صناعة أفران البطاطا.. حرفة تكافح للبقاء وموسم الشتاء «وش السعد» عليها

صناعة أفران البطاطا.. حرفة تكافح للبقاء وموسم الشتاء «وش السعد» عليها

منذ سنتين

صناعة أفران البطاطا.. حرفة تكافح للبقاء وموسم الشتاء «وش السعد» عليها

يعرف المصريون قدوم الشتاء بنفحاته المميزة ورائحة البطاطا ودفء أفرانها أيضا، التي تجوب شوارع القاهرة، باعثة البهجة في النفوس، والمذاق الحلو للبطاطا على ألسنة المتذوقين.\nوخلف أفران البطاطا ذات اللهب الأحمر المميز، يوجد صنعة قديمة تكافح للبقاء في أحد شوارع القاهرة القديمة داخل ورشة عم "علي الزيني".\n\nيقول علي حسن الزيني، أحد القلائل من المتبقين في حرفة صناعة أفران البطاطا الجائلة، في حديثه لـ"الشروق"، إن أسرته توارثت الصنعة من جده، الذي كان يبدع في صناعة الأفران، لدرجة أنه ابتكر شكلا للفرن يشبه أحد المقابر التى كانت العائلة تسكن بجوارها، وأضاف أنه بدأ العمل في الحرفة منذ 40 عاما حين وفاة أبيه، وذلك ليحيي ذكراه وحرفته بين الناس.\nوعن صنعة الفرن الذي يستخدمه باعة البطاطا الجائلين، يقول إنه يتم صنعه من الصاج الذي يتم تعديله وأخذ القياسات المناسبة له قبل القص والتجميع، ليخرج فرن مكون من باب وقلب ومدخنة ورفارف.\nويتابع أنه في الماضي لم تكن الصيجان متوافرة، لذلك كان يلجأ لشراء علب البطاس الروسية، واستخدامها كمادة خام لصناعة أفرانه؛ ما كان عملا مضنيا وقتها.\nوعن الإقبال على شراء الأفران، أشار إلى أن الإقبال انخفض قليلا عن السابق من 5 أفران في المرة لـ3، وأوضح أن سبب قلة الإقبال هو تراجع أعداد بائعي البطاطا، الذين إذا مات أحدهم لا يرث ابنه مهنته "المُتعبة".\nوعن مدة تصنيع الفرن، يقول إنه يحتاج إلى 3 أيام لعمل كل فرن، الذي يتطلب قدرا عاليا من الاتقان، إذ أن وجود ثقب بحجم الإبرة في قلب الفرن يمكن أن يفسد البطاطا برائحة الدخان.\nوفيما يتعلق بموسم صناعة أفران البطاطا، يوضح أن صناعة الأفران مرتبطة بموسم البطاطا من شهر يوليو وحتى ديسمبر، مضيفا أنه يعمل في صناعة المداخن وشوايات الذرة وأفران الحواوشي باقي شهور السنة.\nوعن الرسومات التى يحب نقشها على الأفران قبل بيعها، يقول الزيني إن الباعة يحبون رسمات "الكف" لتجنب الحسد، كما أن "المآذن" شائعة في رسمات الأفران لإضفاء الطابع الديني.\nوعن تهيئة الفرن للعمل في موسم البطاطا الشتوي، يقول إنه دائما يحرص على عمل فتحات المداخن من الجانبين وليس الأعلى؛ لتجنب إفساد المطر لها حين تجول البائع بها.\nوتحدث الزيني عن ميزة أفران الحطب التقليدية للبطاطا، قائلا إن نار فرن الحطب الحمراء أفضل لتسوية البطاطا وإعطائها طعمها المعسل المميز، أكثر من جدوى نار الغاز الزرقاء الهادئة.\nويستطرد أنه أيام طفولته كان يفضل بطاطا الشارع برائحتها وطعمها المعسل عن بطاطا المنزل المسلوقة، مضيفا أنه في الماضي لم تكن هناك الكثير من الأطعمة المسلية للأطفال عدا البطاطا والفوندام والملبن.\nويسرد الزيني بعض من مميزات تناول البطاطا، قائلا إنها رخيصة رغم غلاء كل شيء، كما أنها تناسب جميع الأذواق، فهي يمكن أن تؤكل حلوة بالسكر أو العسل، أو حادقة بالملح والكمون، أو مسلوقة، أو في الفرن بالبيض والسمنة.\nويتابع الزيني أن أهم فوائد البطاطا أنها تجلب له المال، فحيث تواجدت تستمر صنعته التي زوج بها ابنتيه.

الخبر من المصدر