكيك في منجزات الدولة.

وقال أيمن عبدالمجيد رئيس تحرير "بوابة روزاليوسف"، إن الأحفاد يواصلون بطولات الأجداد، وأن حرب مصر مستمرة، فما تحقق من إعجاز عسكري في العام 1973، بانتصار أكتوبر المجيد، حرب التحرير، يواصله الأبناء والأحفاد في حرب التطهير من الإرهاب والتنمية والتعمير، وأن هذه الندوة محاولة وضع لبنة في حصون بناء الوعي بالماضي بخبراته البطولية لمواجهة الحاضر بتحدياته، لبلوغ مستقبل أفضل بتوقعاته.

ووجه عبدالمجيد، في بداية الندوة التحية لجيش مصر العظيم في شهر الانتصارات أكتوبر المجيد، ولضيوف الندوة أبطال أكتوبر، أبناء المؤسسة العسكرية، ولشعب مصر العظيم بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر والمولد النبوي الشريف، ولأرواح الشهداء، وروح بطل الصاعقة المصرية الشهيد إبراهيم الرفاعي، الذي استشهد في مثل هذا اليوم 19 أكتوبر 1973، بعد بطولات أسطورية في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر أذهلت العدو.

وروى اللواء محيي نوح، أحد أبطال العمليات الخاصة بالصاعقة المصرية في حرب الاستنزاف وأكتوبر المجيد، بالمجموعة 39 قتال، التي قادها الشهيد الرفاعي، قبل أن يتولى هو قيادتها بعد استشهاده، مؤكدًا أن أولى تلك العمليات المهمة كانت بعد أيام من نكسة 1967، وهي معركة رأس العش، التي مثلت أول الالتحامات القوية بين الجندي المصري والعدو، والتي تكبّد فيها الاحتلال خسائر فادحة، عكست قوة الجندي المصري وبسالته ورفعت الروح المعنوية لشعب مصر وقواته المسلحة.

وأضاف نوح: شاركت في 92 عملية عبور، خلال حرب الاستنزاف خلف خطوط العدو، ووصلنا إلى تنفيذ عمليات في إسرائيل نفسها، بما حطم نفسية العدو وقياداته، لافتًا إلى أنه عرف الشهيد إبراهيم الرفاعي في حرب اليمن، وفور العودة طلب مني المقدم الرفاعي انتقاء عناصر لتأسيس الكتيبة 103 صاعقة، وبالفعل رشحتهم وأسسنا الكتيبة، التي مازالت تقدم شهداء وتصنع بطولات حتى اليوم، فهي ذاتها الكتيبة التي قدمت الشهيد أحمد المنسي وشهداء ملحمة البرث في شمال سيناء، وقدمت بطولات في المعركة الشاملة ضد الإرهاب.

وأضاف اللواء نوح: أن الـ92 عملية التي قامت بها المجموعة 39 قتال، كبّدت العدو الإسرائيلي 430 قتيلًا، ودمرت 17 دبابة، وتدمير 77 مركبة، فضلًا عن أسر يعقوب رونية أول أسير إسرائيلي، فكانت المجموعة تغير بشكل متصل كل يومين أو ثلاثة على مواقع العدو على طول الجبهة، لكسر أنف العدو، ورفع الروح المعنوية للشعب المصري والقوات المصرية.

وقال "نوح"، في ذكرى الأربعين، أي بعد مرور 40 يومًا على استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، أخذنا بثأره في عملية يوم 19 إبريل، فخرجنا 64 فردًا مقاتلًا بـ6 قوارب، وكبّدنا العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، ليعلم أن مصر لا تترك ثأرها، وهي العملية التي أصبت خلالها، وزارني الرئيس عبدالناصر في المستشفى، فطلبت منه أن أكون مع زملائي في العملية القادمة.

وقال "نوح"، إنه عندما يزور سيناء اليوم ويشهد ما بها من تنمية وتعمير، يشعر بالفخر، لأن دماء الشهداء لم تذهب هباء. مضيفًا، كنا شباب عندما حررنا سيناء، واليوم الشباب يعمرونها بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأن الجنود المصريين في سيناء اليوم يسطرون بطولات أهم من بطولات 1973، لأنهم يقاتلون عدوًا خفيًا، يختفي في الجحور، ليس جيشًا نظاميًا نعلمه، ونعلم قدراته ومواقعه، كما كان الوضع في أكتوبر 1973.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل