المحتوى الرئيسى

الصين وفرنسا تهاجمان اتفاق الغواصات النووية بين أمريكا وأستراليا

09/17 09:35

 أثارت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الخميس، غضبا حادا لدى الصين، المنافس العنيد ، وفرنسا، أحد أقرب حلفائها، بشأن اتفاق من شأنه أن يساعد أستراليا على تطوير غواصات تعمل بالطاقة النووية، حسبما أفادت صحيفة لوس أنجليس تايمز .

وأعلن بايدن عن الاتفاق النووي، الذي يشمل المملكة المتحدة أيضا، أول أمس الأربعاء، ما هدد على الفور بتفاقم التوترات مع بكين وربما الإضرار بتحسين العلاقة مع باريس.

فهو يعطي أستراليا تكنولوجيا أمريكية لبناء أسطول من الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، والتي هي أكثر تخفيا، ولها مدى أطول وأعمق وأكثر تطورا من الغواصات التقليدية.

واعتبر الاتفاق خطوة رئيسية في تعهد بايدن بتشكيل تحالف كبير للحد من النفوذ الاقتصادي والعسكري للصين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. ويشار إلى أن التوترات الأمريكية مع الصين آخذة في الازدياد، وأن احتواء بكين هو أولوية عليا في السياسة الخارجية لإدارة بايدن.

وأعربت بكين الخميس، عن غضبها المتوقع من الاتفاق وانتقدته لتبنيه عقلية الحرب الباردة التي ستؤجج سباق التسلح وتضر بالجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية وتهدد السلام والاستقرار الإقليميين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جاو ليجيان إن الولايات المتحدة وبريطانيا "تستخدمان الصادرات النووية كأدوات في ألاعيب جيوسياسية وتطبقان معايير مزدوجة وهو أمر غير مسؤول إلى حد كبير". ودعا الدولتين إضافة إلى أستراليا إلى " التخلص من عقلية الحرب الباردة والقيام بالمزيد للإسهام في السلام والاستقرار " .

ورد مسؤولون في الإدارة الأمريكية بعد ظهر الخميس، بأن الاتفاق الدفاعي لا يستهدف بكين رغم أن معظم الخبراء رأوا الصين بشكل جلي هي المستهدفة على خلفية القرار.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال مؤتمر صحفي انضم إليه وزير الدفاع لويد أوستن ونظيريهما الأستراليان "إنه لا يستهدف أي دولة... إنه لا يهدف بالتأكيد إلى كبح جماح أي شخص. إنه يتعلق بالتمسك بالنظام الدولي القائم على القواعد الذي تؤمن به أستراليا والولايات المتحدة إيمانا عميقا".

وأضافت وزيرة الخارجية الأسترالبة ماريس باين " لقد كنا ثابتين للغاية في رغبتنا في المشاركة البناءة مع الصين.. ونحن نضع أهمية كبيرة على تلك العلاقة".

وفي الوقت نفسه، أعرب القادة الفرنسيون يوم الخميس، عن سخطهم، قائلين إنهم أصيبوا بصدمة بالغة بسبب صفقة الغواصات - وهي انتقادات يبدو أنها تقوض جهود إدارة بايدن لإصلاح العلاقات مع الحلفاء التي تؤكد أنها أهملت في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

ومن المقرر أن يكلف قرار أستراليا بناء غواصات تعمل بالطاقة النووية، بدعم أمريكي وبريطاني، فرنسا صفقة بقيمة 56 مليار يورو (66 مليار دولار)، كانت قد وقعتها في عام 2016، لتزويد أستراليا بغواصات تقليدية.

ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ووزيرة الدفاع فلورنس بارلي، الخطوة بأنها تتعارض مع روح التعاون بين فرنسا وأستراليا، والذي قالا إنها مبنية على الثقة السياسية.

وقال لودريان لإذاعة "فرانس انفو" يوم الخميس: "أنا غاضب.. إنه أمر لا يمكن فعله بين الحلفاء... إنها صفعة على الوجه".

وأوضح: "لقد أقمنا علاقة ثقة مع أستراليا، وقد تعرضت هذه الثقة للخيانة"، مضيفا أن كانبرا يتعين عليها الآن أن تشرح كيف تعتزم الخروج من الصفقة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي: "لم ننته من هذه القصة بعد".

وكانت شركة "نافال جروب"، وهي شركة فرنسية تملك الدولة معظمها وتعمل في مجال الدفاع والطاقة، فازت بالعقد في عام 2016 لتصميم الغواصات للبحرية الأسترالية.

من ناحية أخرى، بدا أن هناك حليفا آخر، ينتقد الصفقة أيضا بصورة ضمنية، وهو نيوزيلندا، حيث أعلنت رئيسة الوزراء جاسيندا أردرن أن بلادها، التي لطالما رفضت استخدام الطاقة النووية، لن تسمح للغواصات الأسترالية التي تعمل بالطاقة النووية، بدخول مياهها.

وقالت أردرن في العاصمة ولنجتون إن "موقف نيوزيلندا بشأن الحظر المفروض على الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية في مياهنا، لم يتغير".

وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون والرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يوم الخميس عن الشراكة الجديدة، التي تعرف اختصارا باسم "أوكوس"، والتي ستسمح للدول الثلاث بتبادل التكنولوجيا التي تشمل الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والأنظمة تحت الماء وقدرات الضربات بعيدة المدى.

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل