المحتوى الرئيسى

هل يمكن إيقاف برنامج إيران النووي من دون حرب؟

10/20 11:00

أكد الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب والسياسة الخارجية جايسون كيلماير محدودية الاتفاق النووي في مواجهة برنامج طهران النووي، لا على مستوى افتقاره للقيود النووية الدائمة على هذا البرنامج وحسب بل أيضاً على مستوى عدم تصديه لسلوكها الإقليمي الخبيث.

بغياب جولة من الغارات المباشرة على المنشآت النووية الإيرانية – غارات هي بحد ذاتها تخاطر بحرب مفتوحة – ما من رادع آخر لإيران أقل من الاجتياح

لكن حتى مع حصر الحديث عن مساعي إيران النووية، لم يعد اتفاق 2015 العامل المهيمن المتصل بالملف بل النزاع الإقليمي المفتوح بين إيران وإسرائيل. مع ذلك، وصلت إدارة بايدن إلى السلطة عاقدة العزم على إعادة التقاط المنافع المحدودة التي أمنها الاتفاق وفقاً لما كتبه كيلماير في موقع "1945". مع هذه السياسة، أهدرت الإدارة ثمانية أشهر من ولايتها على الأقل، إن لم يكن عاماً كاملاً من أصل أعوامها الأربعة في السلطة.

هدفان غير متطابقين في آن

يشرح كيلماير أن أربع إدارات أمريكية حافظت على هدفين لا يتطابقان: منع إيران من حيازة السلاح النووي مع عدم الرغبة بتحمل كلفة أو مخاطر المواجهة العسكرية المطلوبة لمنعها. كانت جميع الكلمات المكتوبة في الاتفاق النووي محاولة هادفة في جوهرها إلى إحباط هذا الاحتمال. إن الاتفاقات وأطر العمل المشتركة لا تغير الوقائع على الأرض لفترة طويلة. وثمة المزيد من الحقائق غير المريحة وفقاً لكيلماير. إن نهج الضغط الأقصى الذي اتبعته إدارة ترامب بالتنسيق مع إسرائيل وحلفاء آخرين لم يكن كافياً هو الآخر. لقد كان النهج مفيداً في زيادة الكلفة على سعي إيران خلف الأسلحة النووية عبر انتزاع بعض التنازلات القصيرة المدى ربما، لكنه لا يكفي في منع تحقق الهدف النهائي، بحسب الكاتب.

مع بدء الولايات المتحدة التفكير بالخطوات التالية لمنع حصول إيران على السلاح النووي، يقترح كيلماير بعض نقاط البداية التي يمكن للخطة الانطلاق منها. تكمن النقطة الأولى في أن أعمال التخريب وتحركات المنطقة الرمادية لن تكون كافية لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي. تنتج هذه التحركات انتكاسات عدة. هي لا تردع. لقد ضغطت إيران قدماً في الرد على الاغتيالات التي طالت علماءها وعلى تخريب مفاعلاتها وبكلفة اقتصادية مرتفعة. منذ سنوات قليلة، أمر ترامب باغتيال واحد من كبار جنرالات إيران. وفي الثمانينات، أغرقت واشنطن نسبة كبيرة من البحرية الإيرانية. على الرغم من كل ذلك، تتواصل مساعي إيران نحو أهدافها الاستراتيجية.

إن هذا السعي الدؤوب إلى الهدف النهائي على الرغم من هذه الأكلاف الباهظة يوضح المسعى الوحيد للنظام: الانضمام إلى نادي الدول المسلحة نووياً. فإظهار السلاح النووي يمنع الاجتياح الأجنبي. بالمقابل، إن نجاح البرنامج النووي الكوري الشمالي في إحباط تهديد تغيير النظام وحتى في تشجيع درجة من المصالحة الإقليمية يؤسس لسابقة. هو يوضح لإيران أن المسار المنطقي للمضي قدماً هو السعي، وإظهار، إمكانية تصنيع أسلحة نووية. بشكل أكثر تبسيطاً، إن بيانات إدارة بايدن عن أنه من مصلحة إيران التخلي عن السلاح النووي هو غير دقيق، إلا إذا كانت كلفة هذا السعي هو ضمان تغيير وقائي في النظام.

يضيف كيلماير أن الرادع الوحيد الذي يتمتع بالصدقية هو ذاك الذي يحصل في إسرائيل. حسابات القوة الصلبة الكامنة في الشرق الأوسط هي النزاع بين إيران ووكلائها الإقليميين ومن جهة والجيش الإسرائيلي والأجهزة الاستخبارية من جهة أخرى. وستكون هذه الحرب تقليدية بين دولة ودولة. هذا النزاع التقليدي يشمل استخدام طائرات بلا طيار ومخربين وإطلاق قذائف مورتر من مراكز مدنية من قبل وكلاء إيران وغيرها من الخطوات. يميل المراقبون إلى توصيف هذه التحركات بأنها نزاع غير نظامي، لكن معظم العناصر تتلاءم مع تعريف النزاع النظامي في الحروب البارزة أو الشاملة.

في وقت تدرس واشنطن خياراتها مع إسرائيل خيارات تقييد إيران عن الحصول على الأسلحة النووية، هي تحتاج للتحرك إلى ما وراء مبدأ زيادة الأكلاف على النظام في مسعاه. لا ينتج هذا المبدأ سوى عوائد متناقصة خصوصاً أن إيران درست أثمان الانتكاسات التي تواجهها ووجدتها أنها مقبولة. غالباً ما يتم تقديم تحركات الرئيس الأسبق رونالد ريغان ضد البحرية الإيرانية كنموذج للانخراط في خطوة عسكرية محدودة من دون إشعال نزاع أوسع. لكن هذا النوع من الرد يغفل ثلاثة أمور.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل