سليمان صويلو: "الأيام التي نذهب فيها إلى العراق وسوريا سيراً على الأقدام من هنا ليست بعيدة!"

سليمان صويلو: "الأيام التي نذهب فيها إلى العراق وسوريا سيراً على الأقدام من هنا ليست بعيدة!"

منذ ما يقرب من 3 سنوات

سليمان صويلو: "الأيام التي نذهب فيها إلى العراق وسوريا سيراً على الأقدام من هنا ليست بعيدة!"

أثارت تصريحات وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، بشأن دخول العراق وسوريا مشياً على الأقدام، غضباً سياسياً واسعاً، في الأوساط العراقية، وسط مطالبات، بوقف انتهاكات أنقرة، واستدعاء السفير التركي لدى بغداد علي رضا كوناي.\nوقال صويلو في تصريحات، خلال مهرجان في مدينة شرناخ: إن "الأيام التي نذهب فيها إلى العراق وسوريا سيراً على الأقدام من هنا ليست بعيدة، فهي قريبة بإذن الله". بحسب تعبيره\nوردت أوساط سياسية عراقية، على تلك التصريحات، وطالبت الحكومة برد فعل واضح وصريح، واستخدام أرواق الضغط الممكنة، تجاه استفزازات أنقرة، دون الاكتفاء بالإدانة والاستنكار.\nمن جانبه، وعد عضو لجنة العلاقات الخارجية، ورئيس لجنة الصداقة العراقية - التركية، ظافر العاني، الخميس، تصريحات وزير الداخلية بأنها تعدي على سيادة العراق.\nوقال العاني في بيان، إن "تصريحات وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، تنطوي على سياسة توسعية لا تخدم السلم في المنطقة وهي تعدي على سيادة العراق".\nوأضاف "كنا ننتظر من تركيا الجارة موقفاً يعزز استقرار العراق لا أن يزيده اضطرابا".\nلكن ردود فعل الطبقة السياسية لا تتعدى غير مطالبة الحكومة بالرد، أو توجيه كلمات تهديد ووعيد لتركيا، أو التأكيد على مراعاة حسن الجوار، واحترام السيادة العراقية، من دون نتائج على الأرض ولا حتى اللجوء إلى رد فعل سياسي أو اقتصادي يرد على التهديدات والاستفزازات المستمرة من جانب أنقرة.\nولدى تركيا تاريخ من التهديدات التي تطلقها أعلى الجهات الحكومية في البلاد، ضد بغداد، سواءً بالاجتياح أو بالتلويح بالقوة، أو إطلاق العمليات العسكرية داخل الأراضي العراقية، بداعي ملاحقة حزب العمال الكردستاني.\nوسبق لأنقرة أن هددت باجتياح الأراضي العراقية والدخول بقواتها العسكرية إلى داخل العراق، حيث أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مطلع العام الحالي 2021، أن بلاده قد تتدخل بنفسها في قضاء سنجار بمحافظة نينوى، وأن الجانب التركي مستعد دائماً لتنفيذ العمليات العسكرية، مضيفًا: "لدي عبارة أقولها دائما: قد نأتي على حين غرة ذات ليلة.. هذه هي خلاصة الأمر".\n"يتخيلون أننا خاضعون للدولة العثمانية"\nمن جهته، قال عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون كاظم الحمامي: إن "الاستفزازات التركية لم تكن الأولى، التي يصرح بها المسؤولون الأتراك، فوزير الدفاع التركي دخل متبختراً إلى داخل الأراضي العراقية، كما قامت القوات التركية بجرف الغابات العراقية ونقل الأخشاب إليها".\nولفت البرلماني العراقي، في تصريحات صحفية، إلى أنه "لم تكن هنالك ردود أفعال سواء من الحكومة العراقية أو حكومة إقليم كردستان تجاه هذه الاعتداءات على الأراضي العراقية"، مشيراً إلى أن "الرئيس التركي والحكومة التركية يتصورون أن العراق ودول الجوار خاضعة للدولة العثمانية السابقة، ويتخيلون ذلك".\nوتوغل الجيش التركي خلال الأشهر الماضية، بعمق يصل لنحو 9 كيلومترات باتجاه مناطق كيسته وديشيش ضمن قضاء العمادية بمحافظة دهوك، ومن ثم عمدت القوات التركية إلى نشر جنودها عبر مرابطات ونقاط أمنية قرب تلك القرى.\nكما أطلقت تركيا، في أبريل الماضي، عملية عسكرية جويّة وبريّة ضدّ مقاتلي حزب العمال الكردستاني في منطقة متين في إقليم كردستان أسمّتها (مخلب البرق - الصاعقة)، ومنذ ذلك الحين ثبّت الجيش التركي 12 نقطة عسكرية تابعة له في تلك المناطق، وفق وسائل إعلام كردية.\nمن جهتها علقت النائبة في البرلمان العراقي، يسرى رجب، على تصريحات صويلو وقالت: إلى وزير الداخلية التركي .. نصيحة اذهب وإجرِ بعض الفحوصات الطبية كون تصريحك يدل على أنك تعاني من الحمى.. أخشى أن تكون مصابًا بكورونا، هذا البلد له أبناؤه الغيارى للدفاع عنه".\nويعد العراق ثاني الشركاء التجاريين العالميين لتركيا بعد ألمانيا وأول الدول الثماني المحيطة بها الذي يستورد البضائع التركية بميزان تبادل تجاري بلغ نحو 20 مليار دولار، وهذا الرقم يمثل نسبة كبيرة من الصادرات التركية، وهو ما يجعل العراق قادراً على التلويح بالورقة الاقتصادية، أمام ممارسات أنقرة.\nويرى اقتصاديون أن العراق قادر على تحريك هذا الملف أمام أنقرة، واستغلال جائحة كورونا، التي ضغطت بشكل كامل على ملف السياحة التركي، فيما بقيت الصادرات تمثل أبرز الموارد المالية لأنقرة.\nوقال الباحث في الشأن الاقتصادي، سرمد الشمري، إن "الورقة الاقتصادية جاهزة بيد العراق، ويمكن بالفعل تحقيق مكاسب سياسية كبيرة منها، عبر التلويح بمقاطعة صادرات أنقرة، وغلق الحدود، واتخاذ إجراءات أكبر، وفتح قنوات استيراد إضافية من دول مجاورة مثل الأردن والسعودية، فيما يتعلق بالمنتجات المتوافرة لديهما، وهو ما سيمثل ضربة لأنقرة، ويجبرها على وقف عدائها للعراقيين، وإنهاء ممارساتها التوسعية".\nويضيف الشمري في تعليق لـ"سكاي نيوز عربية" أن "الحكومة العراقية لو أرادت استخدام تلك الورقة، ستكون رابحة، لكن يجب إعداد خطة واضحة قبل ذلك، لتفادي أي مشاكل وعراقيل تظهر، جرّاء منع صادرات تركيا من الدخول للعراق، خاصة وأن بغداد تعتمد بشكل كبير على السلع التركية، لكن فيما إذا كانت هناك خطة على مديات واضحة، ووفق طريق مرسوم، سنحقق تقدماً كبيراً، ونوقف تلك المهازل، من خلال الضغط الاقتصادي".\nويرى اقتصاديون، أن هناك عوامل أخرى ستساعد العراق، على تحقيق تلك الخطة، وأبرزها: تراجع سعر صرف الليرة التركية في الأشهر القليلة الماضية، والنقص الحاد في العملة الصعبة الذي تعاني منه تركيا الآن بسبب المديونية العالية للبنوك الدولية ونفاد السندات والأذون التركية في البنوك الأميركية.\nكما أن تفاوت ميزان الإنفاق والدخل، بسبب الإنفاق العسكري الكبير الذي تتحمله تركيا جراء تدخلها في ليبيا وسوريا والعراق واليمن والصومال، بالإضافة الى مشاكلها الداخلية مع الأكراد، مما يجعل اقتصادها منهكا لا يتحمل عقوبات كبيرة.\n\n\n\n

الخبر من المصدر