المحتوى الرئيسى

«يأس» إيه اللي إنت جاي تقول عليه ؟!

10/20 19:08

وحدها المرأة لا تخضع لقوانين الزمن، تزداد أنوثتها تألقا وسحرا كلما مرت عليها السنين، تكتسب الخبرات وكأنها تولد من جديد كل عام، ما يجعل الرجال فى كثير من الأحيان لا يستطيعون التفرقة بين فتاة فى الـ20 وسيدة فى الـ45، وكأن النساء يمتلكن أكسير الحياة الذى يمنحهن شبابا وجمالا دائمين مهما امتد بهن العمر.

وإذا كان مصطلح «سن اليأس» يشير إلى المحطة التى تصل فيها السيدة إلى عدم القدرة على الإنجاب - وهو أمر طبيعى - فإن البعض توسع فى استخدامه بطريقة سيئة، ليشمل عدم قدرتها على الحب والزواج والانطلاق والحياة!.

نحن هنا فى «ألف علية وعيلة» نفتح هذا الملف من أجل أن نصحح مفهوم مغلوط وهو (اليأس) المصطلح الذى تمادى كثيرون فى استعماله، والعمل على استبدله بـ(الروقان).. ولذلك قررنا التعرف على رأى حواء فى سنوات عمرها المتقدمة ونطرق باب الخبراء لنتعرف على رأيهم فى هذا الأمر. 

فى البداية وصفت سمر شريف- منسق برامج اخصائى نظم ومعلومات -مرحلة ما بعد الـ 45 بفترة البدايات، وقالت: تعلمت اشياء كثيرة فيها، قمت بالإشتراك فى كورسات تعليم اللغة الإنجليزية وإدارة الأعمال ودرست علم نفس وعلاج الأدمان، واستثمرت وقتى فى الاشياء التى تريح أعصابى ونفسيتى.

وأضافت: فى الماضى كنت أضحى وأستغنى عن الأمور التى أحبها من اجل الأبناء وسعادة الأسرة فقط و لا أبالى بنفسى، ولكنى تعلمت ان نفسى لها حق ولابد من الإهتمام والرعاية الصحية الجيدة.

وقالت: بدأت اهتم بجمال بشرتى وجسدى بذهابى للاطباء خاصة عندما كان وزنى زائدا، وبحثت عن الهواية التى بداخلى وأظهرتها للنور وهى عملى مذيعة بالراديو وقدمت برنامج باسم « قول يابحر» يحكى عن قصص اجتماعية بجعل المستمع يخرج منه بحكمه فى كل حلقة، وهو ما اسعدنى كثيرا لمجرد ممارسة الشئ الذى أحبه فى وقت متأخر من العمر، وأضافت: «استثمرت وقتى فيما يفيدنى ويفيد الأخرين بعمل مبادرات مثل مبادرات الإطعام للأسر المتعففة، و»تقدرى « الدعم النفسى للمرأة، ومبادرة استدامة وطن، ومبادرة إطعام مرضى كورونا..

واختتمت: لا يوجد سن يأس، نحن من نجعل اليأس يتملك أجسادنا وحالتنا النفسية، بالطاقة الإيجابية والحب والتفاؤل والأمل يكمن الشباب.

أما إيمان محى الدين حشاد- كبير أخصائيين الإستزراع السمكى-فتروى قصتها مع بداية هذا السن قائلة: «لم أشعر بتقدم فى عمرى أو إنى فقدت أنوثتى بل سعدت أنه جاء الوقت الذى أرى به نفسى فهو وقت الاستمتاع والبعد عن المسؤولية.

وأضافت: فى عمر الـ ٥٠ فضلت أن أدلل نفسى وأشترى الملابس التى أحبها وأدوات التجميل، وحرصت على الخروج والتنزه والسفر ولو ليوم واحدا فى الأسبوع من أجل الشعور بالراحة النفسية، وحرصت على عودة علاقاتى مع أصدقائى الذى أنقطعت عنهم نظرا لضغوط الحياه، ودائما أنظم وقتى ولا أجعل يومى يضيع هدرا فكنت كل يوم أرى ما الذى يحتاجه المنزل وأفعله بنفسى ولا أطلب من صانيعى أو حرفى تصليح أى شئ بالمنزل، تعلمت النجارة، وأساسيات الكهرباء والسباكة، الكروشيه والتريكو وصناعة الجلود وكل الحرف اليدويه».

وقالت: ذهبت لجمعيات للحديث والفضفضة مع الأخريات حتى أخفف العبأ و الهموم التى بداخلى وكنت أشعر بكامل حريتى معهم رغم أننى لا أعرف عنهم شئ.

فيما تبدو قصة ن.ع-سيدة أعمال-مختلفة، حيث فقدت زوجها مبكرا، وعاشت لأبنائها، حتى استطاعت أن تصل بهم لمكانة عالية، وعند وصولها إلى هذه السن زهدت من الحياة وظنت أن ليس لها مكان فى الدنيا وان دورها انتهى، ولكن أولادها ردوا لها الجميل وجعلوها تشعر أنها طفلة مدللة، لتتجاوز المرحلة بكل حب وأمل وتفاؤل الحياة .

وفى هذه السن فعلت د.و-تعمل فى مجال التسويق-كل شئ كانت تؤجلة، خصصت لنفسها يومين فى الأسبوع للتنزه مع أصدقائها والذهاب لمراكز الصحة والتجميل حتى تشعر نفسها بالطاقة والحيوية وعدم الاستسلام لليأس لمجرد أنها تجاوزت الـ ٤٥، وانتظمت فى ممارسة الرياضة، وشغلت وقتها بالهوايات التى تحبها بعيدا عن ضغوطات الحياة.

بعد الـ 45.. رايقين ومافيش إلا احنا !! 

علم الاجتماع: فتش عن الظروف الاقتصادية

تقول د. هالة منصور أستاذة علم الاجتماع أن مصطلح سن اليأس مجرد تعبير علمى عن عدم قدرة المرأة على الإنجاب، وتشير إلى التطور والرقى الذى لحق بالمجتمع فى الوقت الراهن، ما ترك أثره على المرأة، موضحة أن العلم شطب كلمة اليأس من قاموس المرأة بعد أن تمكن من تخزين البويضات والاحتفاظ بها، ما يجعل المرأة قادرة على الإنجاب فى أى وقت من العمر.

وأضافت، هناك عدة عوامل تجعل المرأة فى سن اليأس، هى الظروف الاقتصادية التى تحرم المرأة من الاهتمام بجمالها وحالتها الصحية، ما يؤثر على مزاجها الشخصى، فإذا كانت حالتها ميسورة فلا تبالى بمسألة التقدم فى العمر، لأنها بالفعل تهتم بنفسها أكثر من أى وقت مضى فى هذه السن، ونصحت المرأة قائلة: «الحياة لا تقف ومستمرة بكل الثمار التى جنيتيها فلابد من الحفاظ عليها وعدم الأهمال».

الطب النفسى: المرأة علاج نفسها 

نفت د. نهلة السيد أستاذة الطب النفسى، وجود سن يأس للمرأة، مؤكدة أن كل سيدة تستطيع أن تجعل نفسها فى كامل أنوثتها وجمالها فى أى سن وتحت أى ظرف، بينما لو استسلمت للشعور بما يطلق عليه اليأس فسوف تكبر، وقد تصيبها العديد من الامراض النفسية مثل: الاكتئاب والأرق وقلة النوم، والوحدة بالبعد عن كل أصدقائها ومن الممكن أن تخسر عملها.

وقالت: فى بعض الحالات نستخدم الأدوية النفسية لتهدئة حالتها السيئة، فيجب عليها أن توقن بأنه لا يوجد سن بهذا الاسم، وأنه بيدها كل شيء.

ووجهت أستاذة الطب النفسى، نصيحة للسيدات، قائلة: أنصحهن بالسيطرة على أنفسهن وإكمال حياتهن بكل حب وأمل وتفاؤل وكأنه عمرا جديدا ملئ بالطاقة والنشاط والحيوية.

العلاقات الإنسانية: فترة حياة وأمل 

ومن جانبها قالت د.رغدة السعيد أستاذة لغة الجسد والعلاقات الإنسانية أن كلمة يأس بمفردها تؤدى إلى الاكتئاب.

وأضافت: لابد من تغيير الإسم إلى سن البهجة والأمل، خاصة أن المرأة فى تلك السن تكون قد حققت الكثير من الإنجازات فى حياتها، ووصلت إلى مناصب عالية، وجعلت أبنائها يلتحقون بالكليات، أو تزوجوا، وأدت واجبها على أكمل وجه تجاههم.

وأضافت: لابد أن تنظر للجوانب الإيجابية من حياتها وتبدأ مرحلة جديدة عند بداية الـ ٤٥ وتجعلها فترة نقاهة من ضغوط الحياة، وتهتم بنفسها وبجمالها وصحتها، فاليأس لا ينبع من العمر بل من الحالة النفسية، ونصحت المراة بأن تتحلى بالطاقة الإيجابية دائما وان تحب نفسها كثيرا ولا تستسلم للعجز والكسل والطاقة السلبية.

التغذية: الرياضة عامل أساسى لتجاوز المرحلة

بدأت د. أسماء شوقى الضبع خبيرة التنمية البشرية والمستشارة الأسرية بالعبارة الشهيرة: «لا ياس مع الحياة ولا حياة مع اليأس» لافتة أن تلك المرحلة من حياة المرأة تمثل ربيع العمر والحصاد وجنى الثمار والاستمتاع مع الأبناء او ربما الاحفاد أيضا.

وقالت لا ننكر بعض الاعراض والمعاناة، ولكن لكل عرض علاجه المتاح، مشيرة إلى أن الحالة المزاجية والأفكار والمعتقدات حول هذه المرحلة تصنع الفارق الأكبر فى التقبل والرضى والسعادة من جانب المرأة وممن حولها من الاصدقاء والأبناء وخاصة الزوج، ولابد من  تغيير المعتقدات الخاطئة عن هذه المرحلة واستمرار الود والمودة والسكن والرحمة بل ومضاعفتهم فهو سن الحكمة والعمق فى العلاقات.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل