القرية السويسرية التي تعيش في حضن "قنبلة" وزنها أكثر من 3 آلاف طن - BBC News عربي

القرية السويسرية التي تعيش في حضن "قنبلة" وزنها أكثر من 3 آلاف طن - BBC News عربي

منذ ما يقرب من 3 سنوات

القرية السويسرية التي تعيش في حضن "قنبلة" وزنها أكثر من 3 آلاف طن - BBC News عربي

هناك أكثر من 3 آلاف طن من القذائف والمتفجرات القديمة بجوار القرية\nتبدو قرية ميثولز السويسرية البالغ عدد سكانها 170 نسمة فقط للوهلة الأولى قرية مثالية وديعة تقع في وادي كاندر الجميل، لكن تاريخها المأساوي عاد ليطاردها.\nمنازل القرية الغارقة في أزهار "إبرة الراعي" عبارة عنبيوتزراعية خشبية تقليدية مؤلفة من طابقين، ولا يزال العديد منها كما كانت في غابر الأيام حيث كان الطابق العلوي مخصصاً في ما مضى لمعيشة ومنامة الأسرة والطابق الأرض عبارة عن اسطبلات للمواشي.\nوهذا النموذج من العمارة شائع في جميع أنحاء جبال الألب، حيث يبلغ عمر بعض المنازل 200 أو 300 عام. لكن ليس في ميثولز التي بنيت جميع منازلها في تاريخ واحد وهو عام 1948.\nوتحمل بعض المنازل كتابات مثل: "أعيد بنائي بسبب الرعب" أو "ما دمر في لحظة لا يمكن أن يعود. الآن نتطلع إلى المستقبل بأمل".\nما حدث هنا قبل عقود تتذكره تماماً إيدا ستاينر التي تقيم في منتصف الشارع الوحيد في القرية: "كان عمري 12 عاماً، كنت أنا وأمي وجدتي نائمات. سمعنا دوي انفجار هائل، ورأينا النيران تندلع في كل مكان، وقالت أمي: علينا الخروج".\n"ركضنا في الليل، كانت هناك ثلوج كثيفة. والدتي حملت جدتي على ظهرها".\nووقع الانفجار في مستودع ذخيرة ضخم كان يقع داخل جبل يطل على ميثولز ويعود المستودع لمرحلة الحرب العالمية الثانية.\nوكان من المفترض أن يكون المستودع آمناً، لكن في ديسمبر/ كانون الأول من عام 1947 انفجر 3000 طن من الذخيرة وكان ذلك الإنفجار هو أضخم إنفجار غير نووي في القرن العشرين حتى ذلك الوقت.\nوسمع دوي الانفجار على بعد 160 كيلومتراً في مدينة زيورخ ودمرت منازل القرية وتحول لون الثلج إلى اللون الأسود وقتل تسعة أشخاص وأصيب عدد أكبر.\nوتُظهر الصور الملتقطة في اليوم التالي للانفجار المدرسة المحلية وقد انهارت جدرانها وتحطمت نوافذها وقذائف المدفعية مستقرة على طاولات الدراسة.\nصدر الصورة، AFP\nتعرضت القرية لدمار واسع بسبب الانفجار\nصدر الصورة، SOURCESWISS FEDERAL DEPARTMENT OF DEFENCE (@VBS)\nقتل في الإنفجار تسعة أشخاص وأصيب العشرات\nصدر الصورة، SOURCESWISS FEDERAL DEPARTMENT OF DEFENCE (@VBS)\nأعيد بناء كل منازل القرية بعد عام من الإنفجار\nحتى اليوم لا يزال الجبل يحمل ندبة شاحبة ضخمة حيث دمر الانفجار جانباً كاملا منه. أعيد بناء المنازل المدمرة بشكل جميل على طراز العمارة التقليدية في جبال الألب في غضون عام.\nسويسرا تحقق في أنشطة تجسس محتملة على معارضين لاردوغان\nسويسرا تصوت ضد "الغذاء الأخلاقي"\nتعرّف على أول امرأة عربية تحصل على رخصة قيادة طائرة عام 1933\nضغوط على قطر لصالح العمال الأجانب قبل كأس العالم\nالحشرات نظام غذائي جديد في سويسرا\nعاد كل شيء على ما يبدو إلى سابق عهده. معظم العائلات التي تسكن في القرية اليوم تعيش هنا منذ أجيال. لكن سفين ماير، الذي قضى الجزء الأول من حياته في زيورخالصاخبة انتقل إلى هنا من أجل السكينة والهدوء.\nويشرح ذلك قائلاً: "الحياة هنا مختلفة، أكثر استرخاءً وبلا ضغوط"، "أجلس في حديقتي وأستطيع رؤية الجبال الجميلة، النهر الصغير، الطبيعة، ليس الأبنية والشوارع".\nلكن لسوء الحظ فإن ذلك الهدوء والسكينة يشرفان على النهاية. ربما انفجر ثلاثة آلاف طن من الذخيرة في عام 1947 ولكن بقي 3500 طن. ويقول ماير: "قالوا لنا إنه يتعين عليهم إزالة هذه الذخيرة من الجبل لذا يتعين علينا جميعاً مغادرة القرية".\nجاءت هذه الأخبار الصاعقة بعد أن كشف مسح جيولوجي جديد أجرته وزارة الدفاع السويسرية أن الذخيرة المتبقية تشكل خطراً في النهاية. جاء مسؤولو الوزارة إلى ميثولز لإخبار أبناء القرية بهذه الأخبار السيئة.\nوسيجري التخلص من آلاف القنابل القديمة والقذائف واحدة بعد أخرى وحرصاً على حياة سكان القرية سيتعين عليهم مغادرة بيوتهم لمدة 10 سنوات على الأقل وستصبح القرية الوادعة قرية أشباح.\nإذان ماذا يحدث الآن؟ لايبدو أن أحدا يعرف على وجه اليقين. وتجري عملية تقييم المنازل من قبل الدولة لتعويض أصحابها، وتبحث السلطات المحلية عن أرض آمنة لبناء مساكن جديدة لأبناء القرية. ولم يُمنح أي شخص قيمة منزله حتى الآن أو مكاناً جديدا للإقامة فيه.\nمنزل كلوديا يطل على الجبل الذي كان يضم مستودع الذخيرة\nقضى الإنفجار على طرف الجبل وترك حفرة كبيرة\nوتحاول كلوديا شميد وهي مقيمة أخرى في القرية أن تبدو غير متأثرة كثيراً، لكن من الواضح أن خسارة المنزل الذي تصفه بأنه "حلم حياتها" أمر صعب.\nوتقول: "لقد استثمرنا فيه الكثير". "قبل إخبارنا بهذه الأخبار السيئة مباشرة ركبنا مطبخاً جديداً في المنزل".\nوتتفهم كلوديا قرارات الجيش وتقول: "لم تكن لديه التكنولوجيا للتخلص منها بأمان سابقاً"، لكن الآخرين ليسوا مرنين إلى هذا الحد.\nويقول ماير: "كان الناس غاضبين عندما علموا ذلك". "اعتقدنا أن هذا أمر فظيع ولا يمكن أن يكون صحيحاً".\nوتتذكر إيدا ما قيل لهم في أعقاب الإنفجار: "قالوا لنا إن الوضع آمن، كنا نظن أن كل الذخائر انتهت لكن الآن نعلم أن ذلك غير صحيح. لم نهتم كثيراً بذلك حتى الآن".\nليست هذه هي المرة الأولى التي تضطر فيها سويسرا إلى إزالة المتفجرات الخطرة من الأماكن العامة.\nخلال الحرب العالمية الثانية تم زرع متفجرات وألغام في العديد من الأنفاق والممرات والجسور الرئيسية في جبال الألبفي محاولة لوقف أي غزو خارجي محتمل، وظلت الأمور على هذا المنوال خلال الحرب الباردة وبقيت المتفجرات في مكانها لعقود، ويبدو أنها كانت منسية.\nفي عام 2001 لقي 11 شخصاً مصرعهم في نفق جوتهارد عندما اندلع حريق جراء اصطدام شاحنتين. وتبين أن كميات كبيرة من المتفجرات كانت مخزنة منذ سنوات في مستودع قريب من مدخل النفق.\nوراجت إشاعات وقتها أن رجال الإطفاء وبعد أن سمعوا عن المخزن كانوا مترددين في دخول النفق لإطفاء الحريق. وبعد أن تم إخماد النيران وصل أفراد من الجيش ومعهم معدات لإزالة المتفجرات والقنابل.\nوتبذل وزارة الدفاع اليوم قصارى جهدها لطمأنة سكان ميثولز وتؤكد لهم أنه سيكون لهم رأي قدر الإمكان فيما يجري لكن ذلك لن يعوض الناس عن فقدان منازلهم.\nوتتشبث كلوديا شميد، التي يبلغ أطفالها من العمر أربع وست سنوات، بأمل العودة إلى بيت أحلامها بعد 10 سنوات. لكنها لا تعرف حتى الآن ما إذا كان الجيش سوف يعتني بالمنازل الخالية خلال العقد الذي سيستغرقه التخلص من المتفجرات والقذائف القديمة.\nأما ماير فيحاول استغلال كل ساعة من الوقت الباقي له في القرية ويقول: " أمامي عامان قبل الرحيل عن بيتي، أعيش في رخاء وراحة وأحاول ألا افكر في هذا الأمر كثيراً".\nأما بالنسبة لإيدا البالغة من العمر 87 عاماً فالأمر في غاية الصعوبة لها. فهي عاشت كل حياتها في القرية "يتوجب علي الرحيل عن القرية، بحلول عام 2025 علينا إخلاءها تماماً. علي الانتقال إلى دار للمسنين، أفضل ألا أكون هنا عند إخلاء القرية".\n© سياستنا بخصوص الروابط الخارجية.

الخبر من المصدر