المحتوى الرئيسى

استجابة وحديث عن الإرهاب وحقوق الإنسان.. النص الكامل لمداخلة السيسي

09/16 01:09

واستهل الرئيس عبدالفتاح السيسي، مداخلته باستجابة لمناشدة السيدة بوسي سعد، التي تعمل في مهنة الحدادة منذ 7 سنوات، ولديها 4 أولاد؛ قائلا: «عينيا ليكي».

وتابع «السيسي»: «عندنا 65 مليون شخص تحت سن الـ45 سنة، لو 10% فقط منهم بيحبوا البلد بجد، ومستعدين يعملوا بجد، هيبقوا 6 ملايين، لو هيعملوا بقسوة على نفسهم لأجل خاطر البلد، تفتكر البلد رايحة لفين؟».

وواصل الرئيس: «تفتكر رد الفعل على البلد ده هيبقى إيه لو 6 ملايين عملوا بقسوة على نفسهم لأجل خاطر البلد، تعالوا نحب البلد صح، تعالوا ندي البلد صح».

وخلال تلك المداخلة طلب الإعلامي يوسف الحسيني، من الرئيس، أن يُدخل السيدة بوسي سعد، أول حدادة من المنصورة من أجل شكره، فرد السيسي: «لا أنا مش عاوزها تشكرني، أنا عاوز أسمع منها، وأتكلم معاها».

وحينها قالت السيدة: «أزيك يا سيادة الرئيس»، رد السيسي: «أهلا وسهلا بالستات الجدعان»، فردت: «ربنا يبارك في صحتك ومنتحرمش منك»، ليرد قائلا: «ربنا يديكي أنتي الصحة ويكرمك، ويعينك على المهمة الكبيرة اللي بتقومي بيها».

وأضاف «السيسي»: «أنا تحت أمرك يا بوسي، وتحت أمر كل مصري»، وردت عليه: «أنا مش عارفة أقولك ايه من فرحتي، بتشرف بحضرتك، مش مصدقة إني بكلمك»، فيما رد الرئيس: «شوفي اللي أنتي عاوزاه كله وأنا تحت أمرك».

وأردف الرئيس: «الصورة اللي في التليفزيون دي نموذج ومثل نفتخر ونفخر به كلنا، فعلا المرأة المصرية عظيمة ومخلصة وشريفة، وشقيانة على أهلها وناسها، ربنا يكرمك، لو عاوزه حاجة قوليلي ومتتكسفيش».

وأكد السيسي، أنه سيساعدها في مهمتها الثقيلة: «البيت والمكان اللي تشتغلي فيه، أنا تحت أمرك في كل حاجة»، فيما ردت: «كده كتير عليا أوي»، فرد: «مش احنا اللي بنعمل، ده ربنا اللي بيعمل، ربنا يبارك في أولادك، واحنا تحت أمرك».

على جانب آخر، أوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه كإنسان بدأ مبكرًا في القراءة، وكان يقرأ للكاتب والمفكر الكبير حسنين هيكل، وموسى صبري، وكل من كتبوا عن مصر، وتابع أيضا أحداث 1967، وغيرها من الأحداث التي أثرت في مصر.

وأضاف الرئيس: «أنا بدأت أدرس ليه أوضاعنا كده في كل الاتجاهات، وكانت دراسة موضوعية دون مزايدات، أو انحياز وشكلت فهمًا عميقًا وواسعًا عن واقعنا في مصر في كل حتة، بدءًا من الإنسان، وانتهاءً بكل ما يتصل به من عمل وتعليم وثقافة، وحتى الإشكاليات المرتبطة بالدين».

وتابع «السيسي»: «هذه الدراسة سببها حبي لأهلي وبلدي، ونفسي أشوف بلدي أحسن حاجة في الدنيا، وأي إنسان في الدنيا طبيعي يحب بلده وعايزها أحسن حاجة، لكن المهم بقى أنت بتحبها بالكلام! ولا مستعد تعمل عشانها حاجة».

وتطرق الرئيس أيضا إلى الحديث عن تجديد الخطاب الديني، قائلا: حتى نكون منصفين فإن تحقيق الأهداف في ملف تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي لن يحدث في عامين أو 3 بغض النظر عن الأدوات المستخدمة، لأننا نتعامل مع البشر، كبار وصغار، والإنسان عندما يكبر تكون فرص التغيير لديه صعبة.

وتابع الرئيس: «النقطة دي جت من الحالة اللي اتشكلت بعد 2011، والتطرف والإرهاب والتمن اللي مصر دفعته سواء من مواردها أو ولادها وبناتها اللي استشهدوا وأصيبوا، وكل الكلام ده الإعلام كان بيقدمه بتجرد دون انحياز، وده في حد ذاته شكل حالة.. والميل للدين بشكل مطلق ودون تفكير أتصور إنها تراجعت في مصر، وده هدف مقدرش أي رئيس قبل كدة يعمله وأنا معملتوش، ولكن الحالة المصرية هي اللي عملته».

وأضاف الرئيس: «ربنا عمل الدين والدين قابل للتشكل والتطور.. يتطور ايه هو احنا هنتكلم في عقائد! (لا إله إلا الله) مش هتتغير.. و(محمد رسول الله) مش هتتغير، ولا صلاة والصوم مش هيتغير، وثوابت الدين لا يمكن حد يتناقش فيها، ولكن فهم الأوضاع والتحضر الإنساني جيل بعد جيل».

وتابع السيسي: «أنت عايز تعمل معالجة وفهم لأمورك الفقهية في إطار التطور الإنساني اللي حصل، لكي لا تصطدم معه، لأن الأوائل تحركوا في هذا الموضوع وجندوا فهمهم لقضايا عصرهم وحلها، وإحنا للأسف لم نفعل ذلك، ولدينا ثقافة منذ 1000 سنة أو 1200 سنة وبنتعامل بيها مع قضايا حالية، واحنا كدة بنظلم الدين والفهم، وربنا هو اللي عمل الدين الإسلامي والمسيحي واليهودي وكل الأديان والحضارة اللي احنا فيها دي بتاعة ربنا، واحنا أدوات فيها، ولكن تصورنا إننا عملناها، والفضل لعلم الله الأزلي، ولو اصطدم الدين بالحضارة ده مش عيب الدين ولكن عيب فهمنا إحنا للدين

وأضاف الرئيس السيسي، أن الأوائل كانوا يدرسون الدين ضمن باقي العلوم الأخرى، وكانت قدرتهم على الاستنباط تتسق مع الواقع، ولكن الدين حاليًا أحكام ندرسها فقط دون أن تكون الأمور الإنسانية والحياتية داخلة في بنائنا الفكري، وبالتالي قد تصطدم دون أن نقصد.

وقاطع الرئيس عبدالفتاح السيسي، الإعلامي يوسف الحسيني، عندما وجه إليه الأخير سؤالا، عن فتح باب الاجتهاد في الدين، ثم تراجع عن لفظ «الاجتهاد» خشية أن يُفهم خطأ.

وقال «الحسيني»: «مش عايز أقول فتح باب الاجتهاد حتى لا تُفهم خطأ؟» فقاطعه الرئيس، قائلا: «أنت ليه قلقت تقول الاجتهاد!» فأجابه: «حتى لا تُفهم خطأ والناس دايما بتفهمنا غلط»، ليرد السيسي: «الاجتهاد عمره ما حد يقدر يناقش فيه، لكن الفكرة إيه.. يا ترى فيه قناعة للتصويب ولا مفيش، يا ترى فيه قناعة إننا ندرس ونبحث ولا لا.. لو فيه قناعة هتتحول لإرادة لعمل لمعالجة هذا الموضوع، وأنا بقول إن ربنا هيحاسبنا على ده».

وكشف الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن خطورة اجتزاء بعض النصوص الدينية، مشيرًا إلى أنها قد تؤدي إلى القتل، مشددًا على أن عملية تجديد الخطاب الديني مستمرة، وليست لفترة معينة.

وقال الرئيس السيسي: «شوفوا شكل الدنيا في العالم عامل إزاي نتيجة اجتزاء نصوص دينية معينة.. قد إية قتل.. قد إية تراجعنا! ده لا يطعينا تحفيز لكي نعيد بناء نفسنا! وعلى فكرة تجديد الخطاب الديني عملية مستمرة وليس شهر أو اثنين أو سنة، ولكنها عملية مستمرة لأن الإنسانية في عالمنا تتطور».

وتابع الرئيس: «شكل الدنيا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم يختلف عن شكلها حاليًا وسيختلف عن شكلها في المستقبل، وبالتالي عملية التجديد والتصويب مستمرة، وأي مبادرة في هذا القبيل مهمة، ولكن يا ترى حاسين إننا يجب أن نتوقف وندرس ونشوف ولا مصرين على مواقفنا! لو مصرين على مواقفنا مش هنعمل ده.. ولذلك فإن القناعة مهمة أولا لكي نغير ولو القناعة موجودة هتبدأ الإرادة تشتغل وتتحول إلى مسار علم واجتهاد».

ولفت الرئيس إلى أنه «ربما ننجح في مسألة ونخطئ في أخرى، ولا بأس في ذلك.. الدنيا عمالة تخبط والناس تعمل حاجات كتير وربنا شايف وساكت، وربنا صبور علينا وهو اللي خالقنا وهو عارف إننا بشر وضعاف».

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه يجب العمل على بناء الوعي: «يعني عاوز أقولك برضو فيه جزء مبذلناش جهد فيه أوي وده كانت نتيجة الحالة المصرية، المصريين كانوا أكثر خوفًا على بلدهم، وأكثر يقظة على بلدهم، وأكثر توجسًا على بلدهم».

وأضاف «السيسي»: «الواقع في بلاد أخرى جنب مننا نموذج حي، كنا خايفين إحنا نوصل المسار ده، كان ممكن يبقى حظنا كدة، بس بقولكم يا مصريين إن الخالق العظيم قال مصر لا، لو بتثقوا في كلامي أنا، ربنا قال إن مصر لأ، تفكروا وتعملوا عفاريت بس مصر لا، عشان كدة ربنا نجاها».

وتابع: «مصر كانت هتنزل من فوق الجبل، ربنا مد إيده سبحانه ومنعها من السقوط، وقالكم خلوا بالكم منها يا مصريين».

في سياق آخر، أشاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمسلسل «الاختيار»، موضحا أنه يجب أن يكون للدراما والإعلام دورا في صناعة الوعي، قائلا: «لما تجيب مثلا مسلسل زي الاختيار، لو فيه جهد إعلامي بيتكلم عن الوعي 3 أو 4 شهور، مش هيحق اللي حققه الاختيار».

وتابع الرئيس: «يبقى الدراما والإعلام والأسرة والمدرسة والجامع، دول ينموا الوعي، لو عرفنا نعمل تعليم كويس الوعي هيزيد، التعليم الكويس مش إنك تنجح وتجيب 90%، لا التعليم الكويس اللي يعلمك ازاي تفكر ويبقى مناسب لتعليم بكرة والمستقبل».

وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه يهمه أن يعي الشعب المصري ويقدر أنه ليس هناك انتهاك لحقوق الإنسان في مصر: «أنا بتكلم بجد، مسارنا اللي احنا فيه نشأ نتيجة الفقر والجهل وعدم ثقافة الأمور اللي حصلت خلال السنين الطويلة اللي فاتت، حقوق الانسان مش بالمنظور الغربي ولا بالشكل اللي احنا نتمناه، أنا بعترف بكده، قولي أغيرها ازاي».

وتساءل السيسي: «هل مؤسسات الدولة هي اللي بتعمل على ضبط حركة المجتمع في الدولة ولا حد تاني؟، فيه حد تاني ييجي يحكم ويمارس عمل غير مؤسسات الدولة المصرية؟ يعني مننا احنا، ضابط الجيش وضابط الشرطة، وفرد الجيش وفرد الشرطة، كل ده ولادنا، هما دول اللي بيقوموا بده».

وتابع الرئيس: «لو حجم المعرفة وحجم البناء العلمي والانساني والأخلاقي والديني كان معقول، صدقني كانت المؤسسات هتكون أفضل من كده، لما حد يضايق بنت ماشية أو ست ماشية غلط، يعني مش من حقك أنك تعمل ده خالص، ده جزء من انتهاك لحقوق الإنسان في مصر، عشان تخليهم ماشيين وخايفين إن حد يتحرش بيهم، أو حد يبص عليهم، أو حد يتنمر عليهم».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل