«س وج».. شروط وأحكام دفن الميت وبناء المقابر: هل الطوب الأحمر مكروه؟

توجه بعض المواطنين بعدد من الأسئلة إلى دار الإفتاء المصرية، عبر موقعها الرسمي، بشأن شروط وأحكام دفن الميت وفق الشريعة الإسلامية؛ لتجنب الأخطاء التي يمكن تجنب الوقوع بها، وأجاب الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية، على الأسئلة، موضحا آداب الدفن الشرعية، والأحكام التي يجب الالتزام بها.

وتستعرض «الوطن» أبرز الشروط والأحكام المتعلقة بدفن الموتى المسلمين في التقرير التالي:

- ما هي أداب الدفن الشرعية؟

قال الدكتور شوقي علام، إن المقرر شرعا حول دفن الميت تكريم للإنسان، وتم الاستدلال على ذلك بقول الله تعالى: «ألم نجعل الأرض كفاتا، أحياء وأمواتا» [المرسلات: 25-26].والمتفق عليه في كيفية دفن الميت منه الأمة الأربعة، هو وضعه على جانبه الأيمن عند إدخاله للقبر، وجع وجهه ناحية القبلة، مؤكدا على حرمانية جعل الوجهة في أي اتجاه غير القبلة، فيجب إدخاله إلى القبر ورأسه باتجاه القبلة منعا للدوران به داخل القبر، ولا يَضُرُّ أن يكون الدَّفن على الرَّمل أو التُّراب، فكُلُّ ذلك جائز.

الدفن يكون في حفرة تحت الأرض ساترة للميت وعازلة للروائح

- هل يجوز الدفن في بناء فوق الأرض «فسقية»؟

أوضح المفتي، أن الأصل في الأمر هو إتمام الدفن في حفرة تحت الأرض ساترة للميت عازلة للروائح، ومانعة وحامية من نبش القبور وأمانا لأجساد الموتى أو ما تبقى منها، ويجوز في حالة الضرورة أن يكون الدفن في مبنى فوق الأرض أو «فسقية»، ولا مانع إن تعدد أدواره بحسب الحاجة، بشرط التعامل باحترام مع أجساد الموتى.

- هل يجوز شق طريق بين المقابر من أجل بناء مقابر أخرى في المساحة المتبقية؟

أشار المفتي إلى أنه لا مانع منه مادام له حاجة، مع الحرص على أن يكون الطريق بين المقابر الشرعية وليس فوقها.

حالات دفن أكثر من ميت في نفس القبر من أصناف مختلفة

- ما حكم الإسلام في دفن أكثر من ميت في العين الواحدة؟

أكد «علام» أن الأصل يجب عدم دفن أكثر من ميت في القبر الواحد، ولكن يوجد بعض الحالات التي يجوز فيها دفن أكثر من ميت في نفس القبر، من نفس الصنف أو إناثا وذكورا في قبر واحد، هي امتلاء القبور أو تعذر الدفن فيها.

- ما حكم تشجير الجبانة حول السور وداخله؟

لفت إلى أن الأمر جائز فالأشجار المزروعة إلى جانب الميت تخفف عنه لتسبيحها المستمر مادامت رطبة، قال تعال: «وإن من شئ يسبح بحمده» [الإسراء: 44]، وفي حين الزراعة يجب الحرص على الا تكون فوق الميت منعا لإيذائه، كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقبرين، فقال: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ؛ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً، فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ، فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: «لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا» متفق عليه.كما نص الفقهاء على كراهة قطع ما ينبت من نبات أو أشجار في المقابر مادامت رطبة، لأن هذا يحرم الميت من الانتفاع بتسبيحها، كما نصوا على جواز انتفاع الأحياء بثمارها مما يدل على جواز الزراعة في أرض خصصت للمقابر.

- ما حكم إنشاء دورة مياه داخل سور المقابر؟

الأصل هو أن تكون دورة المياه خارج المقابر وهذا احترامًا للأموات، واحترازًا من تأذيهم بالنجاسات، وإذا اضطرت الحادة لإنشاء دورة مياه في المقابر، لا مانع حينها ولكن بشرط أن يكون صرف النجاسات خارج المقابر تماما.

- ما نوع الحجر الذي يجب بناء المقابر به؟ فالطوب الأحمر مثلا قد دخل النار.. هل يمكن استخدامه؟

أوضح المفتي أنه لا مانع في ذلك، إنما عدَّهُ تفاؤلًا أن الميت لا تمسه النار، ومن المقرر أن الكراهة تزول لأدنى حاجة، فلا تحريم في استخدام الطوب الأحمر أو الطوب الجيري في بناء الجبانة ولا كراهة.