حوار| فيبي فرج: أنا روائية فى الأساس.. ومشروع «بايك قهوة» عرفني بالأدباء والمبدعين

العمل الأدبي يسعى للرقى بالذوق العام والتفكير واللغة..ونحتاج إلى الإهتمام بالدور النقدى

النقد الحقيقى يجب أن يكون عن دراسة ووعى كامل وفهم مستنير.. ودور النشر المسئولة عن جذب القارىء للكتاب

من زار معرض القاهرة الدولى للكتاب لا بد أنه قد مر عليها, تقف خلف عربة لعمل المشروبات الساخنة لرواد معرض الكتاب, الكثير من الادباء والشعراء يعرفونها, فهى ليست بائعة مشروبات ساخنة لرواد المعرض فقط, إنها روائية من طراز مميز، لها العديد من المؤلفات الأدبية المميزة, إختارت الطريق الصعب حتى تشبع رغبتها فى الكتابة، وهو العمل نهارا والكتابة ليلا, لم تكن تجربتها الأولى فى معرض الكتاب ولا الأخيرة فقبل المعرض كان عجلة القهوة مقهى متنقل، ساكنه بشارع المعز خلال شهر رمضان الماضى، يبحث عنها الأدباء الشبان "عن عجلة قهوة التى تحمل أسمها «فيبي بوفيه» كمقهى ثقافى متنقل، مناقشات حول الحياة الثقافية المصرية فى مختلف المجالات الادبية، فزبائنها يسعون ورائها فى أى مكان تستقر فيه,كما قامت بالوقوف فى شارع المعز..

«بوابة أخبار اليوم» أجرت الحوار التالى مع الروائية والشاعرة صاحبة المقهى المتنقل «فيبى بوفيه» التى تمردت على الظروف وانطلقت إلى مشروعها الصغير ، لتكون صاحبة مشروع لاقى القبول لدى الجميع.. 

فيبى فرج حققت نجاح فى مشروعها «بايك قهوة» وكان النجاح حليفها فى مشروعها الأدبى بطبع رواياتها, لاقت قبول لدى الوسط الادبى المصرى.. فعلى رائحة قهوتها الرائعة، والشاى بنكهاته المختلفة، وباقى المشروبات التى تقدمها لزبائنها بأسعار مناسبة واستقبالها لمريدى مقهاها المتحرك بإبتسامتها الرقيقة والبشاشة المرسومة على وجهها كان الحوار.. 

•    بإعتبارك أديبة متميزة تصطف إصدارتك الأدبية بجوار أدباء كبار على أرفف الإبداع، هل المشهد الثقافى الآن جاذب ويرعى المواهب الأدبية فى مختلف المجالات، أم هناك بعض الأمور التى تحتاج إلى إهتمام أكبر من قبل المسئولين لتعود الريادة الأدبية للمشهد، وما هى أهم المطالب التى يحتاج إليها الأدباء فى مختلف الاعمار السنيه من قبل الدولة لتحقيقها من وجهة نظركم ؟

في جهود كبيرة الفترة الأخيرة في المجال الثقافي والأدبي والإنتاج الأدبي ضخم وخصوصا مع تعدد دور النشر الخاصة لكن يجب على دور النشر التدقيق بشكل أكبر في المحتوى المقدم لجمهور القراء , بمعنى الاهتمام بالتدقيق اللغوي والفكرة المقدمة يجب أن تكون فريدة ومميزة ولأن دور دار النشر هو في الأساس التوزيع والتسويق للعمل - إلى جانب طباعته وإخراجه بشكل جيد- فيجب التركيز على الجزئية دي في الفترة القادمة كي لا تموت الأعمال الأدبية الجيدة في مخازن دور النشر اعتمادًا على تسويق الكاتب لأعماله .. 

•    كنت صاحبة فكرة رائدة فى تأجير مكان لعمل كافية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، والتى لاقت قبولا كبيرا من قبل الرواد للمعرض, فما هى أسباب قيامك بهذه الفكرة؟

- فكرة تواجدي في معرض الكتاب بعجلة القهوة كانت مهمة جدا بالنسبة لي لأني كاتبة في الأساس ومشاركتي في حدث ثقافي ضخم زي معرض القاهرة الدولي للكتاب كان شيء مهم جدا فتح لي المجال للتعرف على عدد أكبر من جمهور القراء وأصحاب دور النشر والأصدقاء من الأدباء والشعراء وتعريفهم بي ككاتبة وشاعرة .

* هل هو العائد المادى لتستطيعى الانفاق على إصدارتك الأدبية, أم هناك أسباب اخرى؟

- العائد المادي لم يكن هو الأهم بالنسبة لي للمشاركة في المعرض، لكن لا نستطيع إنكار أن الكتابة تعتبر هواية فقط وصعب جدا أن كاتب يصل من كتاباته لحد الاكتفاء للإنفاق على نفسه ومشروعه الأدبي رغم أن الدولة بتوفر للمبدعين منح تفرغ وبتنفق مبالغ ضخمة .. لكن أنا بحب القهوة وبحب أشوف السعادة على وشوش الناس لما يدوقوا قهوتي وتعجبهم .. 

•    البعض طالب بتطبيق فكرتك لتكون هناك مقاهى بكل قصور الثقافة على مستوى الجمهورية فما رأيك فى تطبيق الفكرة, ومدى إماكنية تطبيقها؟

طبعا اتمنى تبني الفكرة وتعميمها على كافة المنتديات الثقافية .. أما عن إمكانية تطبيقها فيسأل عنها المسؤولين عن قصور الثقافة .

ما هى بداية إبداعاتك.. ووإختيارك لطريق الأدب سواء فى الرواية أو الشعر؟

- اول عمل لي كان رواية 666 صدرت عام 2015 واعدت طباعتها مرة أخرى عام 2017 والعمل الثاني كان رواية عالم موازي وصدرت عام 2018 .

-    وهل هناك مشروعات لأعمال إبداعية سترى النور قريبا؟

- حاليا انا بشتغل على رواية جديدة وإن شاء الله تشوف النور قريب جدا , إضافة إلى اني مأجلة فكرة تجميع ديوان .

-    دور النقد الأدبى مكمل للعمل الإبداعى, فهل هناك بالفعل حركة نقدية تواكب الأعمال الابداعية حاليا؟

- محتاجين نهتم أكتر بالنقد لان عندنا قصور كبير في الجزئية دي وقلما التقيت ناقد حقيقي للاعمال الأدبية ... انا شايفة أن النقد الحقيقي يجب أن يكون عن دراسة ووعي كامل وفهم مستنير مش لمجرد قراءة عدد من الأعمال الأدبية فيتحول القارئ لناقد أدبي .. 

-    هل الجوائز المرصودة للأعمال الابداعية سواء فى الرواية أو القصة أو الشعر والمسرح والنقد كافية وترتقى للحركة الابداعية فى مصر؟

- الجوائز المطروحة على الساحة الأدبية كثيرة وتدعو للتفاؤل لكن المعايير التي يتم تقييم العمل بناءا عليها مش واضحة وخصوصا أن أحيانا لجان التحكيم نجدها تضم غير المتخصصين في مجال النقد الأدبي .

-     هل ترتقى الأعمال الابداعية المصرية الآن لتتولى الريادة العربية فى مختلف صنوف وفنون الأدب، وما موقعها من الحركة الأدبية العالمية؟

- الأعمال الإبداعية المصرية والعربية بشكل عام محتاجة لجهود أكبر في ترجمتها للعالم كي تستطيع المنافسة وخروجها من حيز المحلية .. أما مصر في رائدة دائما في شتى المجالات وهذا لا ينفي وجود مبدعين عرب أعمالهم قمة في الإبداع والجمال .. 

-    هل هناك إهتمام إعلامى يناسب الحركة الأدبية فى مصر, وما هى الحلقة المفقودة بين الأدباء ووسائل الاعلام المختلفة من صحافة واعلام؟

- الإعلام مهتم بالنخبة فقط ويجب إلقاء الضوء بشكل أكبر على الكتاب الجدد 

-    وأخيرا من وجهة نظركم ما هو الدور المنوط بالاعمال الأدبية الآن لتواكب التطور فى مختلف المجالات, ودورها كقوة ناعمة فى توعية المواطن وحماية الدولة من الافكار المتطرفة والهدامة؟

العمل الأدبي يجب أن يرقى بالقارئ ويفتح له مجالات للتفكير وإعمال العقل وليس بالضرورة أن يجد الحلول للمشكلات المطروحة ولكن دوره الحقيقي هو السعي للرقي بالذوق العام والتفكير واللغة .