المحتوى الرئيسى

التنقيب عن الآثار.. هوس يجتاح عقول البسطاء ٢ | المصري اليوم

08/02 18:14

كشفت قضية الآثار الكبرى، للحفريات غير الشرعية، للتنقيب عن الآثار، المتورط فيها علاء حسانين، عضو البرلمان الأسبق، المعروف إعلاميا بـ«نائب الجن والعفاريت»، ابن قرية أسمو العروس بمركز دير مواس فى المنيا، وحسن راتب، رجل الأعمال، و17 متهما آخرون على مستوى الجمهورية- قيام مواطنين بإجراء 1200 مخالفة حفريات غير شرعية، خلال العامين الماضيين، داخل محافظات شمال الصعيد، « المنيا- أسيوط - بنى سويف- الفيوم- الوادى الجديد»، معظمها داخل المنازل، ومنشآت حكومية، خارج نطاق المناطق الأثرية.

التنقيب عن الآثار.. هوس يجتاح عقول البسطاء

مصرع شخص إثر انهيار حفرة عليه أثناء التنقيب عن الآثار بالشرقية

بالفيديو كونفرانس.. تجديد حبس حسن راتب 15 يومًا في قضية التنقيب عن الآثار

واجه قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983، المعدل برقم 91 لسنة 2018، تلك الأطماع الشخصية بعقوبات رادعة، حيث يعاقب القانون المتورطين فى تلك الجريمة بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد على 7 سنوات، وبغرامة لا تقل عن 3000 جنيه، ولا تزيد على 50 ألف جنيه، كل من سرق أثرا أو جزءا من أثر مملوك للدولة، أو هدم أو أتلف عمدا أثرا أو مبنى تاريخيا، أو شوهه أو غير معالمه، أو فصل جزءا منه، أو أجرى أعمال الحفر الأثرى دون ترخيص، أو اشترك فى ذلك، وتكون العقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة، وبغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه

ولا تزيد على 50 ألف جنيه، إذا كان الفاعل من العاملين بالدولة المشرفين أو المشتغلين بالآثار أو موظفى أو عمال بعثات الحفائر، أو من المقاولين المتعاقدين مع الهيئة أو من عمالهم.

تعد المنيا واحدة من أبرز المحافظات التى شهدت حالات تنقيب غير شرعى عن الآثار، وأكدت الإحصائيات والبيانات القيام بأعمال الحفريات، داخل منشآت حكومية، أبرزها قيام 5 مسؤولين عام 2019، بأعمال حفريات، والتنقيب عن الآثار داخل المدرسة القومية بمدينة المنيا، علاوة على رصد أعمال حفريات، بوحدة إسعاف بالظهير الصحراوى الشرقى، شمال مدينة المنيا، بمركز مغاغة، تبين عدم أثرية الموقع، وعدم التوسع فى أعمال الحفريات.

وكشفت الإحصائيات الصادرة، عن منطقة آثار مصر الوسطى، أن معظم المضبوطات «مقلدة»، وغير أثرية، وبقصد النصب والتدليس على المواطنين.

وأكد المواطنون تكثيف أعمال الحفر، بالظهيرين الصحراويين الشرقى والغربى، وداخل المنازل، بحثًا عن سراب الثراء، والطمع فى الحصول على المال، مستخدمين المشعوذين والدجالين، بحجة قيامهم بـ«التعزيم»، وتحديد المسطحات الموجود بباطنها آثار، مستخدمين الأجهزة الحديثة، المخصصة لحفر الآبار الجوفية، فى أعمال الحفريات، دون الحصول على ترخيص، ما تسبب فى مصرع العشرات من العمال تحت الأنقاض أثناء الحفر، وتعرض العديد للإفلاس، بسبب إنفاق أموالهم بحثًا عن السراب.

وقال «عادل. ى. ن» 45 سنة، أحد أبناء المنيا، إنه بالرغم من تعرض العديد من العمال للوفاة، وتعرض بعض المستثمرين للإفلاس، وفشل العثور على قطع أثرية، ما زالت عمليات التنقيب عن الآثار مستمرة، خاصة بالمناطق القريبة من المناطق الأثرية، بالظهيرين الصحراويين الشرقى والغربى، وداخل المنازل بالكتلة السكنية، وداخل بعض المنشآت الحكومية، منها مدارس ووحدات خدمات، مستخدمين معدات حديثة، تستخدم فى أعمال دق الآبار فى أعمال الحفر، والبعض الآخر بطريقة عشوائية مما يعرض البعض للخطر والموت تحت أنقاض الحفريات، مؤكدا أن كل ذلك مصيره الفشل.

وأوضحت «أسماء، ن، و» 55 سنة، من أبناء المحافظة، أن الأمر يبدأ باستخدام الدجالين والمشعوذين، فى تحديد موقع الحفريات، بحجة قيام الدجال بـ«التعزيم»، وشراء مستلزمات من البخور وغيرها من المواد التى تستخدم فى الشعوذة، بحجة تحديد موقع الآثار، يعقبه القيام بأعمال الحفر، حيث تتم بطريقتين إما بشكل عشوائى، باستخدام العمال والحبال والسلالم الخشبية، أو باستخدام معدات حديثة تستخدم فى حفر الآبار الجوفية، مما يعرضهم للخطر والوفاة تحت الأنقاض، دون إمكانية استخراج الجثامين، ودون العثور على قطع أثرية.

وقال «بكر، م» 58 سنة، إن أعمال التنقيب معظمها نصب وسرقة ونهب، والبعض يقوم بشراء قطع مقلدة ويتم إيداعها وسط الرمال، بحجة العثور عليها أثناء التنقيب، وطالب محمود سلامة، محام، مجلس النواب، بضرورة إجراء تعديلات بالقوانين، لتشديد العقوبات، المتعلقة بالقيام بأعمال الحفريات غير الشرعية عن الآثار، مع تكثيف الحملات الأمنية.

وروى عبد السلام محجوب مهدى، 47 سنة، عامل زراعة، ومقيم بعزبة العقولة، التابع لمركز العدوة، شمال المنيا، أن نجله «أسامة - 23 سنة»، اعتاد العمل خلال فتره الإجازة، لتوفير نفقاته وأشقائه، حيث قام أحد الجيران باصطحابه للعمل بمدينة سوهاج، لمدة 3 أيام خلال الإجازة للعمل بالحفريات.

وتابع: «بعد 4 أيام من سفره، عاد الجار دون نجلى، وبسؤاله رفض إرشادنا، ما دفعنا للتقدم ببلاغ إلى مركز شرطة العدوة، الذى كشف لغز الاختفاء، بأن نجلى لقى مصرعه، أثناء القيام بأعمال حفريات غير شرعية، للعثور على الآثار، بأحد المنازل بمدينة سوهاج، حيث انهارت عليه أتربة الحفر، وفشل المرافقون فى إنقاذة فقاموا بالردم عليه وإخفاء ملامح جريمتهم، وفشلت محاولات الأجهزة التنفيذية فى استخراج جثمان نجلى من أسفل الأنقاض، بحجة الخوف من انهيار المنازل المجاورة، وعدم وجود أجهزة حديثة لاستخراج الجثمان».

وقال جمال السمسطاوى، رئيس منطقة آثار مصر الوسطى، إنه تم رصد أكثر من 1200 عملية حفر غير شرعية، للبحث عن الآثار، خلال العامين الماضيين، معظمها داخل المنازل، وبعض المنشآت العامة والحكومية، التى تقع بعيدة عن كردون المناطق والمواقع الأثرية، داخل محافظات شمال الصعيد «المنيا- أسيوط- بنى سويف- الفيوم - الوادى الجديد»، وجميعها لم تتوصل إلى قطع أثرية، بل إن معظم المضبوطات، التى تم ضبطها مع مواطنين، «قطع مقلدة».

وشدد المحافظ اللواء أسامة القاضى، على أهمية الحفاظ على الثروة الأثرية، والسياحية بالمحافظة، مؤكدا قيام أجهزة الدولة بالحفاظ على ثروتها، محذرا من القيام بأعمال التنقيب غير الشرعية، وتعرض مرتكبيها للمحاسبة القانونية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل