المحتوى الرئيسى

تعرف على أصول ظهور العروسة والحصان ضمن مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

10/18 10:43

قال خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، إن أبلغ رد على اللذين يخرجون علينا من وقت لآخر لتحريم الاحتفال بالمولد النبوى، هو الاحتفال نفسه وتأصيل تاريخه، حيث إنه كان مظهرًا من مظاهر السعادة للأطفال الذين ينتظرون الحصان والعروسة، ويسعدون بأكل حلاوة المولد، ويسألون عن قيمة هذه الاحتفالية، ويتعرفون على سيرة الرسول الكريم ليقتدوا به، وقد انفردت مصر عن سائر الدول الإسلامية بعمل عروسة وحصان المولد لإسعاد أطفالها، التى بدأت منذ العصر الفاطمى.

وأضاف، في تصريحات صحفية، أن لأصول العروسة والحصان عدة آراء، ومنها أنهما تجسيد لأسطورة إيزيس وأوزوريس فى شكل حصان المولد المستوحى من تمثال "حورس" راكبًا الحصان ممسكًا بالسيف ليقتل رمز الشر "ست"، الذى صور على هيئة تمساح، وفى شكل عروسة المولد وكرانيشها الملونة المستوحاة من جناح إيزيس الملون.

وتابع: وفى الفترة المسيحية، بعد ذلك صنع مسيحيو مصر، العروسة، فى مصانع بمنطقة أبو مينا بكينج مريوط في الإسكندرية، وكانت ترمز فى المسيحية إلى النفس البشرية، وهى اللعبة المفضلة للبنات، وصوروا الفارس، وهو البطل الذى يمتطى جواده ويطعن الشر بحربته، وهى الصورة التى استوحاها المسيحيون من النحت الذى يمثل حورس وهو يطعن (ست) رمز الشر.

وأشار إلى دور مسيحيي مصر فى مظاهر الاحتفال بالمولد، حيث كانوا متقدمين فى صناعة السكر منذ إنشاء أول مصنع عام 1811، وقامت عائلات مسيحية شهيرة بزراعته، وأنشئت مصانع للسكر فى أبو قرقاص وملوى بمحافظة المنيا، وشهد العصر الفاطمى عملا دؤوبًا من المسلمين لإحياء مصانع الحلوى بمدينة أبو مينا، التى أغلقت أبوابها، وصادف ذلك احتفالهم بالمولد النبوى الشريف، وبدأ العمال المسيحيون فى استئناف نشاطهم، وصنعوا العروسة والفارس الممتطى الحصان؛ كى يفرح بها الأطفال المسلمون والمسيحيون بعيدًا عن أى مدلولات دينية.

وأكمل: ثم صنعت العروسة والحصان من الحلوى وخامات مختلفة فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، وكانت احتفالات المولد قومية، يحتفل بها كل شعب مصر بنسيجه الوطنى مسلمين ومسيحيين، وقد تعجب الباحث الفرنسي «إدوارد ليم لين» من احتشاد المسيحيين لمشاهدة حلقات المنشدين حتى أذان الفجر، وكأن مصر مجتمعة كلها بداية من الأمير ولى العهد فى سرادقه حتى المزارعين والعمال والصناع للاحتفال بالمولد النبوى.

وأوضح أن الحملة الفرنسية رصدت احتفالًا بالمولد النبوى الشريف فى الساحة الرحبة ببركة الأزبكية، حيث كانت تنصب السرادقات للدراويش وحلقات الذكر للمنشدين طوال الليل، وكان الناس يجتمعون لمشاهدة المهرجين، وكان الخليفة الفاطمى يخرج راكبًا حصانه ومن خلفه سيدة القصر فى هودجها فى موكب مهيب يبدأ من قصر الخلافة وحتى مشهد الحسين رضى الله عنه، ومن هذا الموكب ظهر ما يعرف بـ"حصان المولد" و"عروسة المولد"، حيث صنع المصريون من السكر أشكالًا للحصان والعروسة الموجودة حتى الآن.

واستطرد أن ليلة الاحتفال بالمولد النبوي كان يقيم السلطان خيمة بالحوش السلطاني فى القلعة ذات أوصاف خاصة تسمى "خيمة المولد"، ويذكر ابن إياس أنها عدت من عجائب الدنيا، وكان أول من وضع هذه الخيمة السلطان المملوكي الجركسي قايتباي، وقيل في وصف هذه الخيمة إنها زرقاء اللون على شكل قاعة فيها 3 أواوين وفي وسطها قبة مقامة على 4 أعمدة، وبلغت تكلفتها نحو 30 ألف دينار.

وأشار إلى أن هذه الخيمة لا ينصبها إلا 300 رجل، وكان يوضع عند أبوابها أحواض من الجلد تملأ بالماء المحلى بالسكر والليمون وتعلق حولها الأكواب الفاخرة المصنوعة من النحاس الأصفر والمزينة بالنقوش الجميلة وتربط هذه الأكواب بسلاسل من النحاس ويصّف حولها طائفة من غلمان الشربخانة لمناولة الوافدين من الناس ولا فرق بين صغير وكبير واستمرت إقامة هذه الخيمة حتى العصر العثماني.

وتابع: وفي الليلة الختامية للاحتفال، يظهر المقرئون براعتهم في التلاوة بآيات الذكر الحكيم، فيتعاقب واحد بعد الآخر، وبعد صلاة المغرب تمد الحلوى السكرية المختلفة الألوان، وفي صباح يوم المولد يوزع السلطان كميات من القمح على الزوايا.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل