المحتوى الرئيسى

فيلمه القصير لاقى ردود فعل جيدة.. المخرج أحمد صالح: أفلام التحريك تحتاج سنوات لتنفيذها ويتم النظر لها أنها ليست سينما (حوار) | المصري اليوم

10/20 21:17

استقبل مهرجان الجونة السينمائى الدولى، فى فعاليات دورته الخامسة، الفيلم الفلسطينى القصير «ليل» للمخرج أحمد صالح، ليلقى ردود أفعال جيدة عنه، الفيلم عُرض عالميًا للمرة الأولى فى المسابقة الدولية للأفلام القصيرة «نمور الغد» بمهرجان لوكارنو السينمائى، أحمد صالح كاتب ومخرج الفيلم، تحدث لـ«المصرى اليوم» عن فيلمه المشارك فى المهرجان، كما كشف عن فيلمه الطويل الأول الذى يكتبه حاليا.. «صالح» أطلق فيلمه الأول عام 2012 بعنوان «البيت»، ليحصل على المركز الثانى كأفضل فيلم ألمانى قصير، وأتبعه بفيلم «عينى»، والذى حصل على أوسكار الطلاب كأفضل فيلم قصير عام 2016.. وإلى نص الحوار:

مخرج فيلم ليل: رد فعل الجمهور عوضني عن تعب 4 سنوات

أحمد صالح : فيلم «ليل» عن قصة حقيقية لأم رأيتها في فلسطين

قبل عرضه بمهرجان الجونة..أحمد صالح يكشف عن كواليس فيلمه «ليل»

المخرج أحمد صالح

■ بداية.. كيف تصنع شخصياتك وما الوقت الذى تستغرقه؟

- فى البداية نقوم ببناء الهياكل الداخلية، كى نستطيع التحكم بالدمية، ويوجد مجسمات بسيطة، وأخرى معقدة وفقًا لسيناريو حركتها طوال أحداث الفيلم، وأحيانًا نركز فقط على الجزء الذى سيتحرك فى الفيلم، وهناك أيضًا مجسمات احترافية بها مفاصل، وقد قمت بالتركيز على المجسمات الداخلية وهندستها، وتولى أخى صالح مسؤولية بنائها فنيا بدءا من تصميم مستوحى من شخصيات واقعية ومن ثم نحت الأيدى والأرجل والوجوه والشعر، وتعاونت مع كاتى أوسترمان، مصممة الملابس الألمانية، التى عملت معها سابقًا فى فيلم «عينى»، واستغرقت صناعة الشخصيات حوالى 6 أشهر.

■ ما المختلف فى شخصيات فيلم «ليل» هذه المرة؟

- فى هذه المرة أردنا أن نحرّك الوجوه كى ننقل المشاعر بشكل أعمق، نعرف أن الأمر معقد، ولكننا أردنا القيام به من خلال استخدام المعجون بدون أن ينشف، حتى نحرك الوجوه والأعين، ولكن فى آخر اللقطة يصبح التعديل على الوجه أصعب، لذلك قام «صالح» بعمل أكثر من وجه لكل شخصية، كى نتمكن من إظهار المشاعر بشكل جيد، وأيضًا أردنا أن يكون للشخصيات شعرٌ يتحرك هذه المرة، وأقمنا تجارب كثيرة حول الشعر حتى توصلنا لحل يلائم قصة الفيلم، تقنيا وفنيا، وفى بداية المشروع لم تكن لقطة الأطفال المزدحمين فى غرفة واحدة موجودة، ولكنى تحدثت مع أشقائى، وتم تنفيذها خلال 3 شهور عمل لصناعة 25 شخصية.

■ أخبرنا عن مراحل صناعة فيلم تحريك مثل «ليل»؟

- لأنه فيلم تحريك، فكل لقطة حتى لو كانت ثوانى، تستغرق من 6 لـ 12 ساعة من العمل، لم نمتلك رفاهية تصوير 3 لقطات، والمقارنة بينها واختيار الأفضل، لذلك كنّا نتحرى الدقة فى كل لقطة، فمرحلة ما قبل الإنتاج فى أفلام التحريك مهمة جدًا، وإذا تم تنفيذها جيدًا ستوفر لك الكثير من الجهد والوقت.

وتبدأ مرحلة صناعة الفيلم بكتابة السيناريو ثم عمل Story Board وبعد ذلك ننتج Animatic وهى تحريك بشكل بسيط لكل الفيلم مع صوت وموسيقى ومن خلالها نقرر معظم القرارات الفنية ثم نستعملها كخارطة دقيقة لتصوير وتحريك اللقطات، وبعد التصوير نبدأ المونتاج وهندسة الصوت ومرحلة ما بعد الإنتاج بالكامل.

■ لماذا تتبع هذا التكنيك، وهل للفيلم علاقة بفيلمك السابق «عينى»؟

- قصة الفيلم هى التى تُحدد التكنيك، أفلامى «بيت- عينى- ليل» بالتكنيك نفسه لأنهم يحملون الموضوع نفسه، فبداية هذه الأفلام كانت رواية طويلة أحكى عبر فصولها قصص أناس التقيت بهم فى الواقع جعلونى أرى الحياة من منظورٍ مختلف، المنظور فى هذه الوقائع كان خطّا بين واقع وخيال، ومشاهدة الدمى بتصميمها القريب جدا للواقع فى هذه الأفلام الثلاثة يعطى هذه التأرجح بين الإحساس بمشاهدة واقع حقيقى للحظة ثم التبحير فى خيال للحظة أخرى.

■ ما هو مصدر إلهامك فى فيلم «ليل»؟

- كانت بداية أسبوع أيام الانتفاضة الثانية، الكل يذهب للقرى والمدن البعيدة فى نهاية الأسبوع ويعودون فى بدايته للعمل والجامعات، فكانت الطرق مزدحمة، لذا كنّا نحاول دائمًا الخروج مبكرًا حتى نتجنب الزحام، وفجأة وجدنا أنفسنا فى منتصف مواجهات نارية كثيفة، ولأننى غير مولود بفلسطين لم أكن أعرف كيف أتصرف فى هذا الظرف، فحاولت تتبع خطوات الجمع، أجرى معهم، أتوقف معهم، وأختبئ معهم.

وفى ظل هذه الرهبة، رأيت أمرأةً تمشى عكس اتجاه الطلقات النارية بدلًا من الهروب، كنت أتتبعها بنظرى راغبًا فى أن أسألها «إلى أين؟»، انتبهت لى، وجاءت إلىّ ثم أمسكت يدى، وقالت «عشان الله أحكيلى إنو بنتى ماتت؟»، لم أستطع أستوعب تمامًا ما قالت لى، نظرت فى وجهها متعجبا فاستحت منّى وتركتنى ومضت، وبعدها بلحظات سمعت دوى انفجار قوى من بعيد، ثم نادت بصوتٍ عالٍ «يا بنتى».. كانت تبحث عن ابنتها، وكنت صغيرًا فى عمر العشرين لا أعى الكثير لأفهم ذلك الموقف، فتساءلت ما الذى يجعل أمًا تتمنى أن تسمع خبرا بوفاة ابنتها، هذه أمنية عكس الطبيعة، طبيعة الأم والحياة، ومن هذا السؤال بدأت أكتب حتى أدركت الإجابة.

■ رسالة تريد أن ترسلها للجمهور وصنّاع الأفلام والمهرجانات السينمائية؟

- أريد أن أخبر الجمهور وصنّاع القرار بأنه على الأغلب يتم النظر فى أفلام التحريك حتى الآن كأنها ليست سينما، وعندما نعتبرها سينما تستحق الدعم، يكون الدعم مماثلًا للأفلام الروائية على الرغم أن صناعة أفلام التحريك تستغرق وقتاً أكثر بكثير من الأفلام الروائية، ففى فيلم «ليل»، مرحلة الإنتاج استغرقت عامين كاملين بدعم يساوى أى فيلم قصير آخر، فالشىء الوحيد الذى يُبقى هذه الأفلام حيّة هو الحب والصبر الموجودان بداخل صنّاع هذه النوعية من الأفلام، ولكن بصراحة ومع الوقت، يصبح من الصعب الاستمرار، كيف نعيش سنتين بدون أى دخل فى حياتنا لصناعة الفيلم؟.

- هل تعتقد أن الفيلم سيدركه كل الجمهور؟

- هذا أصعب شىء فى مرحلة التطوير، هو كيف نحكى القصة ليفهمها الجمهور فى كل مكان، لذلك يستغرق العمل على القصة سنوات قبل البدء فى تنفيذ أى شىء، وحتى نتأكد من أن هذه النسخة هى النهائية، وأيضًا أحب أن أختبر العمل قبل البدء فيه، فأقوم بعمل مجموعات من الناس من مختلف الفئات، وطرح الأسئلة عليهم، حتى أطمئن أن العمل سيصل إلى الجمهور، وحتى بعد العرض الأول للفيلم فى مهرجان لوكارنو، كنت أشعر بأننى مازلت أقوم باختباره، لأننى أشعر بأن الفيلم عليه أن ينقل المشاعر بدون أن يصدم الجمهور لدرجة تجعلهم غير قادرين على التفكير، لذلك أحاول أن أكون بسيطًا فى إيصال المشاعر قدر الإمكان.

■ لماذا لا تستخدم الحوار فى أعمالك، هل هذه هى طريقتك المفضلة؟

- لا أتخيل أن هناك طريقة مفضلة أحبها أو أسير عليها، لكننا نختار بناءً على الطريقة التى نريد حكى القصة بها لتصل للجمهور، لو سيساعدنا الحوار فى ذلك بالطبع سنستخدمه، ففى فيلم «ليل» مثلًا، الحكى أقل من فيلم «عينى»، الذى استخدمنا فيه صوت الراوى بدون حوار ليحكى عن الولدين وأمهما، ففى صوت الراوى يمكنك أن تحكى قصة أكبر من استخدام الحوار وفى وقت أقل، أما فى فيلم «ليل»، فالحوار المباشر الوحيد كان بين الأم وابنتها فى بداية الفيلم، لكننا شعرنا بأن الصور والصمت ورعب الليل هى القصة أكثر من الحوار.

■ من وجهة نظرك، هل يجب على الأفلام مناقشة القضايا؟

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل