المحتوى الرئيسى

أبرزها «لعبة الحبار» و«النودلز» الحار و«مقبرة الموت».. تحديات «اليوتيوبرز» تدق ناقوس الخطر ضد الأطفال والمراهقين | المصري اليوم

10/17 18:06

تحديات جديدة وناقوس خطر يطرق الأبواب يجب استيعابه ويلحق بجيل من المراهقين ومن هم أقل سنًا ومن الشباب أيضًا في بعض الأحيان، تأتى تحت مسمى «تحديات الموت» والتى يبثها عدد كبير من اليوتيوبرز ومشاهير السوشيال ميديا، والذين يحصدون نسب مشاهدة عالية وتنال من الأجيال الحالية والقادمة أيضًا.

«المالية» تكشف سبب تفعيل الضرائب على اليوتيوبرز

تأييد برلماني لوزارة المالية في التواصل مع الشركات الدولية بمصر لرصد أرباح اليوتيوبرز

أول تحرك برلماني بشأن إخضاع «اليوتيوبرز - البلوجرز» للضريبة تطبيقا للقانون

تكمن هذه التحديات بتقديمها في حلقات متنوعة بمختلف الألعاب أو المسابقات والتى لاقت إقبالًا كبيرًا على قنوات اليوتيوبرز الخاصة، من قطاع كبير من الأطفال والمراهقين والشباب، وكان آخرها تنفيذ فكرة المسلسل الكورى «The squid game» الأكثر شهرة حاليًّا، ولكنها بشكل أقل حدة سواء بإطلاق الخرز من المسدسات على الخاسر، والعديد من العقوبات الأخرى، وهناك نوع آخر وهو مسابقة أكل النودلز الكورى الحار جدًا، بل استخدام الأطفال من أبناء «اليوتيوبرز» أو أشقائهم الصغار، في خوضها والفوز بالسباق، ما يجعل هذه التحديات والأفكار المستحدثة أو المنقولة عبر دول أخرى، تؤثر على جيل كامل من الأطفال والمراهقين وفقًا للمشاهدات العالية التي يحصدها «اليوتيوبرز»!.

ويرصد «المصرى اليوم» هذه التحديات وآثارها ويوجه التساؤلات لعدد من المتخصصين بمدى تأثير هذه القنوات والتحديات على الأطفال والمراهقين والشباب، وتأثيراتها النفسية ومخاطر تقليدها على أرض الواقع.

تحديات اليوتيوبرز

قائمة طويلة من «اليوتيوبرز» المصريين تصدروا المشهد مؤخرًا من خلال تحديات «لعبة الحبار» أو «The squid game»، وتحت عنوان «تحدى لعبة الحبار واللى يقع يموت» قدم اليوتيوبرز «حمدى ووفاء» عبر قناتهما الشهيرة التجربة وأيضًا «لعبة شد الحبل» والخاسر يسقط في حمام السباحة.

وتضمنت التحديات لليوتيوبرز «هيكل توينز» وهما توأمان، واللذان قدما عددا من سلسلة من الألعاب الخطرة تحت اسم «تحديات الخوف» بمشاركة أصدقائهما، وكان تحدى الحبار أحدها والخاسر يعاقب بإطلاق خرز مؤلم عليه وحاز على مشاهدات عالية خلال ساعات قليلة منذ طرحه.

ولم يكن هذا التحدى الوحيد لهما بل ابتكرا تحديًا آخر تحت عنوان «تحدى البقاء في القبر ليوم كامل» مع عبارة «لا أعلم هل هي مجدية أم لا.. لا تجربوها» ووصلت لعدد كبير من المشاهدات، وهو تحدٍّ قالوا عنه في الحلقة نفسها إنه استنادًا إلى قصة لسيدنا عمر بن الخطاب، حينما عمل حفرة ليُحاسب نفسه، وأنهم أرادوا أن يقوموا بتلك التجربة، وبالفعل أحضروا صندوق نقل الموتى ويقومون بإدخال أحدهم ووضعه داخل المقبرة وغلقه وردم التراب عليه والذى تسبب في خنق شقيقه وخروجه مسرعًا بسبب إصابته في الجيوب الأنفية، وكذلك الشقيق الآخر بكى لصعوبة الموقف، ويقدم الشقيقان تحديات أخرى، منها «النوم مع أضخم ثعبان في العالم»، و«تحدى الهروب من أشرس كلاب في العالم»، و«تحديات النوم مع 1000 خنفسة».

لعبة الحبار

ولم تكن تحديات «the squid game»، أو الرعب فقط، بل هناك قائمة أخرى داخل تحديات أكل النودلز الكورى الحارق والتى قام بها عدد آخر من اليوتيوبرز، منها قناة «عيلتنا المجنونة» وهى للزوجين «سارة ومحمد» واللذين يقدمان العديد من التحديات، فقدما تحديًا تحت عنوان «الإندومى الكورى الحار جدًا والأشد حرارة»، بالإضافة إلى ابنيهما اللذين يقومان بعمل تحديات أخرى خاصة بهما، من بينها تحدى «اليوم الواحد داخل دولاب ملابس». وتضمنت التحديات قنوات أخرى لأشقاء وشقيقات اليوتيوبرز، كان منها قناة «أم زياد»، وهى شقيقة صاحب قناة «حمدى ووفاء» والتى توفيت مؤخرًا، ويقوم على إدارتها أبناؤها وأشقاؤها، وقاموا بعمل تحدى الإندومى الكورى الحار ولكن في هذه المرة تم استخدام الأطفال دون السن لخوض تجربة الأكل الحار.

أيضًا قناة «لومى لوما» وهى سيدة لديها قناة تحمل هذا الاسم، وكذلك لديها قنوات لبناتها أيضًا ذات تفاعل كبير وقامت بعمل تحدى النودلز الحار في وقت قياسى، وكذلك قناة اليوتيوبرز «أحمد حسن وزينب»، وكذلك تحدى «البيت المهجور» التوينز رامى وجرجس.

أساتذة نفسيون واجتماع يحذرون: «إلحقوهم»

إبراهيم مجدى حسين

قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع كلية التربية جامعة عين شمس، إنه على الرغم من أن الأسرة عليها عبء كبير، فإن التحديات الحالية لها تفوق قدرتها بمفردها للتصدى لذلك، وأضافت أن الدور الأكبر في الوقت الراهن للدولة في تقنين تلك الممارسات من اليوتيوبرز، ولفتت «خضر» إلى أن هناك أمثلة كثيرة لإعلاميين وفنانين قديمًا ويؤثرون في الأجيال مثل رتيبة الحفنى، وفؤاد المهندس حينما كان يقدم برنامج «كلمتين وبس»، وسامية صادق، وآمال فهمى.

وتابعت: «الساحة عندنا مش فاضية»، لافتة إلى أنها تستمع إلى أن الفتيات والشباب متجهون تمامًا إلى الأفلام والمسلسلات الكورية، وأنه ليس لدينا ما نقدمه لهم، متسائلة: «معندناش زى الأعمال الجميلة (بابا عبده)، و(مرزوق أفندى)، (العائلة)، وليس لدينا رصيد نقدمه للشباب والأطفال لتعليمهم». وشددت: «نسمع كل يوم عن حوادث وحالات وفاة بسبب العنف، (الحقوهم) بلاش هذا الصمت، أنا مندهشة وحزينة على ما يحدث».

وتابعت كانوا أول تاريخ في العالم، وفى المقابل لا نعرض كل ما يحدث من عروض تنويرية وحفلات فنية وثقافية وبرامج حتى يراها المجتمع ويقتدوا بما يقدم، معتبرة أن النماذج الموجودة محمد رمضان، وشاكوش وما شابه ذلك وأى شىء مسىء للفن المصرى، هذا ما تراه الأجيال وتتربى عليه وتتعلمه.

واعتبرت الدكتورة سامية خضر أن هذه البرامج الخاصة باليوتيوبر أو التي تُذاع وتكون دون المستوى خطر يداهم أبناءنا والأجيال الحالية، مستشهدة بالمثل «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر»، وأنه حينما أرى أن الأطفال يعشقون البرامج أو الألعاب التي تؤدى للعنف ويسرحون في القتل والأخذ بالثأر ومتعمقون لدرجة كبيرة فسنكون نحن المخطئين آنذاك، فعلى الدولة أن تستيقظ، ولا يجوز ترك الدنيا والمجتمع بهذا الشكل عرضة لكل ما يُعرض.

تحدى الاندومى الكوري

واستشهدت بأن الصين تمنع السوشيال ميديا خارجها ولا أقول أن نمنع ولكن على الأقل نحارب بنفس الطريقة، نواجه ذلك بتقديم صور أخلاقية وأعمال تجذب الشباب والأطفال.

وطالبت بألا نجعل الحوادث اليومية التي نراها تمر مرور الكرام لأنها ستزيد ونحتاج أن «الدولة تضرب الكشاف الأحمر وتقول توقفوا».

ورأت أن هناك ضرورة لعودة برامج الأطفال، وأنه منذ اختفاء «بكار» الدنيا وقفت فيجب أن نهتم بالأطفال.

وقالت إن هناك ضرورة لأن تقف الدولة للحد من ذلك ودراسة ما تواجهه الأجيال الحالية فيجب التدخل بتقديم نماذج محترمة في المجالات المختلفة وتفعيل القومية والوطنية للشباب وتقديم قدوة لهم من العظماء لدينا سواء من المفكرين والمثقفين والفنانين.

وطالبت بالعمل على جذب الشباب والأطفال بنماذج أخرى تساير المجتمع والثقافة والأيدولوجية المصرية ويجب محاربة ما يقدم بتقديم برامج موازية، وضرورة عودة ماسبيرو.

تحديات اليوتيوبرز

وأضافت: يجب علينا بالفعل أن نفتخر ونعمل اقتصاديًا ولكن مع ضرورة الانتباه للأجيال الحالية والأطفال وإلا سنقوم على صدمة بجيل كامل يقتل ويعمل جرائم، مستشهدة بمشهد قدمه الفنان أحمد السقا، في مسلسل «نسل الأغراب» والذى جاء يقول «أنا هعلمك إزاى أبوك قتل أبوه»، مؤكدة أن هذه كارثة هل هذا ما يعلمونه للأجيال.

واختتمت: «أين علماء الدين من دورهم تجاه ذلك؟، وأدق ناقوس الخطر وأقول انتبهوا يا سادة، احنا نايمين في العسل وسايبين الأطفال لما يكبروا».

وأوضح الدكتور إبراهيم مجدى حسين، استشارى الطب النفسى، أنه تحدث كثيرًا عن تأثير العنف على اليوتيوب و«السوشيال ميديا»، مضيفًا أن المسلسل الكورى «squid game» وصل عدد مشاهداته إلى 111 مليون مشاهدة منها 70 مليون مراهق بالتأكيد، لأنه يعتمد على المغامرة مقابل الحياة، وفكرة الديون والتحديات وهذا يقوم بزيادة درجة الأدرنالين والدوبامين، لافتًا أن المراهقين يكونون منسجمين في التفاعل والإدمان ما يجعلهم يتفاعلون ويحاولون تجربة ما يرونه وتقليده.

واعتبر أن كوريا الجنوبية مثلما دخلت في مجال الاقتصاد والتكنولوجيا والسيارات بدأت تدخل في مجال الفن، ولأول مرة يفوز بالأوسكار أحد الأفلام قبل عامين، وهذا جديد عليها.

وتابع: هذا هو ما نسميه إدارة الوعى، فهو مصطلح جديد لغسل المخ، أو فكرة تأثير القوى الناعمة وهى كيف أكون متواجدًا في كل مكان وثقافتى هي التي تصبح طاغية، والعنف في أعلى درجاته، لافتًا إلى أن هناك من يتلذذون ممن يشاهدون ذلك ويقومون بالرهان فهذا هو المسلسل الذي انتشر مؤخرًا، مؤكدًا أن هذا رمز العولمة وبه إشارات خفية.

وأشار إلى أن هذا ليس بجديد، فحدث من خلال فيلم «الجوكر» وحقق أعلى أرباح رغم أن به دماء وقتل أرواح ورقصة بعد كل قتل.

ولفت إلى أن هؤلاء المراهقين الـ70 مليونًا هم تعداد حسب منظمة الصحة العالمية والبنك الدولى يمثلون مليارًا وأربعمائة مليون، يتم استهدافهم من قنوات اليوتيوب، ومواقع التواصل الاجتماعى ليعتادوا العنف والدخول في الصراعات. وتابع: يجب علينا استبعاد فكرة منع الأطفال والمراهقين من المشاهدة ولا تركهم أيضًا فهذه ستكون معادلة صعبة، لافتًا إلى أن الحل يكمن في الجلوس والمشاهدة معهم ويليه مناقشتهم وشرح نتيجة ما يحدث وأن يكون هناك حوار وجدل بين الآباء والأبناء، موضحين لهم أن هذه المشاهد ستتسبب في إيذاء نفسى لهم مع استمرارها حتى يصبحوا أشخاصًا عنيفين، وأن هذه المشاهد غير حقيقية.

وأكد أن رمزية التوحش في السوشيال ميديا أثرت بشكل كبير حتى أصبح يفترس المجتمع بل يؤدى إلى التفكك الأسرى والأمراض النفسية وتدمير الوقت.

وطالب بتقنين ساعات البقاء على وسائل التواصل الاجتماعى بألا تزيد على ساعة ونصف الساعة على الأكثر يوميًا، أو استخدامها بشكل إيجابى ومفيد.

وأوضح: أعداد المراهقين 1.2 مليار يمثلون 16% من سكان العالم، ويتزايد أعداد الشباب المصرى بسرعة، ويشكل المراهقون 17 مليون نسمة ويمثلون 17% من مجموع السكان، يضاف إليهم 9 ملايين في الفئة العمرية من 20 إلى 24 عامًا، أي حوالى ثلث مجموع السكان.

وتابع: دعونا ندرك حجم المشكلة الخاصة بهم في زمن ثورة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى، فقد غيرت وسائل الإعلام الإلكترونى أو ضخمت بعض الصعوبات التي يواجهها الشباب وأدى انتشار الاتصالات الرقمية إلى تغيير الطريقة التي يتفاعل بها المراهقون مع أقرانهم واهتماماتهم، فيقضى المراهق العادى أكثر من 9 ساعات يوميا في استخدام أجهزته الإلكترونية.

تحدى «لعبة الحبار»

2٫٧٠٠٠٠٠ مشاهدة

أكثر من 4 ملايين مشترك

تحدى لعبة الحبار إذا تحركت راح تموت

عدد مشاهدات ٣٥٠٫٠١٨ «تحدى البقاء في القبر» بلغ مشاهداته

(٥٩٥٫٠٠٠)

(سارة ومحمد)

(أكل الإندومى الكورى الحار جدًا)

قناة «أم زياد»

مشاهدات الحلقة 1٫٦٠٠٫٠٠٠

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل