المحتوى الرئيسى

حكاية «ضريح معرفش».. شاهد على فترة ساوت بين الملك والغفير

10/17 12:35

«ضريح معرفش» أثر لا يعرفه أحد

تطل بثوبها الجديد بعد ترميمها منذ أشهر، تتمركز وسط الطريق، فيراها المارة من الأربع زوايا، ومن أعلى كوبري الفردوس، رونقها الجمالي المطعم بالفن الإسلامي، جذب الأنظار إليها، لتصنف من أحد المباني المعمارية الشامخة التي تبرز قيمة جمالية تجسد أصالة الفن الإسلامي، على الرغم من صغر المساحة إذا قورنت بمثيلاتها التي تجاورها.

القبة الضريحية أو «ضريح معرفش» أو قبة الغفير، كلها أسماء للقبة المعروفة تاريخيا بـ«قبة السلطان قانصوة أبو سعيد» بالقرافة الشرقية للمماليك، فما قصة هذه القبة، وما سبب تسميتها بهذه الأسماء..

قبة الغفير، تشتهر بين أحد التربيين وزائري المقابر التي تتواجد في المنطقة بـ«ضريح معرفش»، حسبما تقول إحدى السيدات التي توجهت لزيارة مدفن رفيق دربها وأبو أبنائها، عن اسم هذا الضريح، فهي امرأة تحرص على زيارة قبر زوجها منذ 10 أعوام، إذ تضع له إكليل الورد، كل جمعة، منذ وفاته، وتوضح قائلة لـ«الوطن»: «والله بقى لي كذا سنة باجي هنا، وسألت حارس المقابر، قالي ضريح معرفش.. ومن ساعتها أي حد ييحي معايا ويسألني اسمها إيه أقوله كده».

حكاية السلطان قانصوة، صاحب الضريح، يحكيها أحمد ماهر، مفتش وزارة السياحة والآثار، قائلا «السلطان قانصوة تجمعه صلة قرابة بالسلطان قايتباي الذي يعد واحدا من أشهر وأعظم السلاطين في العصر المملوكي الشركسي، واستمر حكمه لما يقارب الثلاثين عاما، كانت فترة حكمه بمثابة صفحة مشرقة في تاريخ مصر والشام حتى دخل عام 901ه‍، فكانت وفاة قايتباي بمثابة بداية النهاية لعصرٍ كامل هو العصر المملوكى الشركسي».

ويضيف «ماهر»، لـ«الوطن» أنه بعد وفاة قايتباي تولى الحكم ابنه الناصر محمد، ذلك الشاب الصغير الذي لم يكن على شاكلة أبيه، بل كان على النقيض منه، في كل الأمور فكانت صفاته سيئة وأفعاله أسوأ.

«ومع هذا الضعف وبين دهاليز القصر يعود القانون السائد بين المماليك للظهور (الحكم لمن غلب) لذا لم يصبر الأمراء طويلاً على سلطانهم الضعيف، وما لبثوا أن دبروا مكيدة للتخلص منه بالاتفاق مع خاله أبو سعيد قانصوة الذي ساندهم مقابل أن يتولى السلطنة، وهو ما حدث بالفعل فقد جرى التخلص من السلطان محمد بن قايتباي ليتولى مكانه على كرسى العرش السلطان الجديد.. أبو سعيد قانصوة».. هكذا سرد مفتش وزارة السياحة والآثار حديثه عن السلطان قانصوة.

وبسؤاله عن سبب تسمية هذا الضريح باسم «معرفش»، أكد «ماهر» أنه رغم تولي أبو سعيد قانصوة السلطنة، إلا أنه ظل مقيدًا بسلطة وقبضة الأمراء المماليك ساعدهم في ذلك استسلامه ورضوخه لهم، ووصل به الأمر في خوفه من الأمراء أنه عندما يُسأل في أي أمر تكون إجابته «معرفش» وظل على هذه الحال، حتى التصق اسمه بهذه الكلمة فلَقبه العامه باسم «السلطان معرفش».

«وأثناء حكم الظاهر أبو سعيد رُزق بطفل صغير ابتهج جدًا بمولده، وأقام له الاحتفالات، ولكن فرحته لم تدم طويلاً فلم يلبث الطفل أن بلغ الشهر الرابع من عمره، حتى توفي فدفنه السلطان في قبته الشهيرة بترب الغفير، أما السلطان نفسه فمع مرور أشهر قليلة بعد وفاة ابنه ازداد الخلاف بينه وبين الأمراء فقرروا محاصرته في القلعة، وعزلوه ولكنه استطاع الهروب منهم، واختفى ولم يظهر بعدها، وكان ذلك في عام 906 ه‍».

وعن سر اختيار مكان الضريح، قال مفتش وزارة السياحة والآثار، إنه بمجرد تولى الظاهر أبو سعيد للسلطنة، قرر أن يبني لنفسه مقبرة وقبه ضريحية مميزة ولكنه اختار لها مكاناً أغرب ما يكون، فقد وضع السلطان قبته في منتصف الطريق، وكان غرضه من ذلك أن يراها كل من جاء أو ذهب إلى القلعة، وهو ما عابه عليه المؤرخون، فعلى سبيل المثال يقول إبن إياس «ومن مساوئه التربة التي بناها بالصحراء، وضيق بها الطريق على المارين من هناك، وحصل للناس منه غاية الضرر بسبب ذلك وأعمى ترب الناس التى بجواره».

وأضاف مفتش الآثار أن قبة أبو سعيد قانصوة مثَّلت قمة وروعة عمارة المماليك بأشكالها الزخرفية وعمارتها الرائعة، وظهر الأمر في منطقة الانتقال الممثلة في ثلاث مراحل من الأشكال الهرمية وتوسطها أشكال الطبق النجمي وحتى فراغاتها المعمارية لم تسلم من الزخرفة فقد تم شغلها بزخارف الدقماق المميزة.

وتمر الأعوام على القبة وتتحول إلى مسكن لغفير المقابر بصحراء المماليك، واستمر هذا الوضع طويلاً حتى أطلق العامه عليها «قبة الغفير» نسبة له، والتصق الاسم بها بل وتخطى الأمر ذلك فأصبح اسم الغفير رمزا للمنطقة ككل، لتتحول قرافة المماليك إلى «قرافة الغفير»، وهنا.. يتساوى الغفير بالملوك، وفقا لما أكده «شاكر».

حينما تنظر إلى أعلى، ستجد فراغات حلزونية ذات حجم كبير، أقرب إلى الشبابيك التي تشبه «غية الحمام»، وأخرى فتحات طولية أشبه بالنوافذ المعمارية، يتوسط الجدار الأول فتحة دائرية كبيرة، وهكذا يوجد على الثلاث حوائط المتبقية.

كلمات صغيرة تخطط بها جدران القبة، عبارة عن أشرطة كتابية مزخرفة، لها أصل فني وثقافي، تبرز مدى الجمال المعماري التي كان عليها السلاطين في العصر المملوكي الجركسي، لكل كلمة منها سر تاريخي.

عثر رجل أثناء تجديد منزله وإعادة تصميمه على مفاجأة غريبة داخل منزله وهي رسالة حملت في داخلها أمرًا مذهلًا لم يكن متوقعًا أو في الحسبان

قال المغامر المصري علي عبده مهندس تكنولوجيا، إنه حقق رقما قياسيا بقيادة دراجة كهربائية لمدة 24 ساعة، ودخل موسوعة جينيس مشيرًا إلى أنه حقق الإنجاز في مدينة العل

خلال السطور التالية نوضح عدد من أسعار العملات القديمة التي ما زال هواة المقتنيات يبحثون عنها من أجل جني الأموال خاصة في ظل الحديث المستمر عن أرقام خيالية.

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل