المحتوى الرئيسى

الخبيرة الاقتصادية آليسون شراجر: الاقتصاد الجديد ينهي عصر سيطرة الرجل

09/21 15:43

منذ نحو عشر سنوات بدأ حديث المحللين والخبراء عن انتهاء عصر سيطرة الرجل على سوق العمل، مع ظهور الاقتصاد الجديد الذي لم تعد أغلب وظائفه تحتاج إلى قوة عضلات الرجل، بقدر ما تحتاج إلى مستويات أعلى من التعليم.

في الوقت نفسه فإن أحدث البيانات المتاحة تشير إلى سيطرة الفتيات على مقاعد الدراسة في الجامعات، وخلال السنوات القليلة المقبلة سيكون هناك بنتان حاصلتان على درجة جامعية مقابل كل شاب يحصل على الدرجة.

وتقول أليسون شراجر الخبيرة الاقتصادية وأحد كبار زملاء معهد مانهاتن للدراسات إنه يمكن القول إنه "آخيرا ستحصل المرأة على حقها بعد عقود من التهميش في سوق العمل والحصول على أجر أقل من الرجل"، مضيفة أنه تجب الإشارة إلى أن الرجال مازالوا يمثلون الأغلبية من المسجلين لدراسة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المدارس العليا والجامعات وهو  يتيح لهم الحصول على وظائف ذات أجر أعلى.

وتوضح شراجر في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء إن أن الاقتصاد ليس معادلة صفرية، وأن تخلف جزء كبير من الرجال عن تطورات سوق العمل لن يفيد أحدا. فالرجال ذوي الدخل المنخفض ومستوى التعليم الأقل، ليس من المحتمل بدرجة كبيرة أن يكونوا مستعدين للزواج.

ولكي يصبح الأمر أسوأ، فاحتمال التحاق الأطفال الذين ينشأون في أسرة ذات عائل واحد بالجامعة يكون أقل. وهذا التأثير لن يكون بنفس القدر بالنسبة للفتيات اللائي ينشئن في أسرة من عائل واحد.

وتقول أليسون شراجر هناك أسبابا عديدة غير وضع الأسرة تفسر عدم إقبال الأولاد على استكمال تعليمهم الجامعي. فبعض الشباب الذكور لا يرون قيمة كبيرة في اقتراض مبالغ طائلة لتمويل تعليمهم الجامعي والحصول على شهادة لا ترتبط بشكل مباشر بالوظيفة.  والحقيقة أن بعض المدارس لا تضيف الكثير للطلبة بالفعل.

ويقول ديريك تومسون من معهد ذا أتلانتك الأمريكي إن الأولاد  أكثر عرضة للمعاناة في المدرسة، لذلك من غير المستغرب أن نجدهم لا يرغبون في قضاء عدد سنوات أكثر في الدراسة. كما يشير تومسون إلى أن البحث يقول إن الأولاد أقل قدرة على الصبر وانتظار التقدير لما يبذلونه من جهد.

وهذه مشكلة كبيرة. فالاقتصاد يتطور، والتعليم ما بعد الثانوية أصبح شرطا أساسيا لحياة مستقرة في الطبقة المتوسطة. وهناك تفاوت كبير في الدخول بين الحاصلين على شهادات جامعية وغير الحاصلين عليها. والآن يمكن أن نرى  تأثيرات ذلك على المدى الطويل. فالرجال الأقل تعليما لا يعملون فقط في الوظائف الأقل أجرا، وإنما قد لا يعملون على الإطلاق. ففي عام 1992 كان حوالي 72% من الذكور الحاصلين على شهادة المدارس العليا فقط والأقل من 25 عاما يعملون. ولكن نسبة الذين كانوا يعملون من هذه الفئة قبيل تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد في العام الماضي كانت 64% فقط. وازداد الأمر سوءا بالنسبة لهؤلاء خلال العام ونصف العام الأخير. فقد انخفضت نسبة من يعملون من هذه الشريحة خلال الربع الثاني من العام الحالي إلى 61% فقط. 

وتعني التغيرات الحالية في التكنولوجيا والتجارة أن الاقتصاد يتطور بحيث يكون الجزء الأكبر من النمو في أنواع الوظائف التي تعمل فيها النساء بشكل عام، مثل الرعاية المنزلية والتعليم، والكثير من الوظائف ذات الأجر الأعلى والتي تحتاج إلى مؤهلات جامعية. وتسيطر البنات على أغلب مقاعد الدراسة الجامعية في هذه المجالات  فالبنات أكثر من الأولاد في كليات الطلب. وكذلك يزيد عدد النساء الحاصلات على درجة الدكتوراه عن الرجال.  ومع سيطرة النساء على المجالات الأسرع نموا،  سيكون من المحتم أن يواجه الرجال غير الحاصلين على مؤهلات عليا  خطر الانزلاق إلى الطبقات الأدنى بصورة دائمة.

أهم أخبار اقتصاد

Comments

عاجل