المحتوى الرئيسى

المحافظات تنتظر السيول بتطهير «الهرابات»

09/28 22:34

مصطفى سنجر وعمرو بحر ورضا الحصر ومحمد راشد وماهر عبدالصبور

جنوب سيناء: 11 سيارة مجهزة بأحدث التكنولوجيا لنقل وشفط المياه.. ومحافظ المنيا يوجه بالتنسيق مع الرى للتعامل مع الأمطار الغزيرة

الأقصر: لجنة للمرور على المخرات وتنظيف الترع والمصارف

يترقب الأهالى فى المحافظات الحدودية موسم الأمطار والسيول الشتوية بتحضيرات خاصة بينها تطهير «الهرابات» لتخزين كميات المياه الوفيرة التى يعتمدون عليها فى الشرب والزراعة وتربية المواشى، فالسيول بالنسبة بهم ليست كلها شرور فلها فوائد لا يعرفها إلا من اعتاد التعامل معها ويستعد لها كل عام بالأفراح.

يقول سليمان الجبالى من أهالى مدينة سانت كاترين: إن جميع سكان المدينة ينتظرون موسم السيول بفرحة؛ لكونها تملأ الخزان الجوفى بالمدينة ما يوفر مياه الشرب للسكان، خاصة وأن المدينة جبلية ولا تتوافر بها مياه الشرب بسهولة، مشيرا إلى أن مشروعات الحماية من السيول التى جرى إنشاؤها بالمدينة ساعدت فى تخزين كميات كبيرة من المياه ما جعل معظم السكان يتجهون للزراعة، وذلك بعد تراجع القطاع السياحى بسبب ظروف فيروس كورونا.

وأضاف سليمان الجبالى، أن مشروعات الحماية من السيول التى نفذتها الدولة حولت شبح التهديد والدمار الذى كنا نعانى منه له سابقًا إلى إتاحة فرص عمل لأبناء المدينة فى مجال الزراعة، إضافة إلى عدم تضرر الممتلكات العامة والخاصة من هذه السيول.

وعبر عيد حمدان من أهالى مدينة نويبع، عن فرحته بقدوم موسم السيول، مشيرا إلى أن بدو جنوب سيناء أصبحوا ينتظرون موسم السيول، مثلما كان ينتظر المصريين القدماء موسم فيضان النيل، للتوسع فى زراعة المحاصيل المختلفة التى ساعدت على تحقيق الاكتفاء الذاتى من المحاصيل الزراعية، خاصة بالوديان والتجمعات البدوية، لذا نعتبر موسم السيول مصدرا للخير والرخاء.

من جانبه، أكد محافظ جنوب سيناء خالد فودة، أن المحافظة تستعد كل عام لاستقبال السيول، من خلال تغير خريطة إحداثيات السيول وتطهير المخرات والسدود، بجانب التنسيق مع جميع الجهات المعنية للتدخل السريع للحد من آثارها على المواطنين، موضحا أنه تم إمداد المحافظة بـ 11 سيارة مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجيا الحديثة لنقل وشفط المياه.

وأضاف مدير عام الإدارة العامة للمياه الجوفية بجنوب سيناء عبدالرحمن فريد، أن مشروعات الحماية من أخطار السيول ساهمت فى حماية المنشآت السياحية والطرق والمبانى من الآثار التدميرية التى كانت تتعرض لها المحافظة كل عام، بجانب تخزين أكثر من 80 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب والزراعة، وجرى الاستفادة من المياه فى التوسع فى الرقعة الزراعية بالمحافظة، بجانب الكميات الهائلة التى تغذى الخزان الجوفى للآبار.

وفى شمال سيناء، يعتبر الأهالى الأمطار والسيول بمثابة الخير الكبير الذى يتحقق بالاستغلال الأمثل للمياه، ويقول أحمد سلامة ترابين، من أهالى منطقة وادى الأزارق فى وسط سيناء: إن الأهالى ينشئون سدودا ترابية لاحتجاز مياه السيول وبها يتم زراعة الأراضى المحيطة بالوادى بخضراوات وأشجار متنوعة منها الزيتون والفواكه، بخلاف زراعة القمح والشعير.

وأضاف يوسف سعيد من أهالى مركز الحسنة: نستعد هذه الأيام لموسم السيول والأمطار من خلال بتطهير وتنظيف «هرابات» المياه المخزنة من أمطار الموسم السابق، موضحا أن «الهرابات» هى عبارة عن بناء يتم إنشاؤه تحت سطح الأرض بالأسمنت بأحجام مختلفة حسب قدرات كل أسرة، وتضم فتحات علوية فوق سطح الأرض يتم إنشاؤها بطرق معينة لتسقط عليها الأمطار ثم تنساب فى فتحات «الهرابات» حتى تمتلئ، ثم نستخدمها فى الشرب والزراعة.

من جانبه، كلف أسامة أحمد محمد عفش، رئيس مركز ومدينة الحسنة، إدارتى الأزمات والحملة الميكانيكية فى مجلس المدينة بالمرور على السواتر الترابية بمحيط المدينة، لإجراء الصيانة المطلوبة لها، وكذا إعادة ترميم وتدعيم السواتر الموجودة، والتأكد من تحملها لكميات الأمطار المتوقع هطولها خلال الفترة المقبلة، موجها برفع الاستعدادات والتأكد من جاهزية المعدات وفحصها، ورفع كفاءتها الفنية وتزويدها بمستلزمات التشغيل، لتكون جاهزة للمشاركة فى مجابهة مخاطر السيول والأمطار.

ودعا رئيس المدينة، إلى مراقبة السدود ورفع كفاءتها، خاصة سد الروافعة الذى يقع على وادى العريش؛ حيث نجح العام الماضى فى احتجاز ما يقدر من 5 ملايين و300 ألف متر مكعب من مياه السيول، وسد الكرم بمنطقة المغارة، الذى احتجز كمية مياه تصل لمليون و900 ألف متر مكعب، وسد طلعة البدن الذى احتجز حوالى 500 ألف متر مكعب، إضافة إلى ما يقرب من 15 خزانا أرضيا لتجميع المياه سعة 630 مترا مكعبا لكل خزان.

فى الوادى الجديد، لا تختلف الصورة كثيرا عن الصورة فى المحافظات الحدودية الأخرى، يقول محمود سيد، أحد أهالى مركز الداخلة: إن مياه الأمطار شريان حياة فى عدد كبير من المحافظات إلا أن أهالى الوادى الجديد اعتمدوا على المياه الجوفية كمصدر أساسى فى الرى والشرب، فى ظل عدم الانتظام السنوى لسقوط الأمطار والسيول، علاوة على وجود مخرات لتصريف المياه فى الصحراء على عكس بعض المحافظات الأخرى التى تعتمد على الأمطار فى الزراعة ويحفظوا المياه فى هرابات لتعظيم الاستفادة منها.

ومن جانبه، أكد منصور إبراهيم، وكيل وزارة الرى بالوادى الجديد رئيس الإدارة المركزية للمياه الجوفية، فى تصريحات لـ«الشروق»، أن كميات السيول والأمطار التى تشهدها المحافظة بشكل غير منتظم سنويا تستفيد بها الطبقة السطحية بالتربة فى ظل أنها كميات ليست كثيفة ولا تصل إلى مستوى ومنسوب الخزان الجوفى النوبى الذى تعتمد عليه المحافظة كمصدر لمياه الآبار، معتبرا أن هذا الأمر يعد ميزة كبرى لضمان حماية الخزان الجوفى من التلوث.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل