المحتوى الرئيسى

كاتب هندي: أزمات جنوب إفريقيا والهند والبرازيل تنهي أسطورة نجاح البريكس

08/04 11:39

منذ عقدين من الزمن، صك جيم أونيل، وزير الخزانة البريطاني الأسبق، وكبير اقتصاديي بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس، اسم "بريكس" للإشارة إلى تجمع اقتصادي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين، مستخدما الحروف الأولى من اسمائها إلى جانب حرف إس. وأكد النمو الاقتصادي السريع وتزايد أعداد الأثرياء في تلك الدول ثقة المستثمرين فيها. وبدأ قادة الدول الأربع عقد لقاءات قمة سنوية، بل وأسسوا بنكا تنمويا خاصا بهم. وبعد ذلك دعت الدول الأربع جنوب إفريقيا للانضمام إلى التجمع في عام 2011 لتكتمل الحروف الإنجليزية الخمس المكونة لاسم "بريكس".

ويقول الكاتب والروائي الهندي بانكاج ميشرا، في تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء، إن الأفكار التي ابتكرها دعاة العولمة الغربيين، عفا عليها الزمن حتى قبل التحولات الدراماتيكية التي شهدها العالم خلال العام الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا. على سبيل المثال تجاوزت الصين ومنذ وقت طويل حالة "الدولة الصاعدة". لكن مع اعتمادها الشديد على صادرات النفط والغاز الطبيعي واقتصادها المعزول، لم تعد روسيا جزءا من تجمع بريكس.

واليوم، اتضح أن الاحتفاء البالغ بالنمو السريع وتراكم الثروات، يمثل عصرا ساذجا وغير عاقل. في الوقت نفسه، فإن انعدام المساواة بعد جائحة كورونا، ستكون خطرا قاتلا متزايدا للنظام الاجتماعي اليومي وليس فقط للديمقراطية في الاقتصادات الصاعدة.

وأصبح هذا الأمر واضحا تماما خلال الشهر الماضي عندما شهدت جنوب إفريقيا أسوأ موجة عنف تمر بها منذ انهيار نظام الفصل العنصري في مطلع تسعينيات القرن الماضي. وانتشر اللصوص والمخربون بإشعال الحرائق عمدا في مختلف أنحاء البلاد ودمروا المراكز التجارية والمستودعات الصناعية وأحرقوا الشاحنات. ولقي مئات الأشخاص حتفهم في أعمال العنف، ووصلت خسائر العقارات والمؤسسات الاقتصادية إلى مئات الملايين من الدولارات، لتحتاج جنوب إفريقيا إلى سنوات عديدة حتى تعوض هذه الخسائر.

وكان السبب المباشر لاشتعال أعمال العنف الأخيرة في جنوب إفريقيا هو الحكم على الرئيس السابق جاكوب زوما بالسجن لمدة 15 شهرا، بسبب رفضه التعاون من التحقيقات في وقائع الفساد التي شهدتها سنوات حكمه التسع.

وتعتبر جنوب إفريقيا من الدول التي تضررت بشدة من جائحة كورونا حيث توفى فيها أكثر من 70 ألف شخص، ودخل الكثيرون من المواطنين دائرة الفقر. لكن الغضب الشعبي في جنوب إفريقيا كان يتراكم طوال السنوات الماضية، حيث وصل معدل البطالة إلى مستويات قياسية مسجلا 33%، كما يعاني الكثيرون من نقص الغذاء والكهرباء وإمدادات المياه النظيفة إلى جانب نقص الوظائف.

ويرى ميشرا أن هذه العوامل التي فجرت العنف في جنوب إفريقيا موجودة وإن كانت بدرجات متفاوتة في كل من الهند والبرازيل.

فكل من الهند والبرازيل تعانيان من انقسامات اجتماعية حادة على أساس العرق والدين والطبقة الاجتماعية والطائفة. كما يتزايد التفاوت بين الحضر والريف. وهناك طبقة حاكمة غير كفؤة وإن لم تكن فاسدة على مدى سنوات طويلة في البلدين. لكن الأوضاع أصبحت أشد سوءا خلال الشهور الأخيرة. وأصبح انعدام المساواة أكثر وضوحا وتركيزا في الهند التي تضم اثنين من بين أغنى 3 شخصيات في آسيا، وهما موكيش أمباني الذي تقدر ثروته بنحو 78 مليار دولار، وجاوتام أداني وتقدر ثروته بنحو 53 مليار دولار. في المقابل شهدت الهند أكبر انهيار للطبقة المتوسطة التي تعتبر قاطرة الاستهلاك في أي اقتصاد حديث، وعاد أكثر من 200 مليون هندي إلى دائرة الفقر حيث لا يصل دخلهم إلى 5 دولارات يوميا.

وتضم الهند نحو ثلث إجمالي الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في العالم. ويرى ميشرا أن سياسة حكومة القومييين الهندوس الحالية بدعمها للأثرياء من خلال خفض الضرائب على الشركات تساعد في اتساع رقعة الجوع في الهند.

وفي البرازيل التي فقد فيها نحو نصف مليون شخص حياتهم بسبب كورونا، زادت حصة الأغنياء من إجمالي ثروات البرازيل بنسبة 2.7% خلال العام الماضي، وأصبح الأثرياء يستحوذون على نصف الثروة تقريبا. في الوقت نفسه، فقد نحو 40% من أفقر البرازيليين، نحو 20% من دخلهم، كما تراجع متوسط دخل الفرد في البرازيل إلى اقل مستوياته منذ 10 سنوات.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل