المحتوى الرئيسى

دراسة كبيرة: عدوى شائعة قد تكون محفزا لمرض التصلب المتعدد!

10/18 18:19

في معظم الأوقات منذ الوصف الأول للتصلب المتعدد (MS) في عام 1868، ظلت أسباب هذا المرض المُؤدي للإعاقة غير مؤكدة.

وحُددت الجينات على أنها مهمة، وهذا هو السبب في أن وجود أفراد آخرين من العائلة مصابين بالتصلب المتعدد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالمرض.

ووجدت دراسة حديثة أجراها سكوت مونتغمري، أستاذ فخري في علم الأوبئة من جامعة كاليفورنيا، أن عدة أنواع من العدوى خلال سنوات المراهقة مرتبطة بمرض التصلب العصبي المتعدد بعد سن العشرين. 

وقد يفسر هذا سبب إصابة الأشخاص المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد أيضا بمزيد من العدوى التي تحتاج إلى علاج في المستشفى.

وإذا كان هذا هو التفسير، فلن تكون العدوى عامل خطر يؤدي إلى حدوث مرض التصلب العصبي المتعدد، ولكنها ستحدد فقط أولئك الذين هم أكثر عرضة للإصابة بالتصلب المتعدد، على أي حال. وتفحص الدراسة الجديدة، المنشورة في JAMA Network Open، هذا وتظهر أن الحمى الغدية (واحدة من أكثر أنواع العدوى المرتبطة بمخاطر التصلب المتعدد) خلال سنوات المراهقة، هي بالفعل عامل خطر للإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد اللاحق.

واقترح بعض العلماء أن العدوى مثل الحمى الغدية (وتسمى أيضا كريات الدم البيضاء المعدية "أحادية" أو "مرض التقبيل") قد تكون أسوأ لدى الأشخاص الذين سيصابون بمرض التصلب العصبي المتعدد لأن نظام المناعة لديهم مختلف بالفعل.

ولكن، هناك تفسيرا آخر وهو أن العدوى تسبب مرض التصلب العصبي المتعدد. وقيل أيضا إن العائلات المصابة بمزيد من العدوى تختلف من نواح أخرى عن العائلات التي لديها عدد أقل من الإصابات. وربما تكون الاختلافات بين هذه العائلات - وليس العدوى نفسها - هي التي تساعد في تفسير خطر الإصابة بالتصلب المتعدد.

دراسة تحدد بصمات الحمض النووي المرتبطة بأمراض القلب

وللتأكد من أن العدوى عامل خطر حقيقي للإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، قارنت أحدث دراسة أجريت بين الأشقاء في العائلة نفسها. ويشترك الأشقاء في الكثير من تركيبتهم الجينية ولديهم حياة أسرية مماثلة.

وإذا أصيب أحد الأشقاء بحمى غدية واستمر في الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد، بينما لم يصب الآخر بالحمى الغدية ولم يصب بمرض التصلب العصبي المتعدد، فإن ذلك يشير إلى أن الحمى الغدية هي التي أدت إلى مرض التصلب العصبي المتعدد وليس أي استعداد وراثي. (من ناحية أخرى، إذا أصيب شخص واحد فقط بحمى غدية ولكن كليهما أصيب بالتصلب المتعدد في وقت لاحق، فإن هذا يشير إلى الاستعداد الوراثي هو السبب).

وإذا رأينا النمط نفسه في العديد من العائلات، فيمكننا أن نكون أكثر ثقة بأن هذا هو الحال.

ونظر الباحثون إلى الحمى الغدية في مختلف الأعمار، حيث قد تكون سنوات المراهقة هي الفترة التي يزيد فيها التعرض لمخاطر الإصابة بالتصلب المتعدد. وشملت الدراسة 2.5 مليون شخص يعيشون في السويد. وشخصت إصابة أقل من 6000 بقليل بالتصلب المتعدد بعد سن العشرين.

ووجدوا أن الحمى الغدية لدى من تتراوح أعمارهم بين 11 و19 عاما كانت مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالتصلب المتعدد بشكل ملحوظ بعد سن 20 عاما،وفي تحليل قارن الأشقاء مع بعضهم البعض في كل عائلة على حدة، ثم دمجت النتائج.

وكان هذا التصميم للتأكد من أن النتائج ليست لأن الأشخاص المعرضين للإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد هم أيضا أكثر عرضة للإصابة بعدوى أكثر حدة بسبب هذه القابلية للإصابة. وتؤكد النتائج أن الحمى الغدية، والتهابات أخرى بشكل شبه مؤكد، هي عوامل خطر مهمة للإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد وقادرة على تحفيز المرض.

وأتاحت الدراسة الجديدة أيضا النظر بمزيد من التفصيل في الوقت الذي يُحتمل أن تؤدي فيه العدوى إلى التصلب المتعدد. وكانت الحمى الغدية في مرحلة الطفولة المبكرة أقل خطورة للإصابة بالتصلب المتعدد مما كانت عليه عندما حدثت بعد سن 11 عاما.

ولوحظ أعلى خطر للإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد بالنسبة للعدوى بين سن 11 و15 عاما (في وقت قريب من سن البلوغ)، مع انخفاض الخطر مع تقدم العمر والاختفاء تماما تقريبا بحلول سن 25.

وقد تساعد التغييرات في الدماغ والجهاز المناعي مع تقدم العمر في تفسير ذلك.

وعلى الرغم من أن الحمى الغدية قد تسبب مرض التصلب العصبي المتعدد، في أغلب الأحيان قرب سن البلوغ، يمكن أن تمر عدة سنوات قبل أن يتم تشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد. ولم يشخّص مرض التصلب العصبي المتعدد لدى العديد ممن أصيبوا بالعدوى بين سن 11 و15 عاما إلا بعد بلوغهم سن الثلاثين. وذلك لأن الضرر الذي يلحق بالدماغ الناجم عن مرض التصلب العصبي المتعدد يتطور ببطء حتى يجعل الشخص مريضا بدرجة كافية لتلقي تشخيص مرض التصلب العصبي المتعدد.

وقد تؤدي الحمى الغدية خلال سنوات المراهقة إلى الإصابة بمرض التصلب العصبي المتعدد لأنها يمكن أن تصل إلى الدماغ. والضرر الذي تسببه للخلايا العصبية قد يتسبب في بدء الجهاز المناعي في مهاجمة جزء من الأعصاب التي تعزلها - يسمى غمد المايلين.

وعندما يتم تنشيط جهاز المناعة بهذه الطريقة، تسمى العملية المناعة الذاتية. وبمجرد البدء، يمكن أن يتلف الأعصاب في الدماغ التي يمكن أن تزداد سوءا على مر السنين. ولحسن الحظ، أصبحت العلاجات الحديثة فعالة بشكل متزايد في إبطاء هذه العملية.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل