الموسيقار سمير حبيب: دخلت عالم داليدا بقبلة «بير السلم»

الموسيقار سمير حبيب: دخلت عالم داليدا بقبلة «بير السلم»

منذ ما يقرب من 3 سنوات

الموسيقار سمير حبيب: دخلت عالم داليدا بقبلة «بير السلم»

«الجيتس» محطة مهمة فى حياتى.. و«شد الحزام» أول ألبوم باع 5 ملايين نسخة\nنيللى وشريهان وسمير غانم ثلاث مؤسسات فنية تعادل «والت ديزنى».. و«فطوطة» ولد على يدى\nالملك فهد سبب خروج أغنية «من غير ليه» للوجود.. وقلت لعبدالوهاب: لا تخف\nكل شىء فى حياتى حدث بتمهيد ربانى .. وأهم مبدأ لى فى الحياة لا تترك خلفك عدوًا\nنظرا لنبوغه فى مجال هندسة الصوت استعان به موسيقار الأجيال ومجدى العمروسى لتنقية الكاسيت الذى سجل عليه رائعة عبدالوهاب الأخيرة «من غير ليه». كما ساقه القدر للعمل مع الوهاب، وألقى به أيضا فى طريق داليدا ليقدم معها أحد أهم أعمالها وهى أغنية أحسن ناس التى مازالت إلى الآن تحقق الأرقام القياسية فى السمع والمشاهدات وكذلك فى سوق الإعلانات، ويحسب لهذا الفنان أنه من أوائل من عملوا فى هذا المجال بل كان من المطورين فى هذا المجال مع طارق نور. وهو فى هذا الحوار يكشف الكثير من أسرار المشوار.\nيقول سمير حبيب: فى مرحلة الطفولة لم تكن لدى أى موهبة، كل ما فى الأمر وأنا طفل قمت بالغناء فى حفل لشركة مياه القاهرة الكبرى مع والدى وطلب منى غناء مقطع من أغنية وياك لفريد الأطرش ومازلت محتفظا بالصورة لأنها أول شىء ربطنى بالفن. لكن بعد الإعدادية بدأت أهتم بالموسيقى وكان المشوار.\n● لماذا بعد الإعدادية؟\nــ أتصور أننا كنا دخلنا عصر الانفتاح على الغرب فى أيام السادات، نتاج الانفتاح الاقتصادى الذى حدث بدأت أسمع الموسيقى الغربية، والفن الأوروبى.\nكنا نسمع إذاعات غربية، وقتها كنا أربعة اصدقاء فى مدرسة الفيرير بالظاهر: طاهر السيد وسبا جندى وانا والمهندس علاء عبدالقوى، وقررنا تقليد ما نسمعه، فى هذه الفترة كان عندى صديق اسمة جورج صباغ طلب منى سلفة لشراء وتر للجيتار، واشترطت على جورج أن يعلمنى على الجيتار مقابل هذه السلفه. بدأت أعزف حاجات بسيطة جدا فى الموسيقى لكن فى نظرى أنا أصبحت بيتهوفن، وهنا بدأ حبى للجيتار، بعدها نقوم بعمل بروفات عند أبينا عجمى فى كنيسة بمصر الجديدة الذى شجعنا على ممارسة الفن.\nثم بدأنا عمل البروفات فى منازلنا وانضم لنا مجدى لطفى هو الآن مدرب رماية، وبدأنا نعمل مع متعهدين كفرقة غربى مثل نندو وسمير الصالحى، وكنا نغنى فى أماكن كبيرة مثل كازينو الشجرة فى الزمالك والمريلاند ومينا هاوس وشيراتون وهليتون خلال فترة السبعينات والثمانينات وأوائل التسعينيات.\n● لماذا توقفتم؟\nــ لأن العائد لم يكن جيدا،لا يفتح بيتا.. وأقصى مبلغ حصلنا عليه هو 2000 جنيه.. ولكن عندما تقسمه على 7 إلى جانب المتعهد تجد دخل الفرد ضعيفا.\n● ماذا فعلت بعد ذلك؟\nــ اتجهت إلى الاعلانات مع مؤسسة الأهرام وكان العائد جيدا، وكانت البداية مع عبداللطيف فهمى المصور الذى تكفل بتقديمها للأهرام وبعد رحيله بدأت أعمل معهم مباشرة.\n● ماذا عن أول اعلان؟\nــ أول إعلان بيج بيج ثم كوداك ثم قسمة والشبراويشى، أيضا قمت بكل حملات الدعاية للقويرى الشمعدان وشيبسى وشويبس وسونى توب العجفرى وتوب الأصيل. وفى ليبيا عملت إعلانا لثورة الفاتح للقذافى، ثم عملت إعلانات لليمن ولبنان والمغرب والخليج، وأغلب الاعلانات التى انتشرت كانت من تصميمى.\n● هل كانت سوق الإعلانات رائجة بالنسبة لك؟\nــ طبعا حياتى كانت الـ30 ثانية.. الاعلانات كانت ايقاع حياتى.\n● من كان منافسك وقتها؟\nــ كان طارق نور هو الاستاذ وأنا الوصيف، طارق كان هو الاعلانات فى مصر.. أعطانا الروح. ويحسب له كل ما حدث من طفرة. و لا ننسى مهيب ايضا.\n● من هى الوجوه التى قدمتها الاعلانات فى تلك الفترة واصبحوا نجوما؟\n● من الذى كان يكتب الإعلانات؟\nــ فى الأول كنت أكتبها بنفسى، ثم بعد ذلك استعنت ببعض الشعراء.\n● أعود بك لمحطة «الجيتس»، لقد قدمت مجموعة من الألبومات.. حدثنى عنها.\nــ أول البوم «شد الحزام» وباع 5 ملايين نسخة، أنا من قمت بطبع الأغلفة، لذلك أعرف حجم المبيعات جيدا،عندما نزلت الإسكندرية فى الصيف كان بين الشمسية والأخرى كاسيت فيه اغانى الجيتس، علمت وقتها اننا عملنا حاجة جيدة جدا. ثم «الو 200 الو» «الميه يا افندى» و«عبدالروتين» وعملنا لإيمان يونس البوم أطفال.\n● من صاحب فكرة أول ألبوم؟\nــ نبيل الهجرسى وإسعاد يونس.\n● كيف حدث هذا؟\nــ أولا يحسب لهما أنهما وجهانا إلى هذا «الاستيل» من الموسيقى والغناء، والذى أعطانى مؤشرا لهذا، اثناء تواجدنا فى كازينو «هوت شوت»، كانت الناس تقوم بتسجل الحفل، ووقتها، قلت للفرقة علينا تجميع مائة جنيه، من كل واحد ونؤسس شركة، وسخروا منى.\n● من أول شركة أنتجت لكم؟\nــ شخص اسمه نبيل التاجى، كان تاجر ملابس داخلية فى ممر الكونتنتال.\n● ما هى الأغانى التى تضمنها الألبوم؟\nــ دلونى على عيون السود، وحاجات من الفلكور المصرى، ووقتها كنا مبهورين بأسلوب ناصر المزداوى، لأنه كان قد طرح أغنيتين بهما إبهار هما شنطة سفر، والغربة، كنت أحب هذه الأغانى كما قدمنا أغانى سيد درويش: أهو ده اللى صار وشد الحزام، وهذا الألبوم كان أول شريط كاسيت أربعة ألوان، قبله كانت الأغلفة لون واحد أو لونين.\n● قلت إنك دخلت سكة الطباعة.. كيف كان هذا؟\nــ صاحب هذه الفكرة صديق اسمه مؤنس ميشيل يعمل فى الأهرام عرفنى بأصحاب المطابع، ودخلنى سكة الطباعة. وكانت هذه المهنة سبب معرفتى بمجدى العمروسى شريك عبدالوهاب وعبدالحليم فى صوت الفن. وهناك قصة لى معه.\n● ما هى؟\nــ أولا العمروسى جعلنى اصمم له استوديو، كما أنه صاحب فكرة عملى فى اغنية عبدالوهاب من غير ليه. كل شىء فى حياتى حصل بتمهيد من عند ربنا. لكن بداية المعرفة كنت أقوم بطباعة الأغلفة الخاصة بصوت الفن، وبصراحة طلع عينى معه.\nــ البعض صور له أننى أطبع أغلفة أكثر من طلب الشركة حتى استخدمها من الأبواب الخلفية فى ضرب الشرائط، ولم أغضب منه بالعكس كنت سعيدا جدا، والحمد لله أنه فكر فى هذا، لأنه كان من الممكن أن يظل فى حالة شك دائم، وأنا شخصيا كنت حريصا على ان تستقر علاقتى به؛ لأنه تاريخ، ولم تخل جلسة معه من حكايات حول الكبار حليم وعبدالوهاب، وأنا كنت مغرما بهؤلاء الكبار. هو كان معلما بالنسبة لى.\n● علاقتك بعبدالوهاب كيف جاءت؟\nــ فى يوم اتصل بى الأستاذ العمروسى، وقال لى أنا قادم إليك فى الاستوديو، ولأنه كان قليل الحركة، استشعرت أن هناك أمرا مهما، فوجئت معه بالسيدة نهلة القدسى، وطلبا منى إخراج كل من فى الاستوديو وغلق كل الأجهزة ما عدا جهاز التسجيل فقط.\nفوجئت بها تخرج من شنطتها شريط كاسيت مسجل عليها اغنية من غير ليه، وكانت الزيارة بهدف ايجاد وسيلة لتنقية الشريط من أى عيوب، بحيث يبدو صوت الموسيقار عبدالوهاب نقيا جدا.\nاستمعت ووجدت الشريط لا يصلح أصوات أبواق سيارات إلى جانب بعض المشكلات الأخرى، الكاسيت نفسه من الخارج كان منظره صعبا. فى هذا الوقت كان من المقرر أن يقام معرض لأجهزة الصوت فى إنجلترا بعد زيارتهم لى بثلاثة أشهر تنظمة شركة كلارك تكنيك، طلبت منهم إحضار جهازين لأقوم بتلك المهمة من هذا المعرض، فوجئت بهم بعد خمسة أيام فقط عندى ومعهم والأجهزة.\n● كيف حدث هذا؟\nــ علمت أن الملك فهد تدخل بنفسه وأحضر الأجهزة قبل أن يقام المعرض.\nأخذت الأجهزة وذهبنا إلى استديو 46 لأنهم طلبوا منى إغلاق الاستديو الخاص بى وتسليم المفتاح، وهذا يعنى وقف حال بالنسبة لى، رفضت وكان البديل استديو 46 وكان معنا المهندس مدحت رشدى من اهم المهندسين فى المبنى، وبدأنا عملية الترميم ومعنا مهندس الصوت زكريا عامر، نجحنا فى فصل صوت عبدالوهاب وأصبح صوته نقيا وواضحا تماما. وتم عمل الميكس كأنه مسجل امام الميكرفون بجودة عالية.\n● فى أى مرحلة التقيت استاذ عبدالوهاب؟\nــ فى أول يوم شغل، وجدت اتصالا منه، يشكرنى على التعاون معه، وطلب منى أمرا يؤكد قيمة هذا الرجل، وقال لى لو أن الأمر لن يخرج بصورة جيدة أرجوك اعتبر الموضوع منتهيا، ولأننى أخشى على تاريخى، رددت عليه بجملة واحدة هى: «ثق تماما اننا نخاف على تاريخك اكثر من أى شخص».\n● ماذ كان أجرك؟\nــ حصلت على 1250 والعمل مع عبدالوهاب فى حد ذاته مكسب.\n● وما حكايتك مع فوازير رمضان وفهمى عبدالحميد؟\nــ كنت قد أسست استديو ايكو ساوند، وكان أول استوديو مالتى تراك، وقتها كل الاستديوهات 2 تراك ولما زادت اصبحت 10 تراك، وكانوا كل عام قبل بداية رمضان يطلبون منى تسجيل الاغانى عندى.\nوكانت صاحبة المبادرة السيدة أمينة المعداوى مدير الانتاج وقتها، تعرفت على الحاج فهمى، ولهذا الرجل أفضال؛ لأننى بعد التعرف عليه، الدنيا اختلفت، أصبحت سمير المعروف صاحب سمعة جيده بين الموسيقيين.\n● كيف تحولت من مهندس صوت إلى ملحن وموزع موسيقى؟\nـ أثناء وجود الجيتس كانت نيللى حريصة على حضور بعض حفلاتنا فى فندق أطلس وبالتالى كانت تعرف أننى موسيقى، وكانت تغنى معنا احيانا، وعندما جاءت مع فهمى عبدالحميد، فى وسط الكلام قالت له سمير موسيقى كويس وله خبرة فى مجال الإعلانات، طلب من صلاح جاهين أن يكتب لى فزورة «الجزمجى» مع نيللى، استمعوا إلى اللحن نال اعجابهم جدا، ومن هنا دخلت معهم سكة جديدة وهى الفوازير.\nبعد عامين جاءت شريهان، عرفها الحاج فهمى بى كان ملحن التتر حلمى بكر، بعدها جاء للتتر سيد مكاوى، ومع وجود الشيخ سيد طلبوا منى توزيع اللحن، لأن الحاج سيد جمله دهب ألماظ، كلحن، لكن عند وجود استعراضات وحركة كنت أقوم انا بهذا الدور، لأنها كانت تتطلب جملا هندى وأخرى غربى، وشرقى الخ، كنت أحاول فقط أن أجعل الجملة استعراضية.\nبعد ذلك جاءت محطة سمير غانم، كانت فوزاير «فطوطة مخرج انتيكة» والغريب عندما جاء سمير لأول مرة مع عبدالرحمن شوقى، لم يلقوا على التحية، شعرت أننى نكرة، وبعد أول فزورتين،عرفنى بهما فهمى عبدالحميد، مؤكدا لهما أننى سوف ألحن الفزورة الثالثة وهى هتلر، وكان التتر كلمات صلاح جاهين وكان من ابرز كلماتها تشترى ساعة بكاتينه من غيرعقارب ولا مينا، وينتهى التتر بجملة انستونا امال ايه.\n● فطوطة لها قصة؟\nــ فى الشتاء الذى سبق كنت عملت إعلانا موسيقيا لتليفزيون إن إى سى تليمصر، واستخدمت فيه الصوت البشرى بعد ان عالجته، وأصبح مثل صوت فطوطة ولم أكن أعلم أن هناك فطوطة فى المستقبل، صوروا حلقتين تقريبا ظهر فيهما فطوطة بالملابس السوداء، وانا أجلس معهم طلب منى عم فهمى التدخل قائلا: «عاوزين نعمل حاجة لصوت فطوطة»، قلت له عندى حاجة، سمعته الإعلان، وطلبت من سمير اختبار الأمر على صوته، وطلبت منه ان ينطق الجمل بشكل به ميوعه، وبطء، وأنا كنت بدورى أبطئ الصوت من عندى، وعندما استمعوا للصوت انبهروا وظهر فطوطة.\nفى هذه الفوزاير لحنت 15 حلقة إلى جانب توزيع التتر الذى كان من الحان سيد مكاوى. بعدها عملت مع سمير غانم عدد من المسرحيات.\n● «كاراكتر» فطوطة من صاحبه؟\nــ هى خيال كل هؤلاء المبدعين، الحاج فهمى اخد منا ووضع خياله، جزمة فطوطة كانت شنطة، والبابيون كبير الحجم، فطوطة نتاج الثلاثة وأنا اضفت الصوت لأنه كان يحتاج حريف أجهزة صوت.\nاستمرت شخصية فطوطة لمدة 5 سنوات، ومن تانى سنة قمت بتلحين التتر.. 3 سنوات مع التليفزيون المصرى وسنتين مع ام بى سى.\n● نيللى وشريهان وسمير كان لك منهم طعم مختلف.\nــ الثلاثة اشتركوا فى صفة واحدة أنهم ليسوا أفرادا، كل واحد منهم مؤسسة، هم مثل والت ديزنى، التى تمتلك 64 الف موظف، كل واحد من هؤلاء النجوم عمل ما يفعله الـ64 الف موظف الذين يعلمون فى ديزنى.\n● علاقتك بصلاح جاهين توجت بأحسن ناس.\nــ ذات يوم قال لى صلاح جاهين: تعالى يا ولد انت، أعلم أن لك استايل فى الموسيقى، مش عاوز تعمل أغنية خاصة بك من كلماتى، وقتها كدت أجن، قلت له، نفسى اغنى حاجة بمواصفات رحلة بين المدن، محافظات مصر، إسكندرية اسوان ومطروح، وقتها فكرت فى الراقصة دينا لتقديمها،لأنها طلبت منى استعراضا، وبعدما انتهيت من اللحن أجلت الفكرة معها وقدمت لها استعراض الأبراج. وقت جلوسى مع الاستاذ جاهين سألنى سؤالا مهما الا وهو: فى خيالك مين يغنى؟ قلت له فاطمة عيد ومحمد رشدى والعزبى.\nوبعد فترة طلب منى الذهاب إليه، جريت من مكتبى إلى منزله، صعدت درجات السلم لا اعلم كيف، حتى وصلت. اصبحت أمامه «قاللى اسمع يا ابو سمرة»: «أدينا بندردش ورانا إيه ــ نحب نتعرف ــ ورانا إيه ــ نحب نتشرف ــ ورانا إيه ــ منين يا بلدينا ــ وبلدكوا إيه ــ أحسن ناس.. وقتها صوتى من الأعجاب جاب آخر الدنيا.\nبعد أن انتهيت من اللحن طمعت، وقتها كان محمد منير نجما كبيرا، وظهر أيضا مصطفى قمر ومنى عبدالغنى، وعلاء عبدالخالق، وقررت أن يقوموا بالغناء فوجئت بمنير فى نفس الليلة عامل اغنية مثلها بعنوان، «تعالى نلضم أسامينا الفلة جنب الياسمينا»، لم أغضب منه، ونحن حتى الآن أصحاب.\n● كيف انتقلت الأغنية إلى داليدا؟\nــ فى أثناء تسجيلها كان منتج داليدا، سمير صعب، موجودا فى استوديو، أعجبته الأغنية، وإذا به يعرض غناء داليدا لها، أعطيت سمير صعب شريطا مسجلا، انتظرت شهرين حتى وصلنى تليفون منه، أكد لى خلاله رفض داليدا للأغنية، لا أخفى عليك حزنت جدا، وقلت له ماذا عن اللحن هل أعجبها، رد اللحن، أعجبها جدا، لكن الاغنية طويلة جدا،22 دقيقة، هنا طلبت منه أن التقى بها، وفعلا سافرت لها.\n● كيف أهلت نفسك لهذه المقابلة؟\nــ كنت أعلم أن داليدا من شبرا، ذهبت إلى المكان الذى كانت تسكن فيه، أسفل العمارة مطعم فول وطعمية جلست مع اصحابه علمت تفاصيل حياتها، وهذا ليس فضولا منى، لكننى كنت خايف أقابلها، وقررت أن أجد مداخل لكسر الرهبة، وكنت موفقا فى هذا التفكير.\nسافرت إلى فرنسا، وهى كانت تعيش خارج باريس فى قصر، وسط منطقة كلها من كبارالقوم، دخلت منزلها، وجدت شقيقها برونو، ثم دخلت داليدا، مبتسمة.\nأنا أمى من أصول إيطالية وهى كذلك تحدثت عن العمل، واتفقنا على ضغط الأغنية إلى خمس دقائق، كنت قد أعددت شكلا للأغنية زمنه خمس دقائق، قرأت الكلام وخلال نطقها لكلمة حبيبى قلت ادخل هنا واستخرج ما جمعته من معلومات عنها، سألتها متى تركت مصر؟ وكم كان عمرك؟ أجابت 18، قلت لها يبقى: «انت اللى اتمسكت بتتباسى فى بير السلم»، وجدتها قفزت من مكانها وارتمت فى حضنى ضاحكة بصوت عال جدا، وابتدت تضربنى فى كتفى بهزار، وتحدثت معها عن الحاج مصطفى الذى كان يقدم سندوتشات الفول، وواصلت الكلام معها قائلا لها: تحبى تغنى شبرا، هللت من الفرح، قلت لها الأغنية سوف يزيد وقتها إلى 6 دقائق ونصف، ردت ولا يهمك.\nولم يكن وقتها عم صلاح جاهين كتب كوبليه شبرا، ذهبت إلى أول تليفون، تحدثت معه، عرضت الأمر عليه، ثار جدا، وأبدى رفضه التام، إلى أن فكرت فى شىء على الهواء اثناء المكالمة، قلت له كما تحب، لكن داليدا تريد من حضرتك إضافة شبرا، وانها تريد مقابلتك عند الحضور لمصر، رد على: اتصل بى بعد ثلاثة أيام، اتصلت به فى الموعد، قطعت ورقة من دليل التليفون لكى اكتب الكلمات عليها.\nبعد ذلك سجلت اللحن فى مصر وكانت معى دكتورة ايناس عبدالدايم على الفلوت وسعيد الأرتسيت على الإيقاع، وعازف الباركشن محمد توفيق، وباقى أعضاء فرقة الجيتس، وايمان مصطفى ورضا الوكيل وعبدالوهاب السيد كورال.\n● هل تختلف شخصية داليدا الفنية عن شخصيتها الحقيقية؟\nــ هى إنسانة طيبة.. هى أم كلثوم اوربا خاصة فرنسا وايطاليا.\n● انتحارها كان لغزا!\nــ عاشت فى آخر سنواتها حياة صعبة حتى من أقرب الناس إليها كانوا يستغلونها حتى تحطمت.\n● وماذا عن والت ديزنى؟\nــ كنت علمت من اللى فات سات 365 حلقة و36 للخليج، أثناء عرض الحلقات فوجئت بأن أحد تلاميذ الصوت عندى يعمل فى والت ديزنى، وكانوا يفكرون هناك فى تعريب والت ديزنى فى الخليج وفشلت المحاولة، وطلب منى أن أنفذ المشروع فى مصر، اشتغلنا والحمد لله أحضرت لهم مجموعة من أصوات كبار نجومنا مثل عبدالرحمن أبوزهرة وأمينة رزق ويحيى الفخرانى ومحمد هنيدى وأغلب نجومنا، وكانوا سعداء بأصواتهم. وطلبت من شريهان العمل معنا، وكذلك إيمان الطوخى، لكنهما فرضتا.\n● ما أغرب شىء طلب منك قبل التعاون معهم؟\nــ معرفة حجم علاقاتى داخل مصر، قلت لهم انا ممكن اقابلكم بأى شخص ما عدا رئيس الجمهورية، أول شخص فكرت فيه هو عبدالرحمن حافظ رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ومدينة الإنتاج الإعلامى، انبهروا بتلك العلاقات، خاصة عندما ذهبت إلى المدينة معهم ووجدوا كل الابواب تفتح لهم.\n● هل كانت لهم ملاحظات قبل العمل؟\nــ طلبوا منى شيئا غريبا تماما، وهو ألا أتعامل بمفردات مثل «إن شاء الله» لأنها تعطى دلالة أن العمل لن ينجز أو ابقى قابلنى، وليس لربنا هنا أى علاقة حتى لا يفهم المعنى خطأ هم يتحدثون عن ثقافة التعامل، وكذلك بكرة لأنها تعنى أيضا ابقى قابلنى، وكلمة معلش لأنها تعنى أن هناك أخطاء سوف تحدث.

الخبر من المصدر