المحتوى الرئيسى

«معاً لتطوير العشوائيات»: «كومباوند» متكامل لسكان «أبوقرن»

09/24 00:12

بوابة حديدية ضخمة، تعلوها عبارة «مشروع معاً لتطوير العشوائيات.. نبنى البشر قبل الحجر»، يجلس أمامها فرد أمن، داخل الكشك المخصص له، تقودك قدماك إلى ممشى طويل، تزينت جوانبه بالأشجار والزرع، ينتهى بعدد هائل من العمارات، المكونة من 5 أدوار وأرضى، والمطلية بلونين البنى والبرتقالى، على طراز معمارى يميزها عن غيرها، من المشروعات السكنية، حيث يعد مشروع «معاً.. لتطوير العشوائيات»، واحداً من المشروعات السكنية، التى وفرتها الدولة، كسكن بديل لسكان المناطق العشوائية، فى إطار خطتها للقضاء على هذه الظاهرة، وتوفير حياة كريمة آدمية للمواطنين.

«سعيد»: تسلمنا الشقق مفروشة وكاملة التشطيب أحسن من العشش اللي كنا عايشين فيها

يضم المشروع نحو 4416 وحدة سكنية، بمساحتى 65 و75 متراً، وتم الانتهاء منه فى يوليو الماضى، ليستقبل أسر منطقة عزبة أبوقرن، التى يجرى تطويرها حالياً، بحى مصر القديمة، فى إطار حملة تطوير القاهرة التاريخية. المشروع يستقبل يومياً أكثر من 40 أسرة، يتم تسكينهم على الفور، داخل وحدات كاملة التشطيب والفرش، وبها جميع الأجهزة الكهربائية التى يحتاجها السكان.

السكان: حياتنا اتغيرت ونحتاج فرص عمل قريبة من المشروع

بين ليلة وضحاها تتبدل الأحوال، من أسوأ حال إلى أحسن حال، هذا هو ما حدث مع سكان منطقة عزبة أبوقرن بمصر القديمة، الذين وجدوا أنفسهم خلال الأيام الماضية محل اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتكون واحدة من المناطق العشوائية، التى قررت الدولة تطويرها، ونقل سكانها إلى مشروع سكنى آخر، بديل للسكن العشوائى الذين عانوا داخله سنوات طويلة، وذلك فى إطار خطة الدولة لتطوير القاهرة التاريخية، وتوفير سكن آمن آدمى للمواطنين، يوفر لهم حياة كريمة، ليتم نقل سكان منطقة عزبة أبوقرن بمصر القديمة، إلى مشروع «معاً» بمدينة السلام، وتسكينهم داخل الشقق المخصصة لهم بالمشروع، التى توفرها الدولة كاملة التشطيب والمرافق، وبها جميع الأجهزة الكهربائية التى يحتاجها المواطنون.

«من وقت ما جيت هنا حياتى اتغيرت كتير، لكن مشكلتى إن شغلى فى فيصل بعيد جداً عن السلام».. هكذا بدأ سعيد صالح، 26 عاماً، الذى يعمل حداداً، عند حديثه عن أثر نقله من عزبة أبوقرن إلى مدينة السلام، حيث تم نقله هو وزوجته وأولاده، وحماته وأولادها، إلى المشروع، وتم تسكينهم داخل الشقق: «تسلمنا الشقق كاملة التشطيب والعفش والأجهزة الكهربائية، ومساحتها حلوة، أحسن من العشش اللى كنا عايشين فيها».

وأضاف «صالح» أن المشروع السكنى يوفر خدمات عدة، تسهل عليهم حياتهم داخل المشروع: «المساحات هنا واسعة وفيه جناين خضراء الأطفال بيلعبوا فيها، وكمان سمعت إنهم هيعملوا مركز شباب كبير هنا».

وعن وسائل الأمن داخل المشروع، أوضح «صالح» أن هناك مكتب أمن على بوابة المشروع، يمنع دخول الأفراد الذين ليس لهم سكن داخل المشروع، كما أنهم يمنعون دخول التوك توك أو التروسيكل داخل المشروع، للحد من انتشار العشوائية: «كده أفضل عشان الدنيا تفضل كويسة، ومايبقاش فيه مواصلات داخل المشروع»، مختتماً حديثه برغبته فى أن يجد عملاً قريباً من المشروع توفيراً للوقت والمجهود، قائلاً: «نفسى ألاقى شغل قريب من هنا عشان ماصرفش مواصلات كتير، وأقدر أعيش كويس أنا وعيالى».

«هند»: مبسوطة إن ولادي هيعيشوا ويتربوا في المكان ده.. وباتمنى نصيبهم يبقى أحسن من نصيبي

أمام إحدى العمارات، وقفت هند محمد، فى العقد الثالث من عمرها، تحمل ابنها على يديها، وبجوارها أختها الكبرى، حيث تم نقلهم من عزبة أبوقرن إلى مشروع «معاً» بمدينة السلام، وتم تسكينهم بعمارة واحدة داخل المشروع: «لما جينا كنا مستغربين الحياة هنا، لأنها مختلفة كتير عن حياتنا اللى عشناها من يوم ما اتولدنا»، مضيفة أنها بمرور الأيام ستعتاد الحياة داخل المشروع، والسكن الجديد، لأنه يوفر لها كل الخدمات التى تحتاجها هى وأولادها.

أما عن الأسعار داخل المجمع الاستهلاكى بالمشروع، أشارت «هند» إلى كونها مناسبة لها، حيث تذهب إلى المجمع الاستهلاكى لشراء ما تحتاجه صباح كل يوم: «كمان موفرين لنا عربيات بتوصل لنا العيش لحد البيت، بدل وقفة الطوابير فى الفرن». وتابعت «هند» بقولها: «مبسوطة إن ولادى هيعيشوا ويكبروا فى مكان زى كده، وباتمنى يكون نصيبهم فى الدنيا أحسن من نصيبى بكتير».

وعن مهنة زوجها، قالت «هند» إنه يعمل «صنايعى»، ليس له وظيفة معينة، وتبعد منطقة عمله عن مدينة السلام بمسافة كبيرة، ما يشكل عائقاً فى الذهاب والعودة يومياً: «نفسى جوزى يلاقى شغلانة تكون قريبة من السكن الجديد، عشان يقدر يروح وييجى بسهولة ومن غير مصاريف». لم يختلف الوضع كثيراً، عند إسراء محمد، فى أواخر العقد الثانى من عمرها، حيث تم نقلها هى وأسرتها وتسكينهم داخل الشقق بالمشروع، وتم توفير سيارات لنقل أمتعتهم من عزبة أبوقرن إلى مشروع «معاً»، وفور وصولهم إلى المشروع تم تسكينهم داخل الشقق المخصصة لهم، على حد قولها: «لما وصلنا هنا وزَّعونا على طول على الشقق، ولاقيناها جاهزة، وفيه عفش من بتاعنا القديم بعناه، لأننا مابقيناش محتاجينه». وعن الحياة الجديدة التى انتقلت إليها «إسراء»، أوضحت أنها تحتاج إلى وقت كى تتكيف على الحياة داخل المشروع، قائلة: «بقالى أكتر من 20 سنة عايشة فى عزبة أبوقرن، صعب بين يوم وليلة أقدر أعيش فى مكان زى ده مختلف تماماً عن حياتى الطبيعية».

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل