المحتوى الرئيسى

وضع القرم أكثر تعقيدًا مما يصرح به الإعلام الغربى

08/04 20:13

نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتب جيمس كاردن، يقدم فيه منظورا مختلفا لما يحدث فى شبه جزيرة القرم وهو المنظور الذى نادرا ما يتناوله الإعلام الغربى لفهم حقيقة التطورات هناك... نعرض منه ما يلى.

عادت قضية القرم إلى الأخبار مؤخرًا. ففى الشهر الماضى، تعرضت حاملة فى البحرية البريطانية (إتش إم إس ديفندر) لإطلاق نار من قبل القوات الروسية التى تقوم بدوريات فى البحر الأسود. كانت الحاملة هناك (ربما ليس من قبيل الصدفة، مع فرقة من هيئة الإذاعة البريطانية) لغرض ظاهرى يتمثل فى دعم وحدة أراضى أوكرانيا.

بعد ذلك بوقت قصير، أجرى الناتو تدريبات بحرية كبيرة فى البحر الأسود أعقبها بفترة وجيزة مناورة عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وبولندا وليتوانيا فى غرب أوكرانيا.

بالنظر إلى كل هذه التطورات، لابد من إعادة النظر فى التاريخ المعرض لخطر الضياع والنسيان والذى قد يساعدنا فى تقديم منظور مختلف لما كان يحدث فى المنطقة منذ سقوط الشيوعية قبل حوالى ثلاثين عامًا. وليس الغرض من ذلك الدفاع عن أفعال روسيا فى عام 2014 وضم بوتين شبه جزيرة القرم.

بدأت الجولة الأخيرة حول الوضع الجيوسياسى لشبه جزيرة القرم فى عام 2008 فى قمة حلف شمال الأطلسى حيث أعلن أكبر تحالف عسكرى فى العالم أن جمهوريتى جورجيا وأوكرانيا السوفييتتين ستصبحان عضوين فى الناتو. كان رد روسيا، بعد أشهر فقط، هو غزو جورجيا ردا على استفزاز غير مدروس من قبل الرئيس الجورجى آنذاك ميخائيل ساكاشفيلى.

بعد بضع سنوات، وتحديدا فى مارس 2014، فى أعقاب انقلاب عنيف فى الشارع أثاره تحالف ضمنى بين الليبراليين الغربيين فى أوكرانيا واليمين المتطرف الفاشى، أصدر ثلاثة رؤساء أوكرانيين سابقين (كرافتشوك وكوتشما ويوشينكو) دعوة إلى تمزيق اتفاقية خاركيف، وهى اتفاقية منحت روسيا الحق فى إنشاء قاعدة لأسطولها فى البحر الأسود فى شبه جزيرة القرم حتى عام 2042 مقابل أسعار مخفضة للغاز الطبيعى الروسى.

سرعان ما تحركت الحكومة الجديدة، بقيادة رئيس الوزراء، أرسينى ياتسينيوك، لشن عمليات استهدفت المدنيين والمقاتلين الموالين لروسيا فى منطقة روسو فون شرقى أوكرانيا.

هذه التحركات من قبل كييف وبالنظر إلى مخططات الناتو الواضحة بشأن أوكرانيا، دفعت بوتين بشكل مباشر لحماية الأقليات الروسية فى الخارج، وهكذا، بدأت الحرب التى أودت بحياة أكثر من 13 ألف شخص وأسفرت عن نزوح أكثر من مليون آخرين. فلم يكن من السهولة تجاهل تهديد الأمن القومى الذى يمثله هذا الأمر لروسيا.

لكن على الرغم من كل الجدل الدائر حول شبه جزيرة القرم، فإن الصوت الذى نادرًا ما يستشهد به الإعلام الغربى هو صوت الراحل ألكسندر سولجينتسين، أديب ومعارض روسى، حائز على جائزة نوبل.

كتب سولجينتسين عن حالة شبه جزيرة القرم وعلاقات روسيا مع أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفيتى فى كتاب صغير ولكنه قوى نُشر فى عام 1994 بعنوان «المسألة الروسية».

فى الكتاب، يصف سولجينتسين بازدراء خفى كيف أخطأ الرئيس الروسى بوريس يلتسين فى إنهاء معاهدة الاتحاد فى اجتماع سرى عقده مع رئيسى جمهوريات أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية وبيلاروسيا خارج مينسك فى ديسمبر 1991. كتب سولجينيتسين «أن الرئيس الأوكرانى كرافتشوك وعد زملاءه باتحاد حقيقى لا ينفصم، وحدود «غير مرئية»، وجيش واحد وعملة واحدة. لكن سرعان ما تحول كل هذا إلى كذبة. لم يتم تشكيل أى شىء من هذا القبيل وبعد مرور بعض الوقت أعلن كرافتشوك صراحة: يجب أن ننهى أسطورة الحدود غير المرئية».

كما يوضح سولجينتسين، كانت الولايات المتحدة تحاول ليس فقط ضم القرم، بل أيضًا سحب مدينة سيفاستوبول البحرية الروسية إلى دائرة نفوذ الغرب على مدار الثلاثين عامًا الماضية. ويلاحظ سولجينتسين أن السفير الأمريكى فى أوكرانيا، وهو من أصل أوكرانى اسمه رومان بوباديوك كان لديه الشجاعة لإعلان أن سيفاستوبول تنتمى إلى أوكرانيا. إلا أنه فشل فى توضيح الأسس القانونية التى استند إليها، وأيدت وزارة الخارجية رأيه على الفور.

كل هذا ببساطة للإشارة إلى أن القضايا المحيطة بوضع شبه جزيرة القرم أكثر تعقيدًا بكثير مما تقدمه الصحافة الأمريكية.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل