المحتوى الرئيسى

رئيس وزراء اليمن: الوضع في بلادنا صعب.. وحل الدولتين مطروح وموقف مصر راسخ لحماية الأمن العربي ومنع التدخلات الأجنبية

10/14 23:23

د. معين عبدالملك للإعلامي عمرو عبدالحميد: حرية الملاحة وأمن البحر الأحمر على رأس أجندة زيارتي للقاهرة

أكد الدكتور معين عبدالملك، رئيس وزراء اليمن، أن بلاده تعيش حالياً وضعاً صعباً، وأن حرية الملاحة وأمن البحر الأحمر على رأس أجندة زيارته للقاهرة، وقال فى حواره لبرنامج «رأى عام»، الذى يقدمه الإعلامى عمرو عبدالحميد، على قناة «TEN»، إن ضرب عدن بالصواريخ من أخطر الجرائم فى تاريخ اليمن الحديث، مشيداً بدور مصر فى حماية الأمن القومىf='/tags/3173-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A'>القومى العربى. وحمَّل «عبدالملك» إيران مسئولية زعزعة استقرار اليمن، مندداً بالمحاولات المتكررة لاستهداف أعضاء الحكومة.

نرحب بأي مساعٍ عربية تهدف لدفع جميع اليمنيين إلى طاولة التفاوض

هذه الزيارة الثانية لكم إلى القاهرة.. ما أبرز الملفات المطروحة على طاولة البحث؟

- أسعى لإطلاع الحكومة المصرية على الوضع فى اليمن، وهذه الزيارة مختلفة لأن حكومتنا الحالية مشكَّلة من كل القوى السياسية بموجب «اتفاق الرياض»، لذا فهى تختلف عن الحكومة السابقة قبل التكليف بالتشكيل، والوضع حالياً صعب، بل من أصعب التحديات التى يمر بها اليمن، وحالياً نحن فى العام السابع من الحرب، وهناك مواقف سياسية مشتركة مع مصر تتعلق بأمن البحر الأحمر، ومهام أخرى ستكلف بها اللجنة العليا المشتركة لاحقا، وأعتقد أن الزيارة السابقة للقاهرة فتحت المجال لتنسيق مشترك بين الوزراء ونظرائهم من الجانب المصرى، ما حقق الكثير من التقدم فى عدد من البروتوكولات، وللأمانة مصر فاتحة ذراعيها بالكامل، وكل هذه الأمور تتقدم من آن لآخر والزيارات تأتى لتتويج هذه الملفات.

نشكر مصر ورئيسها على التدخل السريع لمساعدتنا في أزمة كورونا

هل هناك ملف محدد تم التركيز عليه خلال لقائكم مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء؟

- ناقشنا ما يتعلق بموقف مصر من حرية الملاحة فى جنوب البحر الأحمر وباب المندب، وكل ما يتعلق بالأمن القومى العربى واليمنى بشكل خاص. وموقف مصر الراسخ بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى موضوع التدخلات الأجنبية والإقليمية فى المنطقة والحفاظ على الأمن القومى العربى، ومصر ركيزة فى الأمن القومى العربى، ودورها يدعم استقرار اليمن، فى إطار «تحالف دعم الشرعية» بقيادة المملكة العربية السعودية، وهناك موقف عربى للحفاظ على عروبة اليمن، لأن التدخلات الإيرانية نالت منه بشكل كبير وأثرت على الوضع الاقتصادى والوضع المعيشى والإنسانى.

بعد عودة الحكومة إلى عدن، العاصمة المؤقتة، تعرضت المدينة لتفجير إرهابى استهدف وزير الزراعة ومحافظ الإقليم، وخلَّف عدداً من القتلى، كيف فهمتم هذه الرسالة؟

- هى محاولة للنيل من الاستقرار فى عدن كعاصمة مؤقتة ومحاولة آثمة وخطيرة فى استخدام هذه التفجيرات بأساليب تم الحد منها فى عدد من المدن، لكن الصورة مختلفة عما نُقل فى الإعلام، فعلياً كان هناك عدد من الأذرع تعمل فى مناطق مختلفة للنيل من استقرار العاصمة المؤقتة والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة.

هل لهذا التفجير علاقة بالتقارير التى تتحدث عن عودة نشاط الجماعات الإرهابية مثل «القاعدة وداعش»؟

- هذه التنظيمات تتحرك برعاية آخرين، واستهداف محافظ عدن، الذى يعتبر شخصية توافقية، وفقاً لاتفاق الرياض، ووزير من الحكومة، أمر خطير.

الحوثيون الراعي الأول لتفجيرات عدن.. واستهداف المسئولين محاولة للنيل من استقرارها.. .. وعلى اليمنيين أن يوحدوا بوصلتهم نحو المعركة الحاسمة

- الحوثيون هم الراعى الأول لهذه التفجيرات التى تتم بالوكالة فهم يدَّعون أنهم يحاربون هذه التنظيمات لكنهم يستخدمونها لزعزعة الاستقرار.

هناك تقارير صحفية تتحدث عن تواطؤ بين الحوثيين، وتنظيم الإخوان فى اليمن، وتحديداً حزب الإصلاح.. هل لهذه التقارير أساس من الصحة؟

- هناك معارك ضارية تدور فى مأرب، والحديث عن علاقة بين الحوثيين والإخوان قد تكون صعبة، فكل فصيل سياسى يتهم الآخر، فبعض الفصائل مثلاً تتهم «الانتقالى» بأنه على علاقة بالحوثى، والحوثى عنده معركة مع كل اليمنيين، وكل هذه القوى السياسية موجودة فى الحكومة، فهى تضم تحالفاً لأحزاب المؤتمر، والإصلاح، والاشتراكى، والناصرى، والكل موجود ومشارك فى هذه الحكومة فى جبهة واحدة أمام الحوثيين، فالحديث عن علاقة بين الإخوان والحوثيين تنفيه الوقائع على الأرض.

لكن الوقائع على الأرض تؤكد أن هناك علاقة موجودة، وسبق لدولتكم أن قُلتم فى لقاء تليفزيونى إن هناك إخفاقات عسكرية؟

نقاتل للحفاظ على الدولة والدستور والحرية.. ونواجه إخفاقات عسكرية على الأرض.. وهناك قوى كثيرة لا ترغب في بقاء الحكومة

إذاً هل ترتبط تلك الإخفاقات بمواءمات بين مكونات فى الحكومة مع الحوثيين؟

- أنا لا أريد أن آخذ هذا الموضوع فى هذا الاتجاه من الجدل، الاعتراف بالاختلالات العسكرية موجود فى بعض المواقع، وهذا الموضوع يعود للقيادة العسكرية فى ترتيب هذا الموضوع، والحكومة هى الداعم فى كل ما يتعلق بالتعبئة للمعركة والحفاظ على مقدرات الدولة. وموضوع ربط الاختلالات بجانب معين وحزب معين صعب، وعلى اليمنيين أن يوحدوا بوصلتهم نحو المعركة الفاصلة، لأننا جميعاً نقاتل الحوثيين للحفاظ على الدولة والدستور والحرية والمواطنة. وعلينا أن نشخص الأمور بواقعية، هناك أطراف قاتلت ولها استحقاقات فى نتيجة المقاومة والقتال للحفاظ على مناطقها.

ومع ذلك لا بد من مراجعات يومية إن لم تكن على مدار الساعة؟

- بلا شك الاختلالات هى جزء من إجراء المراجعات، وهناك شىء يحتاج إلى تعديل.

بهذه المناسبة أتذكر فى حوارنا السابق، سألتك عن النسبة التى تسيطر عليها الحكومة الشرعية، قلت ٧٠%، وهذا كان من سنة وشهرين، حالياً كم تبلغ النسبة؟

- صعب أعطيك النسبة برقم محدد، وهناك تراجع فى بعض المديريات التى حصل عليها الحوثيون، والإشكالية أن النزوح يزيد مع تراجع المساحة، ولذلك حتى الآن المديريات التى وقعت تحت سيطرة الحوثيين فى أجزاء من «شبوة»، هى مناطق زراعية كثيفة السكان، كثير منها الآن يتعرض لموجات نزوح وهذا ضغط على مأرب، ومناطق أخرى فى المحافظات، لكن فعلياً كل منطقة يجرى بها تهجير داخلى فى مناطق تنقطع فيها الرواتب والخدمات. والحوثيون حولوا اليمن إلى جبهة من المقاتلين، وكل شىء ينقطع عن اليمن من تنمية وتعليم ليتحول لتعبئة للمقاتلين بهدف أيديولوجى، والنموذج الذى يتم «تخليقه» فى اليمن كارثى وخطير على المنطقة والأمن القومى. وإيران ترى أن هذا الكارت يمكن أن يربحها السيطرة على البحر الأحمر وباب المندب.

توقع البعض دبلوماسية إيرانية مختلفة بعد وصول إبراهيم رئيسى للحكم، هل هذه التوقعات كانت متفائلة؟

- أعتقد أنها توقعات غير مبنية على أى أساس، خاصة أن الرئيس الجديد ينتمى إلى التيار المتشدد، إذاً النتيجة والتوقعات تكون سيئة، ليس فقط فى ملف اليمن، لكن فى أى ملف تتدخل فيه إيران بالمنطقة لن تكون النتائج بالشكل الذى نتوقعه. ونحن كدول عربية علينا أن نحافظ على الأمن القومى لليمن وعدد من الدول العربية ونعمل على كيفية وقف هذه التدخلات.

نعود للوضع العسكرى، كيف يمكن أن تصف لغير اليمنيين ما يجرى فى مأرب؟

- مأرب تقاتل فى معركة مصيرية عروبية بامتياز، المعركة تضم كل القبائل اليمنية وليست قبائل مأرب فقط، لكن بها من كل المحافظات، وكالة الأنباء الإيرانية تحدثت عن معركة مأرب فى رمضان الماضى، وهذا يوضح مدى اهتمام القيادة الإيرانية بالأمر، إيران تسيطر على دول وليس مناطق فقط، فهى ترى أنها عنصر ارتكاز رئيسى فى هذه المعركة، لذلك كسر مأرب هدف أساسى لإيران، من خلال الحوثيين، وهذا يضعف فرص الحل السياسى، ويقودنا إلى المسار العسكرى الذى يستهدف مأرب بشكل كبير.

لماذا عادت الحكومة إلى عدن بعد 6 أشهر من مغادرتكم لها؟

- كان هناك وجود للحكومة فى بعض المحافظات، لكن انتظام انعقاد المجلس تم خلال الأسابيع الماضية، وفى السابق كان الوزراء موجودين فى بعض المحافظات بسبب بعض الأحداث التى وقعت فى مارس الماضى.

استهداف أعضاء الحكومة الشرعية تم من قِبل استخبارات خارجية

هل هذه الأحداث أثرت على وجود الحكومة؟

- بالفعل أثرت بشكل كبير على وجود الحكومة فى عدن، وهناك أسباب أخرى أمنية واقتصادية، وأشار «اتفاق الرياض» إلى أن الحكومة تحتاج لإسناد أمنى وترتيبات أخرى مصاحبة. فالأشقاء فى السعودية دعموا مسألة منحة المشتقات النفطية لاستقرار خدمات الكهرباء فى الصيف، لأن هذا الموضوع كان مقلقاً، وخاصة فى الحواضر الكبيرة. والضغط الذى كان موجوداً أثر بصورة كبيرة على التوافقات السياسية، وبصعوبة حافظنا على تماسك الحكومة، لأن الهدف كان إنهاء تماسك الحكومة، وتم استهدافنا بصواريخ فى مطار عدن وقت الوصول بعملية هى من الأخطر فى تاريخ اليمن. وهى عملية مدبرة عن طريق استخبارات خارجية. وهناك قوى كثيرة لا ترغب فى بقاء الحكومة أو تماسكها أو عمل الحكومة من عدن.

- الاثنتان معاً، خارجية وداخلية.

ما آليات الحكومة للسيطرة على تذبذب سعر الريال اليمنى وتدهور سعر العملة الوطنية؟

- انهيار العملة الوطنية بالنسبة للحوثيين هو اختيار شمشون، فلا يتم الدفع للمدرسين ولا الجامعات، لأن الإنفاق موجه للماكينة العسكرية برعاية قبلية، ورأينا فى لبنان أن البلد ينهار لكنْ فصيل معين متماسك، فالانهيار الاقتصادى يضرب الجميع، لكن تبقى هذه الجماعات دون انهيار اقتصادى، ونحن لا نستطيع أن نقوم بالمثل، لأننا دولة تحاول أن تحافظ على مرتبات ومعاشات وتأمينات والتزامات خارجية، أما هم فلا يتحملون تبعات أى شىء، لذلك فأثر الانهيار الاقتصادى مدمّر على كل اليمنيين.

قلت إنكم تحتاجون لدعم الأشقاء العرب، وإن هذا الدعم إذا لم يصل لن يكون هناك يمن، فهل مسألة بقاء اليمن مرهونة بالدعم المادى؟

- الموضوع يتعلق بالحفاظ على مقدرات الدولة، وما حصل فى دول أخرى شهدت تفككاً هو انهيار لجهاز الدولة، لكن بالنسبة لنا، فهذا هو الأمل الأخير للحفاظ على مؤسسات الدولة، فنحن لم نضِف إلا تعيينات ٢٠١١ وهى ٦٠ ألف وظيفة. وعام ٢٠٢٠ كان يمكن أن يكون عام انهيار الحكومة عندما أقفل العالم على نفسه بسبب كورونا، واليمن وقتها كان فى وضع صعب، لكننا صمدنا، وفى النهاية الدَّيْن الخارجى للبلاد حالياً فى وضع متدنٍّ.

7 مليارات دولار حجم ديون اليمن.. ونحتاج مليار دولار على الأقل للخروج من الأزمة.. والانهيار الاقتصادي قد يدمر اليمنيين

- 7 مليارات دولار، لكن هذا الرقم قد يتضاعف إذا لم يعد الوضع إلى ما كان عليه.

ما مدى صعوبة الوضع الاقتصادى، خاصة إذا لم تصلكم المساعدات التى تتحدثون عنها؟

- نحتاج من مليار إلى مليار ونصف، لميزان المدفوعات وللإنفاق على واردات سلعية، كما أن الدعم على الوقود ليس موجوداً، العالم حالياً يعيش فى تضخم مالى كبير، وهذا يؤثر علينا بصورة كبيرة وموضوع العملة وتقلص القوة الشرائية هو الجانب الاقتصادى المهم، والكهرباء هى إحدى المشكلات، لذلك يجب أن نخطط للصيف المقبل فنحن داخلون على الشتاء وهو أخف عبئاً علينا.

قرأت تحليلاً لأحد الخبراء الدوليين عن الوضع فى اليمن، اسمه جريجورى جونسون، قال إنه بعد ٧ سنوات قد ينتهى اليمن إلى ٧ دول فهل تتفقون مع هذا الرأى؟

- لا أتفق معه، قد يكون خبيراً فى الشأن اليمنى لكنه تناول الوضع من منظور إعلام خارجى، ما يخالف الحقيقة، فاليمن فى طبيعته وحدة سياسية كاملة عندما تضعف أو يوجد أى نظام سياسى عادى تنقسم اليمن وتعود للوحدة، وهذا موجود فى التاريخ السياسى وتركيبة البلاد خلال قرون. حالياً اليمنيون يدركون أن مسارات الحل ليست صعبة، ناقشنا كل هذه الأمور بشكل كامل. واتفقنا على أن مسودة الدستور تؤسس لنظام يحافظ على الجميع، فلا توجد عناصر فرقة تؤدى لتقسيم اليمن إلى 7 دول.

من الممكن ألا تكون 7 دول بل دولتان.

- البعض يطرح هذا الحل، لكن أقول إن حتى فى إطار الدولتين كانت جزءاً من تاريخ اليمن، لكن تداخل المناطق والنزعات الجهوية فى اليمن أكثر تعقيداً، واليمنيون يمكن أن يعيدوا التفكير حتى فى إطار كيف يمكن بناء نظام فيدرالى لا مركزى بشراكة فى السلطة، وشكل الشراكة هل هى سياسية أم مناطقية، وفى الأخير الأحزاب هى من ستبقى على الطباع الوطنية، لكن الأحزاب ضعفت الآن، فعندما يكون الحزب ذا صبغة وطنية فسيكون فى أكثر من إقليم، وعندما نتكلم عن منازعات مناطقية نتكلم على توازنات لها علاقة بتركيبات قبلية واجتماعية، وإذا فكرنا بهذا النظام لن نصل إلى نتيجة، وإحنا محتاجين نفكر بطريقة مختلفة لإدارة الدولة اليمنية فى إطار الوحدة وأمن واستقرار البلاد، وهو ليس بالأمر الصعب أو المعقد، وهو يحتاج إلى تفكير مختلف وأن تشارك القوى السياسية.

أحياناً وأنا أستمع لهذه التحليلات ولى أصدقاء يمنيون بعضهم شارك فى ثورة ٢٠١١ على نظام الرئيس على عبدالله صالح بيقولوا إنهم ظلموا هذا الرجل، فهم كانوا يعيشون بصورة جيدة ولم تكن هناك صراعات أو هذه الانقسامات، هذا هو الحنين إلى الماضى، لكن برأيك ما سبب تفجر هذه الصراعات؟

- البعض يعزو الأمر للتدخلات الأجنبية، ومن وجهة نظرى فإن التدخل الأكبر الذى أثر فى تشظى البلد هو التدخل الإيرانى، وفى الماضى كان بالإمكان إيجاد حلول للقضية الجنوبية بشكل أفضل.

- فترة على عبدالله صالح قد تكون شهدت حراكاً سياسياً، لكنْ هناك تصلب فى بعض الأمور وعدم حكمة بعض المسئولين، وهذا ما تسبب فى تشظى اليمن، الذى يختلف عن اليمن فى الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات، فهناك نمو فى النظام السياسى وهناك تغييرات على الأرض، والناس دائماً تتذكر الماضى، لكن لا يمكن إعادة الماضى، وإحنا نفكر فى مستقبل اليمن واستقراره.

الموقف الأمريكى حالياً «متميز» لكن شطب جماعة «الحوثي» من قائمة الإرهاب «متسرع»

فى أعقاب تنصيب الرئيس جو بايدن تراجعت واشنطن عن قرار سلفه ترامب بإدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية فهل استفاد الحوثى من هذا القرار؟

- القرار أعطى رسالة غير مناسبة، ولكن الآن الموقف الأمريكى ممتاز لحد كبير من خلال تعيين مبعوث رسمى للملف اليمنى، لكن نرفض رفع اسم الحوثيين كمنظمة إرهابية لأنهم فعلاً يستحقون ذلك التصنيف. ولاحقاً بدأت الولايات المتحدة إدراج كيانات حوثية تلافياً لما حدث، لكنْ كان هناك تسرع أمريكى بهذا القرار، لأنه أعطى إشارة للحوثيين بأن هناك توجهاً أمريكياً جديداً. وكان من المفترض أن يكون هناك حافز معين لإزاحة الحوثيين مثل أن يتم الجلوس على طاولة المفاوضات بين جميع الأطراف.

لكن هل يؤشر القرار الأمريكى إلى إمكانية تغيير موقف الولايات المتحدة تجاه الحوثيين؟

- كان هناك اعتقاد لدى الإدارة الأمريكية فى البداية بأنه سيجرى حل الموضوع، وأعتقد أن بناء الموقف الأمريكى مجدداً عبر المبعوث الخاص أسهم بذلك، فالحكومة منفتحة فى كثير من الأمور بدأوا يدركون أن التشدد من جانب الحوثيين، وأن الإيرانيين يتحكمون بشكل كامل فى الملف؛ لذلك أعتقد أن الموقف الأمريكى الجديد ممتاز، وعلى المجتمع الدولى أن يشخص الموقف فى اليمن على ما هو عليه، فعلى العالم أن يرى القضية اليمنية بأبعادها الحقيقية.

البعض يعتقد أن هذا القرار يسمح للإدارة الأمريكية بلعب دور أكبر دون استثناء أى طرف فى المعادلة اليمنية؟

هذه وجهة نظر، لكن فى الأخير أنت لديك تحرك وتمويل لأعمال معادية، وإذا سمحت لأى أحد أن يتمادى فى الأخير فهناك منظومة تحافظ على الأمن القومى والسلم الدوليين، والحفاظ على الممرات البحرية وأى تهديدات لعمليات إرهابية أو إيواء إرهابيين، وتمويل جماعات مسلحة كلها أمور يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.

هناك نبرة تفاؤل منكم تجاه الجانب الأمريكى، فهل هذا نتيجة للقاء مع المبعوث الخاص؟

- المبعوث الأمريكى أنا دائماً على اتصال معه، ودائماً يقابل الرئيس ويلتقى مع كل المكونات اليمنية، وفى الأخير كل ما نريده أن يكون هناك موقف واضح من الجميع فيما يتعلق بتشخيصهم، لكن المواقف المتضاربة تؤدى إلى تعقيد الملف واستخدامه ككارت مساومة.

هل لديكم ما تقدمونه من تنازلات لإنجاح عملية السلام؟

- عملية السلام تحتاج إلى أبعاد داخلية وخارجية، ولا نريد أن نحمّل المبعوث النتائج السلبية، فهو ليس بساحر، فهناك مبعوثون ذوو كفاءات عالية جاءوا فى ملفات مثل ليبيا وسوريا وغيرهما، ولم ينجحوا فى تحقيق تقدم معين، حيث لم تتحقق ظروف داخلية وخارجية وتهيئة لذلك. فالمبعوث بمفرده ليس بالعمل الخارق بالنسبة لشخص واحد، لذلك مهم أن تحدث مقاربة بين الجميع فى المجتمع الدولى لمساعدة المبعوث، لأن هناك معطيات داخلية وخارجية يجب أن نعمل عليها.

قرأت تصريحاً لوزير الخارجية العمانى يتحدث فيه عن أن الحوثيين منفتحون للتفاوض؟

- نرحب بأى خطوات من الأشقاء فى عمان أو غيرهم لدعم مسارات التفاوض، وعلينا جميعاً فى النهاية أن نجلس على طاولة واحدة لمناقشة كل الأمور مهما كانت صعبة، فالموضوع سيكون جولات طويلة ومعقدة لنزاعات عديدة، فالانقلاب فى صنعاء عبث بمؤسسات الدولة، وترتيب هذه الأمور والجلوس على طاولة واحدة هو الأساس الآن، وإذا ساعد العمانيون فى ذلك سيكون عملاً إيجابياً.

هناك تصريحات منسوبة لكم بأن الحوثيين يسيطرون سيطرة وهمية على الدولار فى صنعاء، فى المقابل هم يقولون إن الأمور مستتبة والناس يتقاضون مرتباتهم؟

- هو يصرف من خلال هيكل موازٍ، فأى هيكل للدولة من قبل ٢٠١٤ لا يتم الصرف له، ونحن كحكومة كنا نصرف للقطاع الطبى بالكامل فى المناطق التى كان يسيطر عليها الحوثيون للحفاظ على الجانب الإنسانى. والحوثيون يحاولون إرغامنا على أساليب لا تستطيع أن تلجأ إليها الدولة.

العاصمة المؤقتة «عدن» جاهزة لاستقبال الدبلوماسيين والسفارات الأجنبية.. وضربها بالصواريخ

من أخطر الجرائم فى التاريخ

قلت إنكم تدفعون رواتب لموظفين فى مناطق سيطرة الحوثيين؟

- توقفنا حالياً -للأسف- بسبب الحوثيين.

هل العاصمة المؤقتة جاهزة لاستقبال البعثات الدبلوماسية والسفارات؟

- جاهزة وأكثر أمناً من مناطق كثيرة، ولا نتكلم عن وضع أمنى مناسب، لأنه ما زال هناك ترتيبات أمنية، فالشق الأمنى يحتاج لتوحيد ودمج وترتيب القرار الأمنى، وهناك أشواط قُطعت فى هذا الإطار فيما يتعلق بغرفة العمليات المشتركة ووضع المدينة الحالى يمكن البناء عليه، وهناك بعثات وأجانب كثيرون موجودون فى عدن.

هل يمكن القول إن حكومتكم متجانسة؟

- إلى حد ما، وبالنسبة لى الموضوع كان صعباً قبل أن ندير جلسات مجلس الوزراء، حيث أخذنا قرارات صعبة كنت أتوقع انقسامات بموجب أنها حكومة، والنضج الموجود لدى أعضاء الحكومة أسهم بشكل كبير فى ولادتها، لكنْ هناك صراع تجاه ما يسمى «البيانات»، لإرضاء كل فريق، ونحتاج لميثاق شرف إعلامى فيما يتعلق بالبيانات الصحفية التى قد تؤدى لتوتير الشارع. وكان البعض يتوقع أن مكونات الحكومة سيحدث بينها صراعات، لكن ذلك لم يحدث، والجميع يعمل بشكل جيد.

بم تفسر مسألة مطالبة عدد كبير من أبناء الجنوب بالانفصال؟

- هى قضية موجودة قبل تشكل المجلس الانتقالى أو بعد تشكل المجلس الانتقالى، هناك أطراف تدعو لذلك، وهذا شىء قائم وموجود، والمساحة السياسية موجودة والمجلس الانتقالى يطرح مشروعه، لكن الأساس الآن هو النقاش، والهدف الرئيسى هو استعادة الدولة، ولن تكون هناك وحدة بالقوة أو انفصال بالقوة. فى الأخير ما يطرح الآن فيه أطر سياسية وتنظيمية وحزبية. وبالنسبة لى كرئيس حكومة أحافظ على توازن معين لأننى لو انحزت بشكل أو بآخر فذلك يمكن أن يؤدى للنزاعات، لذلك يجب أن نحافظ على توازن العلاقة، لأن أى انزلاق أو توترات سياسية أو عسكرية يمكن أن ترجعنا خطوات للوراء، فالمواطنون فقدوا مدخراتهم وهم فى وضع صعب، وبقاء النظام البنكى يعمل فى اليمن هو معجزة، ونحن نحافظ على البلد، حتى لا ينزلق للهاوية، ولا نريد خيارات شمشون من بعض القوى السياسية، ويجب أن يستوعب الجميع بعضهم البعض للمساعدة فى بناء التوافقات السياسية.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل