من سعيّد إلى القوى المدنية التونسية.. رسائل طمأنة بعد القرارات المصيرية

من سعيّد إلى القوى المدنية التونسية.. رسائل طمأنة بعد القرارات المصيرية

منذ ما يقرب من 3 سنوات

من سعيّد إلى القوى المدنية التونسية.. رسائل طمأنة بعد القرارات المصيرية

عقب قراراته بتجميد عمل مجلس النواب وإعفاد رئيس الحكومة من منصبه، جاءت التحركات المكثفة للرئيس التونسي قيس سعيّد ساعية لطمأنة التونسيين وقوى المجتمع المدني من صحة المسار الديمقراطي للبلاد.\nوعقد سعيّد سلسلة اجتماعات مع قيادات منظمات المجتمع المدني والهيئات الوطنية في البلاد، للتأكيد على تمسكه الثابت بضمان الحقوق والحريات واحترام دولة الدستور والقانون.\nوفي المقابل، أبدت غالبية منظمات المجتمع المدني في تونس ارتياحها وتأييدها المشروط لقرارات وتحركات سعيّد، لكنها حذرت من تأثير هذه القرارات على الحقوق والحريات وطالبت بالتعجيل بإنهاء الأوضاع المؤقتة وإعلان خريطة طريق في إطار الدستور، وتشكيل حكومة جديدة لتجاوز الأزمة السياسية والاقتصادية والصحية.\nوبعد 48 ساعة من القرارات الرئاسية، أصدر اتحاد نقابات تونس المهنية بيانا مشتركا ضم توقيع 7 نقابات، من بينها الصحفيين وجمعية القضاة والاتحاد العام للشغل، تضمن الاتفاق على تكوين لجنة عمل مشتركة لمتابعة تطورات الوضع السياسي في البلاد.\nوقالت النقابات إن الخطوة "تعمد لوضع تصور خاص بالقضايا المستعجلة، وأبرزها مكافحة فيروس كورونا ومراجعة القانون الانتخابي والنظام السياسي ومكافحة الفساد".\nوقال عضو المجلس الوطني بحركة الشعب محمد شبشوب، إن "الحركة تساند قرارات الرئيس لكن بشروط".\nوأضاف: "نحن لا نوقع صكوكا على بياض لأحد، والشروط هي ألا يتجاوز أثر القرارات الاستثنائية مسألة حقوق الإنسان والحريات السياسية وحرية التعبير عن الرأى والتعبير".\nولفت القيادي السياسي التونسي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إلى أن "المجتمع التونسي عانى كثيرا في الفترات السابقة من استغلال الحصانة السياسية والبرلمانية في تجاوز القانون، ولن يسمح بمثل هذه التجاوزات مرة أخرى مع أي مسؤول بالدولة".\nوطالب شبشوب أن تكون هناك محاسبة قضائية عاجلة وعادلة لمن يثبت استغلاله لمنصبه في تجاوز القانون ضد الشعب التونسي ولضرب الدولة.\nوعن لقاءات الرئيس مع ممثلي المجتمع المدني والنقابات الوطنية التونسية والأحزاب، قال السياسي التونسي إن "سعيّد حرص في جملة هذه اللقاءات على توصيل رسائل طمأنة بشأن الحريات واحترام الدستور والقانون".\nوأضاف أن الرئيس التونسي "مطالب دوما بأن يظهر للشعب احترامه للحريات والحقوق المدنية والسياسية، وأن يعمل على حماية الشعب وحرياته، وهو دور أساسي له كرئيس للجمهورية، وطالما هو مع الشعب التونسي فنحن معه".\nوشدد شبشوب على أن "الرئيس التونسي أستاذ قانون دستوري وملم بدستور وقوانين الدولة، وحركة الشعب لا ترى أن قراراته تؤدي للتضييق على الحريات العامة أو الفردية، ونأمل أنه سيحترم ما جاء بالدستور التونسي لتصحيح المسار الديمقراطي الذي يعرقله الإخوان".\nوفي تحرك جديد للاتحاد التونسي للشغل، الذي يضم نحو مليون عامل ويعد أكبر تجمع نقابي في تونس، عُقد اجتماع تشاوري حول إعداد خريطة طريق للمرحلة المقبلة تحت إشراف الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي.\nوأكد الطبوبي على أن "الاجتماع يهدف للاستعانة بالكفاءات والخبراء من أجل مصلحة الوطن وبلورة تصورات للمرحلة المقبلة"، مبينا أن "الاتحاد كان دوما مستعدا لكل الأوضاع التي تواجه تونس".\nولفت النقابي البارز إلى أنه "جرى استعراض عدة قضايا مهمة تم خلالها تحديد الخطوط العريضة. رؤى وتصورات وأفكار ستكون أسسا لخريطة طريق".\nوكان الاتحاد التونسي للشغل أكد في تعليقه على قرارات الرئيس على ضرورة التمسك بالشرعية الدستورية في أى إجراء يتخذ في هذه المرحلة، لتأمين احترام الدستور واستمرار المسار الديمقراطي وإعادة الاستقرار لتونس.\nكما دعا الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة إلى تشكيل "حكومة كفاءات وطنية غير متحزبة، مطلعة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي".\nوأكد الناشط السياسي التونسي المقيم في باريس أكرم هميسي على عدم وجود شبهة مساس بالحريات في القرارات الرئاسية الأخيرة.\nوقال هميسي في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن "الإجراءات جاءت تلبية لمطالب شعبية ومظاهرات جماهيرية احتجاجا على 10 سنوات من فساد مجلس النواب وحركة النهضة الإخوانية، ووصول الأمر إلى طريق مغلق بين الرئيس والحكومة المدعومة من الإخوان".\nوأضاف أن "الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية هيمنت على عمل كثير من الجمعيات الأهلية، وتخلت عن اختصاصها الأصيل في العمل السياسي، واستفادت من التمويل الخارجي ووظفته في ممارسات إرهابية وغير قانونية".\nواعتبر هميسي أن "الرئيس يعرف القانون جيدا وعلّمه لأجيال مختلفة من الطلبة والباحثين، ولا يحبذ تكميم الأفواة".\nوتابع: "نأمل أن يظل هكذا في المرحلة المقبلة، خاصة مع التأييد الكبير لقرارته من التونسيين وعلى المستوى الإقليمي والدولي".\nويتوقع الناشط التونسي أن تكون الخطوة التالية هي محاسبة بعض السياسيين وأعضاء مجلس النواب عن ممارسات غير قانونية، وعن العجز عن مواجهة أزمات اقتصادية ومعيشية، و"ربما يتم حل مجلس النواب والذهاب لانتخابات برلمانية مبكرة" وفق رأيه.\n\n\n\n

الخبر من المصدر