المحتوى الرئيسى

'حقيقة الجماعة.. صراع الشرعية والانقلاب'.. منشق عن الإخوان يكشف لـ'أمان' كواليس ما يجري فى التنظيم

10/19 15:20

عبدالمعطي أحمد رجب، المنشق حديثا عن جماعة الإخوان الإرهابية، يكتب لـ"أمان" شهادته عن ما يحدث داخل الجماعة حالياً بعدما ضرب زلزال الانقلاب قيادات الصف الأول للتنظيم الهاربين للخارج، والمعركة الدائرة بين اخوان لندن وتركيا فى عزل بعضهم.

وينشر "أمان" الشهادة كما أرسلها عبد المعطي رجب والتي جاء نصها كالآتي:

علي مدار ثمان سنوات لم يكن علي لسان جماعة الاخوان وانصاراهم سوا كلمتين أخذوا يدندنون حولهم في كل مظاهرة وكل بيان ( الانقلاب والشرعية ) ففي تصوراتهم القاصرة ان ماحدث في 30 يونيو كان (انقلابا ) وانهم فقط اصحاب (الشرعية ) حتي ان اغلب كياناتهم التي شكلوها كانت تتمحور حول هذه الكلمتنان ..فهذا (شباب ضد الانقلاب ) وتلك ( قضاة ضد الانقلاب ) وهذا (تحالف دعم الشرعية ) واخري ( مواطنون مع الشرعية ) ..الخ

ظن هؤلاء ان كثرة تردديهم لتلك الكلمات من شأنها ان تفرض صورة ذهنية من خلالها يتم ترسيخها في عقول ووعي الشعب ..لكن يشاء الله ان يشربوا من الكأس الذي ارادوا ان يسيطروا به علي وجدان المصريين

الان وبعد تلك السنوات القليلة لا تكاد تجد صفحة من صفحاتهم الا وتحمل هاتين الكلمتان ..لكن هذه المرة لم تعد تلك الكلمات موجه للشعب بل كانت موجه لانفسهم ..نعم دارت الدائرة عليهم واصبحوا يتقاذفون انفسهم بما قذفوا به الاخرين

انقسم الاخوان واصبح كل فريق يرفع راية (الشرعية) والفريق المضاد يتهمهم (بالانقلاب) وهنا وقف الشعب المصري متفرجا يشعر بحالة من البهجة تجاه مجموعة من الافاكين الذين طالما ارادوا وسعوا لتغييب وعيه

ظل الاخوان منذ 2015 لهم قيادة معبرة عنهممن ثلاث افراد كرؤوس مثلث كان رأس هذا المثلث هو محمود عزت نائب المرشد السابق

وكان الوكيل الحصري لنقل بياناته وتوجيهاته للخارج هو محمود حسين الامين العام لمجلس شوري الجماعة والرجل الحديدي بها

في تلك الاثناء كانت تطال محمود حسين كثيرا من الاتهامات بالفساد المالي والاختلاسات من قبل شباب الاخوان في تركيا والذين نشروا علي وسائل التواصل الاجتماعي بعض صور الشقق و العربيات ال (بي ام دبليو) التي يملكها حسين وابناءه في حين انهم لا يجدون مايسد رمقهم في شوارع اسطنبول..ولم يتوقف الاتهام علي شباب الاخوان بل انسحب لقيادات اخوانية كبيرة كان اشهرها امير بسام عضو مجلس الشوري للاخوان والذي خرج في تسريب صوتي في عام 2019 يتهم محمود حسين بالفساد حيث قال في التسريب متحدثا الي قيادي اخر ( ربنا يعلم اني اقدر اخواني كثيرا...لكن د. محمود حسين عندما جاء في نهاية الجلسة واعترف انه اخذ ماليس حقه من اموال الاخوان هو والابياري وابراهيم منير ..حقيقة انا زهدت في الناس الموجودة اللي بتمد ايديها علي فلوس الناس وفلوس الاخوان ...محمود حسين اعترف امامكم بأنه كتب باسمه شقق وعمارات ولسيت حقه ثم يطالب الاخوان بالتبرع ..عمليا انا تألمت كثيرا كثيرا الم لا تتخيله ..انه ياخد عربية بي ام دبليو يركبها ب 100 الف دولار وهنا طلبة بيتذلوا عشان 200 ليرة )

التسريب الكامل هنا :

هنا استخدم حسين سلطاته وقام بفصل وتجميد كل المخالفين له وكان مشاركا له في تلك الاوقات ابراهيم منير

ظلت حالة الاتهامات قائمة وحالة التجميد والفصل قائمة حتي استطاع حسين وابراهيم منير السيطرة علي الاوضاع

الا ان جاءت القاضية والتى تتمثل في القاء الاجهزة الامنية القبض علي محمود عزت والتى كانت الضربة التى قصمت ظهر بعير الاخوان وقياداتها

هنا حدث مالم يكن في الحسبان ...اصبح ابراهيم منير قائما بأعمال مرشد الاخوان بحكم منصبه كنائب للمرشد واصبح اعلي درجة تنظيمية من محمود حسين الذي كان يدير كل شيء وصاحب اليد العليا في السيطرة علي اموال واعلام الجماعة ومحمود عزت الذي كان يستقوي به حسين ويحتكر الحديث باسمه لم يعد موجودا

في تلك الفترة خرجت حكاية علي لسان القيادي الاخواني عصام تليمة والقيادي احمد رامي الحوفي مفادها ان محمد بديع مرشد الاخوان كان قد ارسل رسالة لمحمود حسين في عام 2015 يدعوه فيه لتشكيل لجنة خماسية برئاسة القيادي (حلمي الجزار ) لتتولي الصلح بين اطارف الاخوان المتصارعة وقتها ..لكن محمود حسين قد اخفي تلك الرسالة وعندما استفسر حامل الرسالة من ابراهيم منير عن مصير تلك الرسالة فوجيء منير انه لايعلم عنها شيئا هنا بدأ الصراع بين منير ومحمود حسين والذي المح له منير بالامس في حواره مع قناة الحوار قائلا ان الرسائل التي كانت تصل من داخل مصر لخارجها لم تكن دقيقة ومغلوطة وبعضها ليس صحيحا !!في اتهام مباشر لمحمود حسين بالكذب والتضليل

اخذ ابراهيم منير علي عاتقه الدعوة لاجراء انتخابات داخلية والتي جاءت نتائجها علي غير رغبة محمود حسين وبعض المحيطين به فتقدموا بمذكرات طعن في تلك الانتخابات وانها انتخابات مزورة ورفضوا الاعتراف بها ورفضوا تسليم المنتخبون الجدد اي شيء من ملفات الجماعة سواء المالية او الاعلامية هنا خرج ابراهيم منير ببيان يحيل 6 من قيادات الجماعة للتحقيق علي رأسهم محمود حسين ومدحت الحداد رئيس مجلس ادارة قناة وطن وهمام علي يوسف رئيس مكتب تركيا

هنا لم تقف جبهة محمود حسين والقيادات المحالة للتحقيق صامتة امام هذا الاجراء فقام سكرتير مجلس شوري الجماعة ممدوح مبروك بتمرير ورقة سرية لبعض اعضاء مجلس الشوري يطالبهم فيها بعزل ابراهيم منير بحجة مخالفته للوائح الجماعة

لكن القيادي الاخواني (جمال حشمت ) قام بتسريب تلك الورقة -والذي نشرها علي صفحته تحت هشتاج (انقلاب الاخوان )-وكان هذا التسريب بمثابة قاضية اخري حيث تم اتهام حشمت بالخيانة وافشاء اسرار الجماعة !

لم يمض علي ظهور تلك الورقة سوي 24 ساعة وفي سباق مع الزمن ومحاولة احتواء الفضيحة التى فجرها جمال حشمت حتي خرج الموقع الرسمي للجماعة ببيان عن انعقاد مجلس شوري الاخوان وعزلهم للقائم بأعمال المرشد ابراهيم منير في سابقة لم تحدث في تاريخ الجماعة

هنا تداعت البيانات المؤيدة لكلا الطرفين كلا منهما يصف الاخر بأنه انقلابي علي الجماعة ولوائحها وكلا منهما يدعي انه صاحب الشرعية في الجماعة

واصبح من يملك (باسورد ) الصفحات الخاصة بهم هو المعبر عن توجهات الجماعة الرسمية ف الموقع الرسمي وقناة وطن يسيطر عليهم جبهة محمود حسين

وانتقلت الحرب بين الطرفين لمعركة اعلامية حامية الوطيس لا يعرف احد مداها لكن المؤكد انها ليست كسابقاتها

..طوال تاريخ الاخوان انشق منهم العشرات منذ ايام حسن البنا وانشاق القيادي احمد السكري وجماعة شباب محمد ثم ايام الهضيبي وانشقاق المجموعة التي احتلت مكتب الارشاد وكان منهم الغزالي وسيد سابق والسندي مرورا بالعصر الحديث وانشاق مختار نوح وثروت الخرباوي وغيرهم

لكن لم تكن تلك الانشقاقات بهذا الحجم وتلك الحدة فلأول مرة تنقسم الاخوان جبهتين كلا منهم يخون الاخر ولأول مرة في تاريخ الجماعة يتم عزل القائم بأعمال المرشد في سابقة لم تحدث مطلقا

ولا زالت الازمة قائمة ولازال التصعيد بين الطرفين قائما سواء علي صفحات التواصل الاجتماعي وجروبات (التلجرام)..حتي وان بدا للاغلبية ان ابراهيم منير قد سيطر علي الجماعة الا انه من المستبعد ان يقف محمود حسين وجبهته موقف المتفرج وسط انباءعن نيتهتهممواصلة التصعيد وربما يتخذ حسين قرارا بتنصيب نفسه قائما بأعمال المرشد خاصة بعد ان دخلت اسرة الرئيس المعزول محمد مرسي علي الخط واعلنت علي لسان الشيماء ابنته تأييدها لقرارات شوري الاخوان بعزل ابراهيم منير

1-يخطيء من يظن ان الخلاف القائم بين الاخوان هو اختلاف بين شخصين علي اللوائح والقوانين تلك نظرة قاصرة يروجها بعض دراويش الجماعة حتي يحاولوا تهدئة طاقة الغضب بداخلهم وينشروا صورة ايجابية تحفظ بعضا من ماء وجوهمم امام المخدوعين من مؤيديهم

بل الناظر المتفحص يدرك انها خلاف عن المناصب والتمسك بالكراسي علي اشلاء الاتباع واطلاء تلك الجماعة البائدة..فأصبحت كل شعاراتهم جوفاء فبعد ان مبادءهم ( هي لله هي لله ) اضحت ( هي للكرسي هي للجاه ) وبعد ان كانت المسؤلية والمناصب (مغرما ) اصبحت الان ( مغنما ) تستحق التقاتل والتخوين واصبحت كل شعاراتهم ماهي الا كلمات فارغة يضحكون بها علي اتباعهم...ولما لايتقاتلون وخزائن الجماعة من الاموال والتبرعات مازالت تبهر اعينهم

2-كشفت تلك الازمة مدي حيرة شباب الجماعة وكيف يمكنهم تبرير تلك الافعال ومع من يقفون ...فابراهيم منير ومحمود حسين كانوا شريكين طوال السنوات الماضية فلما اختلفوا وقع الشباب في حيرة من امرهم وبعضهم يقف متفرجا كالقطيع ينظر مع من ستربح كفته فيسير ورائها !

3-انها ازمة ثقافة قائمة علي السرية والغموض بالتوازي داخل مجتمع الاخوان مع ترسيخ مباديء عن الثقة في القيادة ومنع التشكيك بها فلا احد يعلم ولا احد يسأل ولا أحد يناقش الجميع في موقف التبعية والتأييد الاعمي

4-انها ازمة اناس لديهم مشكلة فكرية وبنيوية متجزرة تنخر في عقول كل او اغلب اتباع الجماعة جعلهم يضعون الجماعة موضع الدين وقيادتها في موضع الخلفاء !

لازالوا يعتقدون ان جماعتهم الربانية هي تمثل جماعة الاسلام وان قياداتهم هم ولاة الامور ويمارسون هذا الخلط العجيب وهذا مابدا واضحا في بيان القيادي الاخواني محمد البحيري الذي بايع فيه ابراهيم منير قائلا في ثنايا بيانه :

((نحن لنا إمام و هو الأستاذ إبراهيم منير حفظه الله والإمام له السمع و الطاعة فى العسر و اليسر و المنشط و المكره حسب أركان بيعتنا العشرة

(یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُو۟لِی ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ، فَإِن تَنَـٰزَعۡتُمۡ فِی شَیۡءࣲ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ خَیۡرࣱ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِیلًا)

فلا نقطع حبلنا فينفرط عقدنا وتضيع جهود شهدائنا ومجاهدينا ومربينا وييأس منا حبيبنا ويفتك بنا عدونا

ثالثا: لا يصح أن يكون إمامان فى صلاة ولا جماعتان في مسجد وقد كان هذا أول فساد أمر المسلمين وما الفتنة بين الصحاية عننا ببعيد ( وَلَا تَنَـٰزَعُوا۟ فَتَفۡشَلُوا۟ وَتَذۡهَبَ رِیحُكُمۡۖ وَٱصۡبِرُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِینَ)

رابعا: دعوة الإخوان هى التى تمثل دعوة الإسلام بمفهومه الشامل فى العالم الإسلامى وبرغم ما بها مما نعلم فهى التى ترفع رايته وتكاد أن تكون وحدها. ولا يتآمر متآمر إلا ويعرف بقاءها هو أول عقباته))...الخ

انظروا كيف سحب كل شروط ولاة الامور واسقطها علي مرشد جماعتهم

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل