مهندس غزو العراق المثير للجدل | كولن باول توفى بكورونا ليجدد الشكوك حول فاعلية اللقاحات

لم تمر وفاته مرور الكرام، ولسبب غير كونه سياسيًا أمريكياً مخضرمًا أثار الجدل لسنوات طويلة فقط. إنه كولين باول، أول وزير خارجية أمريكي أسود ساعدت قيادته في العديد من الإدارات الجمهورية في تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية في السنوات الأخيرة من القرن العشرين والسنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، والذي وصف غزو العراق بوصمة العار في سجله، بل لأن وفاته متاثرًا بمضاعفات فيروس كورونا رغم تلاقيه جرعتي اللقاح، أثارت جدلا حول فاعلية لقاحات كورونا ضد الفيروس، فما القصة؟

حسب شبكة "سي إن إن الأمريكية" فإن باول أصيب بالورم النخاعي المتعدد، وهو سرطان خلايا البلازما الذي يثبط الاستجابة المناعية للجسم، كما أكدت بيجي سيفرينو، رئيسة موظفي باول منذ فترة طويلة، لـ"سي إن إن".

وقالت سيفرينو لشبكة "سي إن إن" إن باول تم تطعيمه في وقت مبكر، وتلقى الجرعة الثانية من اللقاح في فبراير الماضي، وكان من المقرر أن يحصل على حقنة معززة الأسبوع الماضي ولكنه لم يحصل عليها بعد إصابة بكورونا، فحالته الصحية لم تجعله قادرًا على الحصول عليها.

وحسب المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، تم تطعيم أكثر من 187 مليون شخص في الولايات المتحدة بالكامل، لكن  واحد من كل 26000 شخص تم تطعيمهم بالكامل ماتوا بفيروس كورونا بنسبة 0.004% فقط، ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) ، من بين تلك الحالات التي أدت إلى الوفاة ، كان 85٪ بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكبر و 57٪ بين الرجال.

تُظهر بيانات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) أيضًا أن خطر الوفاة بكورونا أعلى بنسبة 11 مرة بالنسبة للبالغين غير المحصنين، مقارنةً بالبالغين الذين تم تطعيمهم طوال شهر أغسطس. بين كبار السن، الذين هم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا. ومن بين أولئك الذين يبلغون من العمر 80 عامًا أو أكثر، كان خطر الوفاة بفيروس كورونا في أغسطس أعلى بحوالي خمس مرات بين الأشخاص غير المطعمين.

وقالت المحلّلة الطبية المعتمد من قبل المحطة، الدكتور ليانا وين، وهي طبيبة طوارئ، وأستاذة السياسات الصحية وإدارتها في كلية معهد ميلكن للصحة العامة في جامعة جورج واشنطن، في حوارها مع "سي إن إن"  إن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا لا تحمي بنسبة 100%، وهذا لا يعني أن اللقاح غير فعال أو أنه لم يكن عليك تلقيه.

وعن حالة كولن باول قالت وين  "ووفقًا لما نعلم، يقع الجنرال باول ضمن فئة أصحاب الأمراض المستعصية، نعلم أنّ الأفراد الأكبر سنّا الذي يعانون من مشاكل صحية، هم أكثر عرضة للمعاناة من المرض الشديد ومفارقة الحياة بعد الإصابة. وهؤلاء الأشخاص هم الذين يعانون من نقص في المناعة. وفي الإمكان إدراج الجنرال باول ضمن هذه الخانة بعد إصابته بورم النقيّ المتعدد، بالإضافة إلى عمره المتقدّم الذي يزيد من مستوى الخطورة.

ولد كولين لوثر باول في 5 أبريل 1937 في هارلم بنيويورك، لأبوين جامايكيين. بعد نشأته في جنوب برونكس، التحق باول بالمدرسة في كلية مدينة نيويورك، حيث شارك في تدريب ضباط الاحتياط، حيث قاد فريق التدريبات الدقيقة وحصل على المرتبة الأولى التي قدمها السلك المتدرب العقيد.

رغم أن باول كان مترددًا في البداية في إرسال قوات أمريكية عندما غزا العراق الكويت في عام 1990 ، فقد أصبح أحد المتحدثين الرسميين الأكثر ثقة لدى الإدارة عندما جاء الهجوم على جيش صدام حسين أخيرًا، وقال باول في مؤتمر صحفي في ذلك الوقت "سنقطعه أولا. ثم سنقتله"، في إشارة إلى الجيش العراقي.

بعد الهجوم أصبح باول بطلاً قومياً، وتمتع بتقييم أفضلية بنسبة 71٪ في السنوات القليلة الأولى بعد الحرب. كما أكسبته جهوده خلال الحرب جائزتين بارزتين منهما وسام الكونجرس العالمي في مارس 1991 "تقديراً لأدائه المثالي في تخطيط وتنسيق رد الولايات

ووصف باول ، الذي غادر وزارة الخارجية في أوائل عام 2005 بعد تقديم استقالته لبوش، خطابه في الأمم المتحدة ضد العراق بأنها تمتلك أسلحة دمار امل بأنه "وصمة عار" ستبقى إلى الأبد في سجله.

وكتب في مذاكراته متحدثا عن غزو العراق "أنا غاضب في الغالب من نفسي لأنني لم أشم رائحة المشكلة، لقد خذلتني غرائزي" ، مشيرًا إلى التقرير الذي استخدمه والذي يحتوي على أدلة معيبة لأسلحة الدمار الشامل العراقية المفترضة "كان أحد أكثر إخفاقاتي الجسيمة.".

وكتب باول "سيحصل الحدث على فقرة بارزة في نعيتي".

انتقد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وسائل الإعلام في بلاده بسبب "تغطيتها الإيجابية جدا" لوفاة وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول.