المحتوى الرئيسى

تقرير يكشف لماذا تكدس الجماعات الارهابية الأموال لديها وتأثيره على القارة؟

08/01 14:45

ارتفعت التكلفة الاقتصادية للإرهاب في أفريقيا ارتفاعا هائلا منذ العقد الماضي حيث يتم تدمير الأموال التي يمكن أن تولد التوسع الاقتصادي والحياة الافضل لملايين الناس في القارة الافريقية، لكن أعمال العنف وتخزين وتكديس الاموال من قبل الجماعات الارهابية وعدم تداولها مع المؤسسات المحلية بل وصرفها في قنوات خاصة مترابطة بين الحركات وتنظيمات الجماعات الجهادية والارهابية.

وبحسب الاحصائيات الاخيرة عبر موقع كريتيكال ثريتس نشر الموقع التدهور الاقتصادي والامني المتهالك بسبب اعمال التمرد والارهاب في القارة السوداء، حيث اتت حالة موزمبيق في اعلى قوائم سيطرةالارهاب على مشروع ضخم للغاز الطبيعي والذي تستطيع خلاله داعش من تربح مليارات الدولارات عبر بيع الغاز في السوق السوداء.

وذكر التقرير ان المشروع كان من المفترض أن يضمن عقودًا من النمو الاقتصادي للإقتصاد المحلي في موزمبيق ويعود بذلك بالتنمية المحلية على المواطنين هناك.

واشار التقرير النصف سنوي عن الحالة الاقتصادية في افريقيا في ظل الارهاب ان الجماعات الارهابية التي يتسبب تواجدها وجرائمها بحرم المجتمعات من الموارد في العديد من المناطق الأفريقية فعلى سبيل المثال تنافس عائدات ضرائب حركة الشباب الارهابية في الصومال عائدات الحكومة الوطنية الصومالية.

وفي مالي كثف فرع القاعدة فيها هجماته على قوات الأمن المحلية والدولية وصلت الى مذابح غير مسبوقة كمذبحة بوركينا فاسو، وتنشط الحركة المتطرفة والارهابية والتي تضم تنظيمي القاعدة وداعش في شمال وشرق وغرب إفريقيا،حيث بحسب التقرير تعمل على توسيع وتعميق وجودها في القارة الافريقية، فكلاهما يستمدان قوتهما من السيطرة على السكان الضعفاء والمتضررين من الاوضاع السيئة بما في ذلك الفقر وعدم الاستقرار الإقليمي، وجميعها ظروفًا مواتية لتوسع الحركة الارهابية في افريقيا مكبدة الدول الرسمية خسائر اقتصادية فادحة تتربح من خلالها بطرق مختلفة.

وفي غرب افريقيا انتشرت الحركات الارهابية بسرعة عبر استغلال المظالم العرقية ونقاط ضعف الدولة التي تشمل انتهاكات حقوق الإنسان والفساد وعدم الفعالية واختارت إحدى الجماعات التابعة للقاعدة تمرد الطوارق عام 2012 في مالي واستمرت في التوسع جنوبًا عبر منطقة الساحل إلى وسط مالي وأطراف بوركينا فاسو، وتنشط جماعة اخرى مرتبطة بداعش في نفس المنطقة، لا سيما غرب النيجر وأجزاء من بوركينا فاسو مسيطرين فيها على موارد وثروات المناطق التي يسيطرون عليها.

ولم تدبر جماعات الساحل حتى الآن هجمات خارج غرب إفريقيا لكنها سعت إلى إخراج الوجود الأمني والاقتصادي الغربي من المنطقة بينما أقامت مشاريع تهريب وخطف مقابل طلب فديات ضخمة.

وتتسلل جماعة مرتبطة بالقاعدة في مالي إلى هياكل الحكم، تحت شعارات السلفية والشريعة، وتتوسع في دول خليج غينيا.

واكد التقرير ان غرب إفريقيا اصبح مكانا تتركز فيه المنظمات الارهابية العابرة للحدود، حيث يقاتل الارهابيون المتنافسون بعضهم بعض من أجل الهيمنة في منطقة الساحل بسبب الثروة الهائلة التي يتحصلون عليها من عبرالسيطرة على منافذ وثروات هامة.

واشار التقرير انه في الوقت نفسه، يهدد عدم الاستقرار السياسي لا سيما في مالي جهود مكافحة الإرهاب المحلية والدولية ومحاولات التنمية التي ترفع من الاوضاع الاقتصادية المتدنية في افريقيا.

ويقع مقر أكبر فرع أفريقي لتنظيم داعش في شمال غرب نيجيريا - أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان، وينفذ التنظيم هجمات متكررة على دول الجوار كالكاميرون وتشاد والنيجر، كما تنشط بوكو حرام وجماعة منشقة مرتبطة بالقاعدة في هذه المنطقة ايضًا ويسيطر جميعهم على ثروات هائله تعود عليهم بمليارات الدولارات.

ويؤدي عدم الاستقرار الجديد في تشاد بعد قُتل رئيسه منذ فترة طويلة في أبريل 2021 إلى توقف مكافحة الارهاب ومكافحة الجماعات الارهابية من قوات الامن ويتم التركيز على حماية الحدود مع مالي وحوض بحيرة تشاد، حيث تشارك القوات التشادية في جهود مكافحة الإرهاب الإقليمية ولكن لا خطوات حقيقية في استعادة منافذ الاموال والاراضي من هؤلاء

اما في شرق أفريقيا فحركة الشباب المنتسبة للقاعدة والجماعة السلفية الجهادية المهيمنة في شرق إفريقيا وخاصة في الصومال تتحدث بصوت عالٍ عن نيتها مهاجمة المصالح الأمريكية والسيطرة على الغنائم والاموال وبدأت في التخطيط لهجمات إرهابية دولية، وتتمتع الجماعة بالسيطرة الفعلية على مساحات شاسعة من جنوب الصومال ويمكنها أن تستعرض قوتها في العاصمة الفيدرالية الصومالية مقديشو والعواصم الإقليمية، حيث تهاجم بانتظام كبار المسؤولين، وتسعى إلى نزع الشرعية عن الحكومة الفيدرالية الصومالية الضعيفة واستبدالها بقادتها وهي مهمة أصبح من الممكن تحقيقها بسبب الخلل السياسي المستشري والفساد والأزمة الدستورية المستمرة في الصومال، حيث تمتد طموحات حركة الشباب في حكم السكان الصوماليين العرقيين في كينيا وإثيوبيا ايضا وتشن الجماعة هجمات منتظمة في شرق كينيا.

كما اخترق تنظيم داعش المنطقة حيث ينشط الآن في شمال الصومال وشرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وشمال موزمبيق على الحدود مع تنزانيا،وقد سيطر التنظيم على مشروع غاز طبيعي بمليارات الدولارات في شمال موزمبيق والذي كان يعد اكبر استثمار خاص في القارة

اما عن شمال أفريقيا فأضاف التقرير ان الجماعات الارهابية في شمال إفريقيا اقل حدة عن دول القارة وتعد في مستوىات خطر منخفضة، لكن الفوضى في بعضها كليبيا وتونس والفقر قد يؤدي إلى صعودها في الشمال مرة اخرى.

واوضح التقرير ان مستويات الخطر لاتزال قائمة فقد سمحت انتفاضات الربيع العربي والفراغ الأمني اللاحق للجماعات الارهابية بتنظيم وإقامة علاقات مع السكان اليائسين،مما أدى الى صعود تنظيم داعش في بدايته إلى ذروة النشاط الجهادي في شمال إفريقيا والشرق الاوسط، لا سيما من فروعه في ليبيا وشبه جزيرة سيناء المصرية.

واكد التقرير ان جهود مكافحة الإرهاب في مصر ومن مصر تجاه دول الجوار الافريقي ادت إلى إضعاف الجماعات الارهابية في شمال إفريقيا في السنوات الخمس الماضية.

مشيرا الى إن حركات الارهاب في ليبيا وسيناء نشطة ولكنها تحت السيطرة وتم محاوطتها بشكل كبير، واضاف التقرير الى ان مستوريات الارهاب في مصر انخفضت بشكل واضح.

واوضح التقرير ان الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء المنطقة والقارة ستستمر مع استمرار الأزمة السياسية والأمنية في ليبيا التي تتسبب في خلق فرص للجماعات والتنظيمات والحركات المتطرفة والارهابية ومن المرجح أن يؤدي ذلك الى عدم استقرار شديد أو قد تصل هذه المرة الى الانهيار بحسب الاحصائيات والتقديرات الاقتصادية والامنية في شمال إفريقيا في حالة عودة التهديد السلفي الارهابي إلى السطح مرة اخرى.

واضاف التقرير ان من ضمن قائمة الدول الافريقية التي تعاني من التواجد الارهابي تشير التقارير والبيانات الى توسع جماعات ارهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة في دولة موريتانيا وهي جبهة التحرير وجماعة نصرة الاسلام وال مسلمين التي تسللت من الحدود من مالي الى الحدود الموريتانية دون اي مواجهة او ردع لهم.

واضاف التقرير ان تلك الجماعه قامت بتهديد القرويين من التعاون مع قوات الامن المالية او الموريتانية، واعلنوا اقامتهم فروض الشريعة واغلقوا المدارس الحكومية واستبدلوها بمراكز تعليم دينية، وسيطروا على منافذ الموارد الغذاية ومنافذ الاموال والمؤسسات الحكومية والرسمية على طول المنطقة الحدودية بين موريتانيا ومالي

واوضح التقرير ان دولة موريتانيا كانت صامدة ضد النشاط السلفي الجهادي على الرغم من قربها من الملاذات الآمنة من الارهابيين في مالي ولكن القرب الحدودي سمح لجماعات مختلفة بالدخول الى موريتانيا وفرض السيطرة كمقاتلي جبهة تحرير مورو الإسلامية التي عبرت الى موريتانيا التي تواجه اثارا اقتصادية واجتماعية متدهورة بسبب فيروس كورونا بالاضافة الى صراعات سياسية داخلية.

اما عن المغرب فقد ألقى أمير القاعده فيها خطابه الأول منذ أن أصبح ابو يوسف العنابي زعيمًا للتنظيم في نوفمبر، وخطب انصاره عبر منابر المغرب ليحث الجميع على دعم تنظيم القاعدة وحرض ضد الحكومة المالية والقوات الفرنسية والاجنبية في مالي.

أهم أخبار كورونا

Comments

عاجل