دفن السحر في مقابر الفيوم.. رجال الدين والمجتمع يكشفون حقيقة إبطال الأعمال | المصري اليوم
«طريقة إبطال السحر الذي تم العثور عليه بمقابر الفيوم»، عنوان لفيديو بثته صفحات «المصري اليوم»، عبر السوشيال ميديا تخطى المليون مشاهدة في وقت قصير، وتسبب في حالة من الجدل بين القراء ومستخدمي منصات التواصل الاجتماعي بشأن الإيمان بالسحر وإبطاله.
السحر الأحمر .. التحقيقات تكشف أسماء كتب استخدمها علاء حسانين لاستخراج الآثار
«السحر» يفقد حورية فرغلي 49 كيلو من وزنها (فيديو)
حورية فرغلي تكشف تعرضها للسحر : شيخ وجد طلسم عليه أسمي لوقف الحال وعدم الإنجاب
له فوائد سحرية.. هل سمعت من قبل عن مشروب الحليب بالكركم؟
في البداية، بث مراسل الفيوم، فيديو لمبادرة قام بها مجموعة من الشيوخ في إحدى قرى المحافظة، لاستخراج أعمال السحر التي تدفن بجوار المقابر، ورصد فيديو «المصري اليوم»، العديد من الأوراق وجلد الماعز الذي زعم الشيوخ استخراجه وإنها أعمال سحرية تم القيام بها أشخاص صد آخرون.
وقال الشيخ المزعم في الفيديو، إن ما يقوم به الهدف منه هو إصلاح أحوال الكثير، فهو يقوم فقط بقراءة بعض من آيات القرآن الكريم لإبطال هذا السحر، وقال: «ما أقوم به ليس به جدلا أو شعوذة ولكن نتعامل مع كتاب الله، وسنة النبي محمد (ص) الذي قال اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لَا بَأْسَ بِالرُّقَى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ، وبالتالي فأي أمر به كلام الله أو ذكر للرسول الكريم ليس دجلاً».
وتابع حديثه: «أن ما عثرنا عليه مجموعة من الأوراق وجلد مكتوب عليه وبالتالي سنقوم بقراءة القرآن عليهم لإبطال ماجاء بهم من سحر».
وفي نفس الفيديو المنشور، قال شيخ آخر: «الهدف من مبادرتنا هو إبطال السحر وإبعاد الأذي عن الناس، وأنا بنصح الجميع محدش يروح لأي ساحر يطلب منه اسم الأم علشان بعد كده هيستخدمها ضدك».
وعلى الجانب الآخر، تبانيت تعليقات متابعي صفحة «المصري اليوم»، على الفيديو، فقال أحدهم: «بطلوا دجل وضحك على الناس وتدليس الإسلام»، وقال آخر: «كفاية أوهام وبيع الوهم للناس بقا»، بينما قال آخر: «يا ابن آدم لو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشي قد كتبه الله عليك ولو اجتمع الإنس والجن على أن ينفعوك بشئ لن ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك رفعت الأقلام وجفت الصحف»، وقالت أخرى: «هبل في هبل!! الأعمال دي بتشتغل في مجتماعتنا بس! مجرد ورق ورسومات مالهاش أي لازمة».
ولكن ما رأي الدين في السحر والسحرة؟
أكدت الدكتورة آمنة نُصير، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، أنه لا يجب الخلط بين مفهوم السحر في القرآن والذي يرتبط بمعجزة الله لنبيه موسى، بمفهوم السحر المتعارف عليه الآن.
وأضافت «نُصير» لـ «المصري اليوم» أن: «ليس هناك سحر خارج نطاق مفهومه في القرآن، بمعنى أنه لا يمكن أن يتعرض شخص للإيذاء سواء جسدي أو مادي أو نفسي بسبب السحر».
وأوضحت أن تفسير الناس للظواهر الغامضة التي يتعرضون لها بأنها سحر ناتج عن الجهل بالدين وليس له أساس من الصحة، لافتة إلى أنه يجب التدبر في الظواهر الغامضة والبحث عن أسبابها في إطار لا يتنافى مع تعاليم الدين الصحيح.
وحذرت من التعامل مع الدجالين مؤكدة أن الأمر يؤدي للكفر والخروج عن الدين، مشددة على أن الشخص الذي يؤمن بأنه واقع تحت تأثير السحر لا بد أن يخضع لعلاج نفسي وليس للدجالين.
وفي رد رسمي وضعته دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني عن الأمر، جاءت الإجابة للشيخ نصر فريد واصل:
ذَكر اللهُ السحرَ في أكثر من موضع في القرآن الكريم، كما ورد ذكره في السُنَّة المطهَّرة، وثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صنع له لبيدُ بن الأعصم سحرًا، يقول الله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾
وقال الرسول الكريم: «اجتنبوا السبع الموبقات» رواه البخاري، وعَدَّ منها السحر، ولقد ذكر العلماء أن جمهور المسلمين على إثبات السِّحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، وكون السحر له حقيقة ثابتة لا يعني كونه مؤثرًا بذاته ولكن التأثير هو لله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾.
فقد نفى الله عن السحر التأثير الذاتي ومفعوله، ونتيجته منوطة بإذن الله تعالى، ولا تتجاوز حقيقته حدودًا معينة، ولا يمكن أن يتوصل إلى قلب الحقائق وتبديل جواهر الأشياء.
ولقد وصف الله سحر سحرة فرعون بأنه تخييل في قوله تعالى: «فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى»، أي إن الحبال لم تنقلب في الحقيقة إلى ثعابين، وإنما خُيِّل ذلك للمشاهدين، كما يَحرُم على الإنسان أن يعتقد أن العراف أو المشعوذ أو الساحر هو الذي ينفعه أو يضره؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رواه أبوداود والطبراني.
وبناء على ما ذُكر: فإنه يجب الاعتقاد بأن كل شيء بقضاء الله تعالى، ولا يقع في ملكه تعالى إلا ما يريده، فيجب الإيمان بأن الله فعال لما يريد، والنفع والضرر من عنده، وتفويض الأمر لله، والرضا بما قضى به، ولو كان ثمة من يوثَق به في رفع هذا المرض فلا بأس به.
ومن جانبها قالت الدكتورة إيمان عبدالله استشاري علم الاجتماع، إن الاعتقاد في السحر قد يكون ناتجا عن مرض نفسي خاصةً لدى الأشخاص المصابين بالوسواس القهري.
أضافت «عبدالله» لـ «المصري اليوم» أن سبب انتشار الاعتقاد الزائد في السحر هو غياب الثقافة، والضغوط الحياتية وغياب أسلوب الحوار والنقاش واستراتيجيات حل المشاكل، ما يجعل الناس لا يجدون في معتقداتهم سوى أن المشكلة ليس لها تفسير سوى أنها سحر حلها هو إبطاله.
Comments