المحتوى الرئيسى

تهرب أم تتسمرّ مكانك..هل تعرف ماذا تفعل إذا صادفت دبًا؟

10/17 21:50

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إنه نهار مشمس، ويروق لك التمتع بالطبيعة من خلال ممارسة رياضة المشي. فجأة، تجد نفسك على مقربة من دبٍّ. هل تعلم كيف تتصرّف؟

بيث برات تعلم بالطبع. فهي كانت ذات مرة على مسار "اولد غاردينر روود" (Old Gardiner Road Trail) في منتزه يلوستون الوطني الأمريكي، تركض في الطبيعة البرية. لكنّها وجدت نفسها فجأة بالقرب من دبّ ساحلي رماديّ اللون يتناول الأزهار.

وقالت لـCNN: "توقفت. وقف على قائمتيه الخلفيّتين ونظر إليّ. علمت أنها ليست حركة فيها تهديد". وتابعت: "لست أمزح، رفع كفّ يده وكأنه يقول لي، تابعي طريقك فقط".

وأضافت: مشيت ببطء مبتعدة عنه حتى صار بيننا مسافة، وهكذا انتهت هذه المواجهة على خير".

وعندما يتعلق الموضوع بمواجهة الدببة فإنّ برات تتفوّق علينا بأمرين على الأكثر. فهي المديرة التنفيذية لمنطقة كاليفورنيا لاتحاد الحياة البرية الوطنية، منذ عشر سنوات. كما أنها عملت في منتزه يلوستون لبضع سنوات، وفي إحدى المرات، رأت تسعة دببة ساحلية في يوم واحد.

كما أن برات مؤلفة كتاب "حين تجاور الأسود الجبلية" (When Mountain Lions are Neighbors) الذي يشرح للناس كيف يتعايشون مع الحياة البرية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، والذي يتضمّن فصلًا كاملًا عن الدببة.

وأخيرًا، تعيش برات على حدود "منتزه يوسيمت الوطني" (Yosemite National Park) الأمريكي، حيث تزور حديقة منزلها الدببة أحيانًا.

ويشعر المصغي إلى برات بحماسها أثناء تقديم النصائح حتى تكون المواجهة بين الدب والانسان، تجربة فريدة وغير خطرة. وقالت "من المدهش رؤية الدببة في البرية. لم أختبر تجربة سيئة مع الدببة. أسعى إلى جعل الناس يحترمونها لا الخوف منها".

ومن النادر، أن تعتدي الدببة على الناس، وفقًا لبرات وما نقع عليه من معلومات على مواقع خدمة النتزه الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية، لكنّ الأمر يحصل.

وفي مطلع هذا الشهر، في ولاية كارولينا الشمالية، لفت كلب من دون رسن انتباه أحد الدببة السود، وهو يعود لثنائي كانا يتناولان طعامًا خفيفًا في منتزه "بلو ريدج باركواي". وقبل أيام، هجمت أنثى دب ساحلي كانت برفقة أولادها على صيّاد في ولاية وايومنغ الأمريكية. وفي الحالتين، بقي الأشخاص على قيد الحياة. لكن في سلوفاكيا الأوروبية، فارق رجل الحياة بعد اعتداء أحد الدببة البنّية اللون عليه في حزيران/يونيو.

كل ذلك للقول إنّ الاعتداء أمر نادر وليس مستحيل الحدوث.

وقالت برات لـCNN إنه الوقت المناسب من السنة للاطّلاع على حقائق خاصة بالدببة، وتدابير السلامة التي يُفترض اتخاذها، لأن العديد منها الآن تعيش مرحلة تُعرف بـ"النهم". وأضافت أنها "مرحلة فصل الخريف حين يأكل الدببة أي شيء، وكل شيء، من أجل تخزين الطاقة لمرحلة السبات الشتوي".

وأشارت إلى أنّ أسود الجبال تنتقي ماذا تأكل، لكن هذا الأمر لا يسري على الدببة، موضحة أنها تأكل كل شيء، من النمل إلى الحيوانات التي لاقت مصرعها على الطريق، والأزهار، والبندق. وللأسف أيضًا طعام الإنسان غير المخزن بدقة. فطعامنا يجذبها، لأنه يشكّل مصدر سعرات حرارية سهلة لها".

وقالت: "إذا كان يستخدم المزيد من الناس الأراضي العامة في هذه الظروف، فإن إمكانية المواجهات والصراع تزيد. وهذا يثير قلقي نوعًا ما".

إذًا، المفتاح هو أن يكون الفرد مستعدًّا، وهنا يمكن الإفادة من خبرة برات ومن مثلها، بهذه المعرفة.

وأفضل استراتيجية هي عدم الوقوع في دائرة الخطر، من خلال إثارة أو استفزاز أي دب برّي. وتُعتبر محاولة إعطاء أحد الدببة الطعام او الاقتراب من أطفاله بمثابة طريقة مروعة لمواجهته، لأنها تعني أنك تبحث عن افتعال مشكلة.

وبحسب نصائح مواقع المنتزهات الوطنية، عليك المحافظة على مسافة من الدب أولًا، وتختلف المساحة من منتزه لآخر، لكنها تتراوح بين 61 و91 مترًا. كما أنّ الإقتراب كثيرًا من الدب يُعد انتهاكًا للقانون تُعاقب عليه.

- تحدّث بهدوء، بنبرة منخفضة، حتى تعرّف عن نفسك كإنسان

- امشِ ضمن مجموعة (إذ تنبعث من المجموعة رائحة أقوى وضجيح أكبر) والتزم بالمسارات المحدّدة

- إذا كان يرافقك طفل أو كلب احمله

- لا تقترب من صغار أنثى الدب

- تحاشى النظر مباشرة في العينين واهرب ببطء، جانبيًّا إن أمكن

- اثبت في مكانك مع الدببة

إذا كانت مواجهتك مع دب ساحلي رمادي اللون (وهو متحدر من فصيلة الدببة البنية اللون) أو دببة سوداء اللون، "لا تركض. لأن سرعة الدب تفوق سرعة الإنسان". وتقول برات أيضَا: "لا تتسلّق شجرة أيضًا، لأن في وسعها تسلّق الأشجار أفضل منك".

- قم بإثارة الضجيج، والضرب على الطناجر والأواني أو استخدم مكبّر الصوت من أجل إخافة الدببة.

- اجعل نفسك تبدو أكبر حجمًا ممّا أنت عليه، من خلال التلويح بذراعيك.

ستكون في إحدى المواقف النادرة جدًا. لقد لفتّ نظره. فهو لم يغيّر طريقه، بل بدأ بالتوجه نحوك بخطى ثابتة وسريعة. وأنت تعتقد بأنه سيضربك. ما الخطوات التي ستأخذها؟

إذا كان الدب أسود لا تهرب، لا تتظاهر بالموت. وقالت برات: "عليك أن تقف مكانك مع الدببة السوداء اللون. لا تُظهر أنك خائف بقدر الإمكان". وتابعت: "ارم أشياء ليس باتجاه بل بقربه. حاول أن تخيفه. اجعله يعتقد أنك شخص ضخم. ارفع شيئًا إلى الأعلى واصرخ عليه. إذا ضربك اضربه لا سيما على وجهه".

إذا كان الدب ساحليًا رمادي اللون، وشعرت أنه سيعتدي عليك، تقضي النصحية بالقيام بقيامك بخلاف ما فعلت مع الدب الأسود. إذ يجب ان تجمد في أرضك. وأوضحت برات: "تعامل على نحو غير مهدّد قدر المستطاع مع الدب الرمادي. واجعله يعتقد أنك ميّت إذا بدأ في ضربك"، موضحة: "خذ وضعية الجنين وضع يديك حول رقبتك، وتمدد على بطنك. ما أن تقم بذلك، فإن 99% من الدببة الرمادية اللون سترحل". ويجب البقاء على هذا النحو حتى تغادر المنطقة.

ويفضل بعض الأشخاص التسلّح ببخاخ خاص بالدببة أو بسلاح عندما يدخلون إلى عالم الدببة. وتنصح برات بضرورة استخدام البخاخ قبل الدخول إلى البرية.

وترتاب برات من استخدام الأسلحة النارية خصوصًا اذا لم تكن حرّيفًا لأنه "يصعب التخلّص من دب رمادي اللون بطلقة واحدة. وعليك أن تكون حرّيفًا في استخدام المسدس حتى تزيد من فرص سلامتك".

وقد وجدت دراسة وضعتها جامعة "بيرغهام" عام 2008، أن البخاخ أكثر فعالية من السلاح، فضلا عن أنه لا يؤذي الدب لوقت طويل.

ويفضل بعض الأشخاص حمل أجراس أثناء تجوالهم في الطبيعة، إذ باعتقادهم أنّ ذلك يُبعد الدببة. ولكن، يعتقد بعض خبراء الحياة البرية، أنالصراخ، والتصفيق باليدين، وتبادل الأحاديث، أكثر فعالية لتنبيه الدب إلى وجودك".

وإذا كنت تنوي النوم في البرية عليك أخذ العديد من الأمور في عين الاعتبار.

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل