المحتوى الرئيسى

حوار| فيبى فرج: أنا روائية.. ومشروع «سيارة القهوة» لأن الأدب «مبيأكلش عيش»

08/02 16:17

 العمل الأدبي يسعى للرقى بالذوق العام والتفكير واللغة..ونحتاج إلى الإهتمام بالدور النقدى .. والجوائز الأدبية مبلغها زهيد

النقد الحقيقى يجب أن يكون عن دراسة ووعى كامل وفهم مستنير.. ودور النشر المسئولة عن جذب القارىء للكتاب

من زار معرض القاهرة الدولى للكتاب لا بد أنه قد مر عليها, تقف خلف عربة لعمل المشروبات الساخنة لرواد معرض الكتاب, الكثير من الادباء والشعراء يعرفونها, فهى ليست بائعة مشروبات ساخنة لرواد المعرض فقط, إنها روائية من طراز مميز, لها العديد من المؤلفات الأدبية المميزة, إختارت الطريق الصعب حتى تشبع رغبتها فى الكتابة, وهو العمل نهارا والكتابة ليلا, لم تكن تجربتها الأولى فى معرض الكتاب ولا الأخيرة فقبل المعرض كان سيارتها موديل فلوكس القديمة مقهى متنقل , ساكنه بشارع المعز خلال شهر رمضان الماضى, يبحث عنها الأدباء الشبان لتتحول سيارتها القديمة إلى مقهى ثقافى متنقل, مناقشات حول الحياة الثقافية المصرية فى مختلف المجالات الادبية, فزبائنها يسعون ورائها فى أى مكان تستقر فيه, فاليوم تجدها فى شوارع مصر الجديدة, وغدا فى المهندسين او الزمالك.

بوابة أخبار اليوم أجرت الحوار التالى مع الروائية والشاعرة صاحبة المقهى المتنقل فيبى فرج, الروائية التى تمردت على الظروف وانطلقت إلى مشروعها الصغير , لتستطيع الإنفاق على طباعة روياتها.. 

فيبى فرج حققت نجاح فى مشروعها «المقهى المتحرك» وكان النجاح حليفها فى مشروعها الأدبى بطبع رواياتها, لاقت قبول لدى الوسط الادبى المصرى.. فعلى رائحة قهوتها الرائعة، والشاى بنكهاته المختلفة، وباقى المشروبات التى تقدمها لزبائنها بأسعار مناسبة واستقبالها لمريدى مقهاها المتحرك بإبتسامتها الرقيقة والبشاشة المرسومة على وجهها كان الحوار.. 

** فى البداية ما هى الصعوبات التى يواجهها الأدباء خلال الفترة الحالية حتى ترى ابداعاتهم النور؟

** هناك جهود كبيرة خلال الفترة الأخيرة في المجال الثقافى والأدبى والإنتاج الأدبى ضخم, وخصوصا مع تعدد دور النشر الخاصة, لكن هناك بعض المشاكل التى يجب على دور النشر تفاديها, فى مقدمتها التدقيق بشكل أكبر فى المحتوى المقدم لجمهور القراء, بمعنى الاهتمام بالتدقيق اللغوى والفكرة المقدمة, فيجب أن تكون الفكرة فريدة ومميزة ولأن دور النشر هو فى الأساس التوزيع والتسويق للعمل, إلى جانب طباعته وإخراجه بشكل جيد, فيجب التركيز على هذه الجزئية في الفترة القادمة كي لا تموت الأعمال الأدبية الجيدة في مخازن دور النشر, إعتمادًا على تسويق الكاتب لأعماله. 

** تواجدك فى معرض الكتاب كان مختلف عن تواجد باقى الأدباء والشعراء والروائيين, فما هى دوافعك على عمل مشروع المقهى المتنقل؟

** فكرة تواجدى فى معرض الكتاب بمشروع سيارة القهوة أو «النصبة» كما يطلق عليها البعض, كانت مهمة جدا بالنسبة لى, لأنى كاتبة فى الأساس, ومشاركتى فى حدث ثقافى ضخم مثل معرض القاهرة الدولى للكتاب, كان شىء مهم جدا فتح لى المجال للتعرف على عدد أكبر من جمهور القراء وأصحاب دور النشر والأصدقاء من الأدباء والشعراء وتعريفهم بى ككاتبة وشاعرة, وأعمالى الإبداعية ترافقنى فى كل مكان أتواجد فيه, والكثير من زبائنى يشترون روايتى.

** هل الهدف من المشروع الانفاق على طباعة مؤلفاتك؟

** العائد المادى لم يكن هو الأهم بالنسبة لى للمشاركة في المعرض، لكن لا نستطيع إنكار أن الكتابة تعتبر هواية فقط, وصعب جدا أن كاتب يصل من كتاباته لحد الإكتفاء للإنفاق على نفسه ومشروعه الأدبى, رغم أن الدولة توفر للمبدعين منح تفرغ وبتنفق مبالغ ضخمة, لكن أنا بحب القهوة وبحب أشوف السعادة على وشوش الناس لما يدوقوا قهوتى وتعجبهم. 

** نادى البعض لتطبيق فكرة مشروعك للمقهى على قصور الثقافة المختلفة بالمحافظات, لتحقيق عائد للانفاق عليها .. ما رأيك؟ 

** طبعا أتمنى تبنى الفكرة وتعميمها على كافة المنتديات الثقافية, أما عن إمكانية تطبيقها فيسأل عنها المسؤولين عن قصور الثقافة, وقصور الثقافة فى مختلف المحافظات فعلا فى حاجة ماسة إلى الاهتمام بها, فهى معامل التفريخ للأدباء الشباب, وبناء جيل مثقف لا بد ان يكون بدايته من قصور الثقافة, فهى مصنع الإنتاج لجيل سوف يحمل المسئولية فى المستقبل, والدولة أدخلت قصور الثقافة فى مرحلة التطوير الشاملة والمشروع العملاق الذى أطلقه الرئيس السيسى «حياة كريمة» ولكن مع تطوير المبانى لا بد أن يوازيه الإهتمام ببناء الإنسان المصرى المثقف, وأعتقد أن هذا المشروع سوف يكون له باع كبير فى إفراز جيل متميز فى مختلف صنوف الأدب.  

** وما هى أول أعمالك الأدبية.. وهل هناك مشروعات ادبية سترى النور قريبا ؟

** أول عمل لى كان رواية « 666 » صدرت عام 2015, وأعدت طباعتها مرة أخرى عام 2017 , والعمل الثانى كان رواية «عالم موازى» وصدرت عام 2018, وحاليا بشتغل على رواية جديدة وإن شاء الله تشوف النور قريب جدا, بالإضافة إلى ان هناك مشروع لديوان شعرى ولكنى مأجلة فكرة تجميع ديوان بعض الوقت. 

** وما رأيك فى عملية النقد الادبى الآن, وهل هناك تواصل بين المبدعين والنقاد؟

** محتاجين إهتمام أكتر بعملية النقد الأدبى, لأن هناك قصور كبير فى هذه الجزئية, وقلما إلتقيت ناقد حقيقى للأعمال الأدبية.. وأرى أن النقد الحقيقى يجب أن يكون عن دراسة ووعى كامل وفهم مستنير, مش لمجرد قراءة عدد من الأعمال الأدبية فيتحول القارئ لناقد أدبى. 

** هل الجوائز الأدبية على الساحة ترقى لمستوى الأعمال الأدبية الآن؟

** الجوائز المطروحة على الساحة الأدبية كثيرة, ولكن السواد الأعظم منها مبلغها زهيد, وعلى الرغم من أن الجوائز الأدبية تدعو للتفاؤل, لكن المعايير التى يتم تقييم العمل بناءا عليها ليست واضحة, وخصوصا أن أحيانا لجان التحكيم نجدها تضم غير المتخصصين فى مجال النقد الأدبى. 

** وما هى رؤيتك لتقييم الاعمال الابداعية المصرية, وهل الاعمال المصرية مؤهلة للمنافسة والريادة على المستوى العربى والعالمى؟

** الأعمال الإبداعية المصرية والعربية بشكل عام محتاجة لجهود أكبر فى ترجمتها للعالم كى تستطيع المنافسة وخروجها من حيز المحلية, أما مصر فهى رائدة دائما فى شتى المجالات, وهذا لا ينفى وجود مبدعين عرب أعمالهم قمة فى الإبداع والجمال, بقليل من الإهتمام بها وتوصيلها بالطرق الصحيحة ستنافس على الجوائز العالمية, واعتقد ان الساحة الادبية بها الكثير من الأدباء التى ترتقى أعمالهم إلأى المستوى الذى يجعلها فى مصاف الاعمال الرائدة عربيا وعالمي.   

** وما هو الدور المنوط بالإعلام الآن؟

** الدور الإعلامى بالنسبة للأديب أى كان نوع إبداعه محورى ومهم للغاية, فلا انتشار للأعمال الابداعية بدون إعلام وصحافة, سواء كانت ورقية أو الكترونية أو حتى عن طريق القنوات الفضائية عن طريق البرامج الادبية المتخصصة , التى اصبحت شبه معدومة, كما أن الإعلام اهتمامته بالنخبة من كبار الكتاب والأدباء فقط, ويجب إلقاء الضوء بشكل أكبر على الكتاب الجدد خاصة الشباب الذين يسعون بكل السبل إلى إيجاد طريق لترى إبداعتهم النور. 

** وما هو الدور المنوط بالأعمال الأدبية لتوعية القارئ وتشكيل ثقافة ووجدان الفرد؟

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل