المحتوى الرئيسى

الدين بيقول إيه.. أرباح "التيك توك" حلال ولا حرام؟ - صوت الأمة

09/16 02:30

لا يزال الجدل محتدم بشأن الأرباح التى يحصل عليها البعض من تطبيق "تيك توك" وهل هي حرام أم حلال ؟، وهو السؤال المهم الذى نبحث عن إجابات له في ظل تزايد استخدام هذا التطبيق من قبل العشرات وربما المئات.

يقول الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتاوى الشفوية وأمين الفتوى بدرا الإفتاء المصرية، ردا على هذا السؤال:" على حسب ما يقدم في هذا، فهناك شيء هادف وشيء يحث على الأخلاق ويساعد على انتشار الفضيلة، سواء كان معلومة مفيدة دينية أو دنيوية، وهناك أشياء خارجة عن العادات أو التقاليد أو الأدب أو تحض على الحرام".

وأضاف عثمان ردا على سؤال كان قد ورد على صفحة دار الإفتاء المصرية: "إذا كان المعروض من قبيل الأشياء المباحة والحلال والتي تحث على الأخلاق وتقدم معلومات مفيدة دينية أم دنيوية فما يأتي منه حلال أما إذا كان غير ذلك فحرام".

تابع : "سبق وأجبنا وقلنا إن كانت تقدم شيئًا هادفا وتقدم في صورة مهذبة دون أي خدش للحياء أو أي إثارة لفتن أو محرمات، أو أمور دينية لا تثير فتنا، وكان كل هذا إن كان في إطار مهذب لا شيء فيه تماما، أما إن خرج عن إطار الأدب أو كان هناك استهزاء وسخرية من الآخرين ونحو ذلك فلا يجوز وما يأتي منه فهو حرام".

وتحت عنوان "أرباح " التيك توك " في ميزان الفقه الإسلامي الدكتور عبد الحليم منصورأستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف مقالا نشرته بعض الصحف فيما نشره هو كذلك على صفحته فيس بوك قائلاً فيه :" كثر الكلام في الآونة الأخيرة حول ما يسمى بأرباح " التيك توك " وذلك من خلال تحميل أبلكيشن معين ، ودعوة المشاهدين لرؤيته ، مقابل الحصول على مقدار معين من المال ، ومن ثم يسأل البعض عن حل هذه الأموال من عدمه ؟

وجوابا على ذلك أقول : إن الحكم الفقهي حول هذه المسألة يرتبط ارتباطا وثيقا بما يقدم في هذه المحتويات ، ومدى الجهد المبذول من الشخص الذي يحصل على هذه الأموال .

فإذا كان المحتوى المقدم مرذولا ، وينافي قيم المجتمع ومبادئه ، وينافي الأخلاق الفاضلة التي دعت إليها الأديان السماوية ، ويعمل على الإخلال بمنظومة القيم في المجتمع ، ففي هذه الحالة يكون هذا المال محرما ، لأن ما أدى إلى الحرام فهو حرام ، ولأن للوسائل حكم الغايات ، ولأن ترويج ما ينافي الأخلاق ويعمل على إشاعة الفاحشه محرم شرعا لما يأتي :قول الله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " النور : (19)

فضلا عن إيذاء مشاعر المواطنين المحرم عملا قول الله تعالى :" وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا " الأحزاب : (58)

وأيضا لما في هذا من الإضرار بأخلاق المجتمع ، والتعدي عليها ، لقوله عليه الصلاة والسلام :" لا ضرر ولا ضرار " وقوله أيضا :" من ضار ضار الله به ، ومن شق شق الله عليه ".

وأيضا لما في هذا العمل من المجاهرة بالمعصية والعمل على ترويجها ، وكل منها إثم عظيم وشر مستطير ، قال عليه الصلاة والسلام :" كلُّ أُمّتِي مُعافًى إلا المُجَاهِرِينَ وإِنَّ من المُجَاهَرَةِ أنْ يَعمَلَ الرّجُلُ بِاللَّيلِ عمَلًا ثمَّ يُصبِحَ وقد ستَرَهُ الله فيَقُولَ يا فُلانُ عَمِلتُ البَارِحَةَ كذا وكذا وقد باتَ يَستُرُهُ ربُّهُ وَيُصبِحُ يَكشِفُ سِترَ اللّهِ عنه " رواه البخاري . قال ابن تيمية :" فما دام الذنب مستورا فعقوبته على صاحبه خاصة ، وإذا ظهر ولم ينكر كان ضرره عاما ، فكيف إذا كان في ظهوره تحريك لغيره إليه ".

أما إذا كان المحتوى المقدم منضبطا ومتناغما مع الأخلاق ، ولا يعمل على إشاعة الفاحشة في المجتمع ، ولا يصادم قيم المجتمع وأخلاقه ، ففي هذه الحالة يكون المحتوى مباحا ، والعمل على ترويجه مباحا أيضا ، ويكون المقابل المالي الذي يحصل عليه الشخص في هذه الحالة مشروعا ، إذا كان الجهد المبذول يساوي المبلغ المتحصل عليه ، فإن لم يكن كذلك ، بأن كان المال أكثر من العمل ، أو مبالغا فيه ، ففي هذه الحالة يكون ما زاد عن الجهد المبذول في ضوء عرف هذه المهنة وأهلها محرما ، لأنه من قبيل الإثراء بلا سبب على حساب الغير ، وأخذا لمال الغير بغير حق لقول الله عز وجل :" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا " النساء : (29)

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل